موسكو والأمم المتحدة تقللان من فرصة انعقاد محادثات رباعية بشأن سوريا

قللت موسكو والأمم المتحدة من شأن تقارير ذكرت أن اجتماعا مشتركا سيضم زعيم المعارضة السورية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ومسئولين من الولايات المتحدة وروسيا أثناء مؤتمر أمني في ميونيخ يبدأ اليوم السبت.
وكانت مصادر بالمعارضة السورية قالت إن معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض سيلتقي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي والاخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة في مؤتمر أمني تستضيفه مدينة ميونيخ الألمانية.
واذا حدث ذلك فسوف تكون هذه اول مرة تجتمع فيها الولايات المتحدة وروسيا -المختلفتان بشأن امكانية مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في اي حكومة انتقالية- معا مع المعارضة.
وكانت مصادر رفيعة بالمعارضة قالت في وقت سابق امس الجمعة ان الخطيب سيلتقي مع بايدن ولافروف والابراهيمي على هامش مؤتمر الامن والتعاون في اوروبا الذي يعقد ميونيخ.
لكن مسئولا بالأمم المتحدة ودبلوماسيا روسيا قالا إنه لا توجد أي خطط لعقد اجتماع مشترك.
وقال مسئول بالأمم المتحدة في ميونيخ "المبعوث الخاص للأمم المتحدة لن يشارك في أي اجتماع ثلاثي" مضيفا أن الإبراهيمي يعتزم عقد لقاءات منفصلة مع بايدن والخطيب ولافروف.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إنه لا توجد خطط للمشاركة في محادثات موسعة.
وأضاف "التقارير الإعلامية التي تتحدث عن اجتماع في ميونيخ يضم لافروف وبايدن والإبراهيمي والخطيب ممثل المعارضة السورية لا تتفق مع الواقع."
لكن لافروف سيلتقي مع الخطيب الذي رفض في ديسمبر دعوة روسية لزيارة موسكو لاجراء محادثات ودعا لافروف إلى الاعتذار عما وصفه بتدخل روسيا في سوريا ودعمها للاسد.
وعرقلت روسيا اكبر مصدر للسلاح لسوريا ثلاث محاولات لمجلس الامن الدولي لاصدار قرارات ضد سوريا بشأن الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 60 الف شخص.
وواجه الخطيب تحديا لسلطته بعد ان قال انه سيكون مستعدا لإجراء محادثات مع مسئولين سوريين دون اشتراط تنحي الاسد لكن يبدو ان هذا التنازل هو الذي فتح الباب امام إمكانية إجراء محادثات السبت. فأعضاء ائتلافه والمعارضة المسلحة في سوريا يقولون دوما إنهم لن يناقشوا مسألة التحول السياسي إلا بعد تنحي الاسد.
وقال عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري لرويترز ان التغيير في موقف الخطيب خفف مقاومة الجانب الروسي للاجتماع.
وقال الابراهيمي امام مجلس الامن هذا الاسبوع انه يعتقد ان الاتفاق الدولي الذي تم التوصل اليه العام الماضي والذي كان غامضا بشكل متعمد فيما يتعلق بدور الاسد في المستقبل "لم يكن مفهوما بشكل عام ... انه سيعني ان الرئيس لن يكون له دور في الانتقال."
وشبه الابراهيمي مدنا اصابها الدمار في سوريا بالعاصمة الالمانية برلين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
واشار إلى "القتل الجماعي" لنحو 100 طالب في جامعة حلب و"ذبح" المدنيين في محافظة حمص وما بدا انه اعدام لنحو 65 رجلا في ضاحية في حلب - وكلها احداث وقعت الشهر الماضي - وقال ان مأساة سوريا "لا نهاية لها."
وانتهى اجتماع للمكتب السياسي للائتلاف والذي يضم 12 عضوا في الخامسة من صباح الجمعة وطالبت القيادة الخطيب بعدم الرد على اي مقترحات تقدم له في ميونيخ دون الرجوع اليها.
وقال المصدر ان المكتب السياسي للائتلاف انتخب لجنة لصياغة بيان سياسي يضع استراتيجية للسلام "او المضي قدما في الحرب" اذا فشلت الجهود الدولية في التفاوض لانهاء حكم الاسد.
ويجعل هيكل الائتلاف الذي يضم 70 عضوا ويهيمن عليه الاسلاميون والذي تم تشكيله بدعم غربي وعربي في ديسمبر الخطيب رئيسا مساويا في السلطة للأعضاء وليس رئيسا مطلقا.
وقال المصدر إن الخطيب واجه انتقادات حادة من إسلاميين في المكتب السياسي والمجلس الوطني السوري بعد ان عبر عن استعداده للجلوس مع مسؤولين سوريين للتفاوض بشأن الانتقال السياسي اذا اطلق الاسد سراح الاف السجناء السياسيين الذين القى القبض عليهم منذ بدء الانتفاضة.
ووصف المعارض السوري البارز كمال اللبواني الذي قضى سنوات طويلة في سجون الاسد تصريحات الخطيب بأنها خطأ قاتل اضفى الشرعية على الاسد ومن الممكن ان يهدد روح الانتفاضة.
وقال الخطيب ان عرض المحادثات جاء بدافع التقدير لمحنة السجناء موضحا أنه ما زال يرى ان الاسد وحاشيته لابد وأن يرحلوا في النهاية.
وقال مصدر اخر في قيادة الائتلاف لرويترز ان أعضاء المكتب السياسي اتفقوا على الا يطالب الخطيب او يقبل في الاجتماع بأقل من رحيل الاسد ودعم دولي لاعادة بناء سوريا كدولة ديمقراطية.