الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد فرغلي رضوان يكتب: كازابلانكا.. لو اتفرجت مش هتزعل

صدى البلد

ممكن القول ان فيلم "كازبلانكا" أكثر أفلام موسم العيد الحالي تسلية ومتعه تذكرك بالسينما الهندية "بوليوود" كان ينقصه أغنية، "مثلا" لو قدمت ضيفة الشرف نيللي كريم إستعراض على موسيقى الراب بدلا من الأكشن، وعلى الرغم من بساطة القصة والسيناريو إلا أن الفيلم قدم صورة وأكشن على مستوى جيد جدا جذبا الجمهور منذ اليوم الأول ولذلك لو ذهبت للسينما واتفرجت "مش هتزعل".

بالتأكيد لم يخطر ببال صناع فيلم "كازابلانكا" تصدر الإيرادات بهذا الفارق الكبير في الإيرادات عن أقرب المنافسين والذي يحمل توقيع صناع سينما كبار ولكن الجمهور أعطى "كازابلانكا" الأفضلية منذ بداية عرضه بعدما وجد عمل "مسلي" مصنوع بشكل جيد ومستوى أكشن لم يعهده في السينما المصرية، بالطبع الفكرة كانت جذابه منذ البداية عن مغامرة لهجامين "عصابات" البحر ما بين الإسكندرية وكازبلانكا "المغرب" منذ بداية الإعلان عن مشروع الفيلم وكان هناك ذكاء إنتاجي للمنتج وليد منصور بالدعاية المكثفه له واختيار فريق الأبطال وضيوف الشرف المشاركين في العمل، وخاصة في اختيار عمرو عبدالجليل واياد نصار إلى جانب البطل أمير كرارة ليشكلوا أفراد العصابة التي سنعيش معها المغامرة، الثلاثي أجادوا.

مرة أخرى ينجح الطبيب وفيما بعد المخرج بيتر ميمي في صناعة فيلم "تجاري" ناجح يتصدر ايرادات شباك التذاكر مع نفس بطله المفضل أمير كراره بعد تجربتهما العام الماضي "حرب كرموز"، هو يعتمد في أفلامه بشكل كبير على الصورة والإبهار حتى ولو على حساب السيناريو والحوار ويبدو أنه مقتنع تماما بهذه النوعية من الأفلام التي تناسب جمهور العيد، فنجح في صناعة مشاهد أكشن "خطفت" أنظار المشاهدين منذ البداية وكانت مبهره وأقصد هنا أكشن "البحر" وسرقة السيارة وليس معركة "البار" التي كانت مكررة ومبالغ فيها وايضا مشهد هجوم "عمر المر" على منزل عرابي وتحطيمه بسيارة! ولكن السيناريو لا يشرح ولايقدم مبررات مقنعة كثيرا، الكاميرا تلهث سريعا وراء مشاهد الأكشن، والشخصيات من كثرتها تربك المشاهد لأن السيناريو نسى تقديمها!

التمثيل كان متميزا عمرو عبدالجليل يتقدم أبطال الفيلم بموهبته الكبيرة سواء في الدراما أو الكوميديا وأيضا اياد نصار يقدم شخصية "رشيد" باقتدار.

اما بطل الفيلم الأول أمير كرارة فقدم أداءا جيدا ومقنعا لمشاهد الأكشن وأصبح من أهم أبطال سينما الأكشن حاليا لدى الجمهور ولكن التغيير مطلوب بعيدا عن شخصيتي الضابط والبلطجي! ويجب أن يستغل فرصة دعم الجمهور له هذه الفترة ولا يعتمد طوال الوقت على "العضلات"! نصيحة أعطي "للمخ" شوية!

اما غادة عادل فقدمت الشخصية بخفة ظل وحضور جيد ولكن شخصيتها في السيناريو ضعيفة وغير مكتملة ومحمود البزاوي كان موفقا وأداء جيد ويحسب لصناع الفيلم اتاحة فرصة سينمائية للشاب الصاعد أحمد داش أما لبلبه فكان ظهورها مثل ظهور ضيوف الشرف نيللي كريم ومصطفى شعبان "خفيف لطيف".

وبمناسبة ضيوف الشرف يوجد مهرجان لضيوف الشرف في موسم أفلام العيد الحالي يستحق التأمل !؟
اما اختيار خالد أرجنش كزعيم العصابة الأجنبي كان مقنعا تمام واضافة تسويقية للفيلم وأداء محترف للممثل التركي، ولكن لا أعرف سبب الحوار المطول الذي تحدث به عن مذابح الصرب ضد البوسنه! في غير محله على الإطلاق! زعيم مافيا يعطي درسا إنسانيًا عن علاقة الأشقاء والأحداث مشتعلة بينه وبين خصومه!

كنت أتوقع سيناريو سينمائي أفضل من هشام هلال ولكن سيناريو مشاهد الأكشن طغى على كل شيء خاصة "الدراما وتفاصيل الشخصيات" في النهاية الفيلم حقق النجاح المطلوب لصناعه في شباك التذاكر خلال موسم العيد.

نهاية الفيلم أشارت لوجود جزء ثاني، هل سيتم تقديم مغامرة أخرى في بلد جديد ؟ بالتأكيد النجاح يجعل صناع الفيلم يفكرون في ذلك ولكن أكبر صعوبة ستواجههم هي تقديم أكشن جديد يقنع الجمهور مجددا.

في النهاية نحن أمام موجة جديدة من أفلام الأكشن لعدد من المخرجين يحاولون الإقتراب و "الاقتباس" من الأكشن الأجنبي ..لعلهم "يفلحون".