الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كتاب الأم.. يوثق التعايش الحضاري بين أهل سيناء والرهبان

صدى البلد

اتسمت العلاقات الحضارية بين أهل سيناء والرهبان الذين لجأوا إليها منذ القرن الرابع الميلادي بالتعاون والتعايش الحضارى الآمن بينهما، وهو ما كشفه لنا موثقا بالمعلومات التاريخية خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء.

قال ريحان: "كان أهل سيناء ينقلون البضائع المختلفة من ميناء الطور إلى دير سانت كاترين عبر وادى حبران الوادى الشهير الذى عبره نبى الله موسى ليتلقى ألواح الشريعة، وكذلك فى تأمين قوافل الحجاج المسيحيين القادمين من أوروبا إلى دير سانت كاترين والحجاج المسلمين عبر الطريق البحرى من ميناء السويس إلى طور سيناء ومنه إلى دير سانت كاترين ثم العودة إلى ميناء الطور لاستكمال الرحلة".

وتابع أن "طبيعة هذه العلاقة سجلت ووثقت فى كتاب شهير يطلق عليه كتاب الأم، وكان بمثابة محكمة شرعية وسجل كامل لذاكرة أهل سيناء، سجلت فيه صور الدعاوى والحكم وصكوك المبايعات والرهونات فى النخيل والأراضى الزراعية فى مدينة الطور وحديقة فيران وضواحيها،من أملاك الرهبان والطورة من بادية وحضر وفيه صكوك الزواج والطلاق وتحرير الأرقاء وحصر تركات المتوفين ونحو ذلك".

هذا السجل كما قال ريحان كان محفوظًا بقلعة الطور، وكان فى القلعة حامية من العساكر الطوبجية عليها ضابط يرجع فى أموره إلى القائد العام فى السويس،ومدير مؤن العساكر ومحافظ إدارى على العربان وقاضى على المذهب الحنفى يعينه قاضى السويس وكاتب، وإن السجل نفسه كان بيد القاضى وكاتبه، فلما خربت القلعة انتقل السجل إلى راهب سورى من رهبان دير سانت كاترين يدعى ملاتيوس كان وكيلًا للدير فى مدينة الطور.

وأشار إلى أن أهل سيناء والرهبان كانوا يرجعون إلى هذا السجل كلما اختلفوا على ملكية أراضيهم وحدودها لذلك سمى كتاب الأم، وطلب مشايخ الطورة من مدير خزانة دير سانت كاترين حفظ هذا الكتاب فى خزانة وكالة الدير بمدينة الطور للرجوع إليه عند اللزوم، وفى هذا السجل 567 ورقة غير مجلدة ككتاب لكنها محفوظة بغلاف قوى من الجلد مكتوب باللغة العربية، وهناك بعض النصوص بالتركية واليونانية وأقدم تاريخ فيه (14 محرم 1001هـ / 21 أكتوبر 1592م) وأحدثها (غرة ربيع أول 1267هـ / 16مارس 1851م) أى استعمل لمدة 259 عام ، ويبدو أنه ظل بقلعة الطور حتى خرابها أو هجرها عام (1242هـ / 1826م).

وفقدت معظم أوراق هذا الكتاب فى حريق بدير سانت كاترين عام 1971م حسب رواية الرهبان وقبائل سيناء،عدا 39 ورقة اعترف فيها شيوخ القبائل الموقعة عليها بصحة ما جاء فيها ومختومة بختم دير سانت كاترين بتاريخ 9/11/1992 ،وبالأوراق المتبقية من هذا الكتاب والمحفوظة بمكتبة دير سانت كاترين معلومات هامة عن تاريخ منطقة الطور .