الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصريين بيأكلوا بعض في الغربة.. كحك العيد يطيب خاطر المغتربين حول العالم

صدى البلد

أول عيد له في الغربة، وأول مرة تراوده تلك المشاعر المختلطة بالحزن والفرحة، لا يعلم في قرارة نفسه هل يشعر بالأسف على فراق أسرته وأحبته، أم يساير أجواء احتفال بعيد الفطر المبارك على بعد آلاف الكيلومترات من موطنه الذي تركه بحثا على مصدر رزق له يشق منه طريقه في بداية حياته، وعلى الرغم من كل تلك المشاعر الجياشة لم يمنع الفرحة أن تدخل قلبه التي كان المصريون أيضا سببا في إسعاده في الغربة.

توجه أحمد عبد النبي، في أول أيام العيد، إلى مسجد السلطان أحمد في اسطنبول، لصلاة العيد في محاولة منه لمسايرة أجواء العيد التي اعتاد عليها طوال السنوات الماضية، ولكن المكان ليس كما عهد ولا الأشخاص هم نفسهم الذين اعتاد عليهم، ينفطر فؤاده بإحساس الغربة والوحشة التي حاول بكل ما أوتي من قوة أن يدفنه بداخله ولكن نار الرغبة تتأجج بداخله.

علبة بلاستيكية صغيرة كانت بمثابة الدواء لجرحه الذي طاب بعد تلك العلبة، يد مدت إليه من وسط الزحام، بابتسامة وملامح عرفها وحفظ تلك الروح حتى تعرف عليها، أقبل عليه أحد المصريين بالخارج حاملًا كحك العيد، شعور بالبهجة والفرحة راوده، خاصة أن الكحك في تركيا ليس متاحا في المتاجر والمحلات.

"المصريين في الغربة مبياكلوش بعض والله، بالعكس دول بيأكلوا بعض"، شعر أحمد بالفخر لمصريته التي ظهرت في الغربة، ولكن مجموعة من المصريين بددوا بداخل كله الخوف، وقاموا بتوزيع كحك العيد، الذي استطعم فيه روح البيت المصري، والوصفة البيتي التي اعتادها من والدته وأقاربه.

لم يأت اختيار أحمد عبد النبي لذلك المسجد من محض الصدفة، بل جاء بعد البحث والتمحيص عن أماكن تجمع الجالية المصرية في تركيا، فسبق خطاه إلى هناك، ليفاجأ بعد الصلاة بعلب كحك توزع على المصلين.