الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على أنواع الصدق الخمسة في الإسلام

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الإمام الغزالي تكلم عن أنواع الصدق وفندها في خمسة أنواع.

وأضاف جمعة، في تصريح له، أن النوع الأول أو الدرجة الأولى: صدق اللسان؛ فاللسان يجب أن يكون صادقًا أورد عدة أحاديث تبيّن ما هو الصدق، وما هو الكذب منها حديث رسول الله ﷺ «ليس بكذّاب من أصلح بين اثنين فقال خيرًا أو أنمى خيرا»، متابعا: "يقول الرجل لأخاه عن شخص أخر يريد الصلح بينهما: يا راجل ده بيمدح فيك، ده بيقول فيك شعر وهو ما بيقولش ولا حاجة، لكنه ما بيوقعش بين الناس ده مش كذاب، ده نوع من أنواع الإصلاح وليس نوعًا من أنواع الكذب.

أما الدرجة الثانية : الصدق في النية ، والدرجة الثالثة أو النوع الثالث: الصدق في العزم، في التوجه، في القصد المؤكد .

أما الدرجة الرابعة: الوفاء بالعهد، مدح الله تعالى الذين يوفون بعهدهم يقول: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ ،وهناك الناس التي تخون أو التي ضد الوفاء ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.يعني كأنه قد كذب في العمل لأنه خان هذا، والدرجة الخامسة : الصدق في الأعمال.

ويمكن أن نقسم هذه الأقسام الخمسة إلى اثنين: قسم السر وقسم العلن، هو تكلم عن اللسان، عن النية، عن العزم، عن الوفاء بالعهد، عن العمل، فهناك أشياء عن الوفاء بالعهد الناس تعرفها وتراها ، اللسان الناس تسمعه، النية والعزم في السر ، ولذلك هو أورد بيتين :
إذا السر والإعلان في المؤمن استوى * فقد عزّ في الدارين واستوجب الثنا
فإن خالف الإعلان سرًا فما له * على سعيه فضلٌ سوى الكذب والعنا

وتابع: إذا أصبح باطنك مثل ظاهرك استوجب ذلك الثناء من الله، والثناء من الناس، وإذا الإعلان خالف السر ونوع من أنواع النفاق فأنت فضّلت الكذب على الصدق، إذًا الصدق قد يكون باللسان، وقد يكون بالعمل ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ إذًا الصدق ليس في اللسان فقط، بل أيضًا في موافقة السر للعلن.