الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من السيدة زينب لـ قنديل أم هاشم.. عاش هنا يوثق محطات يحيى حقي مع الأدب وأم العواجز.. وكواليس خروجه من السلك الدبلوماسى بسبب رسامة بريطانية

صدى البلد

فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 3 شارع الغزالي - مصر الجديدة، عاش الأديب الكبير الراحل يحيى حقي، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 01/07/1905 ، وتاريخ الوفاة 09/12/1992.

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. 

ولد يحيى حقي في درب الميضة خلف مسجد السيدة زينب في بيت صغير من بيوت وزارة الأوقاف المصرية. وكان والده موظفا أهليًا في وزارة الأوقاف، التحق هو وأخوته (إبراهيم – إسماعيل – زكريا – موسى) بالمدرسة الزينية القرآنية (كتاب السيدة زينب) ، ثم انتقلت الأسرة من حي السيدة زينب لتعيش في حي الخليفة. 

التحق يحيى حقي عام 1912 بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية للبنين بحي الصليبة بالقاهرة، وهي مدرسة مجانية للعامة، في عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية فالتحق بالمدرسة السيوفية ثم المدرسة الإلهامية الثانوية، ومكث بها سنتين حتى نال شهادة الكفاءة، والتحق عام 1920 بالمدرسة السعيدية لمدة عام واحد ثم انتقل إلى المدرسة الخديوية، والتي حصل منها على شهادة البكالوريا عام 1921 وكان من الأوائل، ثم التحق بمدرسة الحقوق في جامعة فؤاد الأول عام 1921 وحصل على درجة الليسانس وتخرج فيها عام 1925. 

عمل في المحاكم الأهلية بعد تخرجه فاختار محكمة "نور الظلام الشرعية" بمنطقة الخليفة لقربها من منزله ، عمل كمعاون إدارة في قسم النيابة العامة وكانت مهمته أن يطبق القوانين الزراعية، ويجرى التحريات في قضايا الجنح الصغيرة، في 1927 انتقل يحيى حقي إلى مدينة منفلوط بالصعيد الأوسط ليعمل هناك كمعاون إدارة لمدة سنتين.

كان حب يحيى للأدب كبير فنشر في مطبوعة سكندرية هي "وادي النيل" بعض المقالات المنفصلة عن محامين مصريين وأوروبيين، كما نشر في السياسة الأسبوعية قصة قصيرة "الدرس الأول" في 19 يناير 1926، قدمه أخوه إبراهيم (وهو وطني وأديب ساعد في تحرير جريدة السفور) لمجموعة أدبية هي "المدرسة الحديثة" التي كان أعضاؤها يناضلون من أجل الحقوق السياسية والعدل الاجتماعي. وساهم يحيى في مجلتهم "الفجر" (1925-1926)، في عام 1951 التحق بالسلك الدبلوماسي وتدرج به حتى تم تعيينه سفيرًا في ليبيا في 1953 وكانت هذه هي أعلى درجة وصل إليها يحي حقي في مسيرته الوظيفية. 

• في سبتمبر 1955 تزوج يحيى حقي بـ"جينى جيهو" وهي رسامة بريطانية وكاتبة قصة قصيرة التقى بها في باريسوكان هذا هو زواجه الثاني،. أما زواجه الأول فكان عام 1944 من فتاه مصرية هي" كريمة عبد اللطيف سعودي " ابنة محام وعضو برلمان في الفيوم ولكنها توفيت وتركت له ابنة صغيرة ربتها جدتها لامها وعمتها، وبهذا الزواج الثاني من غير مصرية ترك حقي العمل الدبلوماسي والخدمة في الخارجية. 

في عام 1956 انتقل حقي إلى مكان أكثر ملاءمة لشخصيته العاشقة للفن والإبداع، حيث أصبح مديرا لمصلحة الفنون، بعد حل مصلحة الفنون في عام 1960 انتقل حقي إلى دار الكتب القومية وبقى بها مستشارًا لمدة سبعة أشهر. 

كانت سنة 1955 هي سنة الفراغ الوظيفي له واستطاع خلالها أن يركز في كتاباته. فصدرت له في هذه السنة: دماء وطين ، أم العواجز ،صح النوم.

من أبرز أعماله: دماء وطين، أم العواجز، صح النوم، عنتر وجولييت، الفراش الشاغر، خطوات في النقد، فكرة فابتسامة، دمعة فابتسامة، تعال معي إلى الكونسير، حقيبة في يد مسافر ،قنديل أم هاشم، البوسطجي.

حصل يحي حقي في يناير عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، منحته الحكومة الفرنسية عام 1983 وسام الفارس من الطبقة الأولى، وحصل في عام 1990 على جائزة الملك فيصل العالمية فرع الأدب العربي، ظهرت سيرته الذاتية في شكل كتاب عام 1959 بعنوان: "خليها على الله" التي تتحدث بالتفصيل عن الوقت الذي قضاه في منفلوط .

في 1960 نشر المجموعة الأولى من مقالاته في النقد الأدبي "فجر القصة المصرية" وهي بحث تحليلي لتطور القصة القصيرة و الرواية في مصر من (1934-1914) - الفترة من مايو 1962 حتى أكتوبر 1970 كان حقي رئيسا لتحرير مجلة "المجلة" الأدبية و نشر خلال هذه الفترة مجموعة كتب منها:خطوات في النقد، فكرة فابتسامة، دمعة فابتسامة، تعال معي إلى الكونسير، حقيبة في يد مسافر نشر من(1971-1972): ناس في الظل ، عطر الأحباب ، أنشودة للبساطة. - تحولت بعض أعماله الى أفلام سينمائية منها: قنديل أم هاشم، البوسطجي، أمرأة ورجل - ترجم كتاب القاهرة للمستشرق ديزموند ستيوارت .

يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.