الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد مندور يكتب : حكاية سفير بورما

سيد مندور
سيد مندور

بعد إنتهائى من الندوة الثقافية بالأوبرا وكان برفقتي صديقي اللواء مراد الحسينى أحد أبطال حرب أكتوبر والزميل الدكتور محمد قاسم الأستاذ بهيئة الطاقه الذرية وكان بصحبة اللواء مراد أحد الأجانب فعرفنى به بأنه سفير بورما، فنزل على كلامه كالصاعقة والإشمأزاز .. نعم .. ! سفير بورما الذين يذبحون المسلمين هناك، وحاولت أن أنهى هذا اللقاء بأسرع ما يمكن، ولكن إصرار اللواء مراد أن نجلس سويا لنشرب قهوة ونجلس بعض الوقت.

جلست وأنا فى غاية الغضب ودار حوار بيننا وفى أثناء الحوار جاء ذكر السيد البدوى، فإذا بالسفير يقول باهتمام :" السيد البدوى فى طنطا". فنظرت إليه وقلت له: "مالك أنت والسيد البدوى". قال لى: "أنا أداوم على زيارته"، فنظرت إليه بدهشة وقلت له :"قولى الأول أنت إسمك إيه بالضبط"، قال لى : "إسمى عمر فاروق". قلت له : "انت مسلم؟". قال:" نعم أنا أعتبر سفير مسلمى بورما بالقاهرة. قلت له: ماذا تقصد بسفير مسلمى بورما؟. قال: "أنا أقوم بالتنسيق مع مسلمى بورما من طلبة ووافدين يأتون للدراسة هنا فى مصر وانا درست اللغة العربية وحصلت على الدكتوراه من جامعة عين شمس.
فتحولت دهشتي إلى إعجاب وود، وقلت له: أريد أن أتعرف على أحوال المسلمين هناك، وما نقرأه ونسمعه عن إبادة وذبح للمسلمين هناك. قال لي: لا دى كانت أعمال فردية وفى مناطق نائية بعيدة عن المدن وكانت منذ سنوات. قلت له: هل هناك مساجد؟ قال: هناك حوالى ثلاثة آلاف مسجد فى بورما. سألته عن إجمالي عدد سكان بورما. قال أنهم حوالى ستين مليون، البوذيون خمسة وأربعين مليون والمسلمون حوالى عشرة ملايين والمسيحيين حوالى أربعة ونصف مليون والمسلمون يصلون فى المساجد ويصومون ويصلون التراويح والجمعة. وقال لى: "إن معظم المسلمون هناك ممن تعلموا فى الأزهر الشريف ينتمون إلى الطرق الصوفية وأنا أتبع الطريقه النقشبندية". فقلت له: الآن سنلتقط صور للذكرى وسأكتب عن هذا اللقاء، وسوف نلتقى بمشيئة الله فى سيدنا الحسين.

انتهى اللقاء وأنا فى غاية السعادة، وعلمت أنه ليس كل ما ينشر على صفحات التواصل الإجتماعي هو الحقيقه بل فيه مبالغات وأخبار قديمة يعاد نشرها، فلابد أن تكون هناك أمانة في النشر، والتأكد من أى أخبار، فقد أمرنا المولى سبحانه وتعالى بذلك فقال:
" يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۢ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوٓا۟ أَن تُصِيبُوا۟ قَوْمًۢا بِجَهَـٰلَةٍۢ فَتُصْبِحُوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَـٰدِمِينَ " الأحقاف / 6 .

فالكلمة أمانة والقلم أمانة.. والحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أخبرنا أنه إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة.