الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد باشـا يكتب: كيف أصبحت التجربة المصرية عقدة أزلية.. التحليل النفسي لأردوغان

أحمد باشا _ رئيس
أحمد باشا _ رئيس تحرير روز اليوسف

كتب أحمد باشـا رئيس تحرير روز اليوسف ، مقالا هاما تحت عنوان :"كيف أصبحت التجربة المصرية عقدة أزلية؟" .. التحليل النفسى لـ " اردوغان".

وقال باشا في مقاله :"حالة من الجنون أصابت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عشية ٣ يوليو ٢٠١٣ عندما أعلنت الدولة المصرية عن عزل وإقصاء المشروع الاخواني من أرضها".

وأضاف أن عملية العزل لم تكن مقتصرة على المتخابر المتوفى «محمد مرسي العياط» برغم وفاته إلا أن سيرته أطول من عمره بعدما أتى بالفاحشة الوطنية لم يسبقه بها احد من قبل.

وتابع:" عملية العزل تمت لمشروع اخواني سلم الدولة المصرية بالكامل لمشروع أممى تركى يهدف لإعادة إعمار الاحتلال العثماني سالب الثروات وناهب الخيرات، وتنظيم الاخوان بالكامل هو وكيل للاحتلال التركي وبالتالي فإن عملية العزل لم توجع إخوان الشيطان بقدر ما أوجعت في اسطنبول".

وواصل باشا مقاله كالتالي:" عملية العزل التاريخية تمددت لتصل الى عقلية التركى «رجب طيب أردوغان» لتعزله بأوهام المشروع العثماني عن الواقع الذي فرضه عنفوان الدولة المصرية. منذ تلك اللحظة وأردوغان يعانى من خلل نفسي حقيقي أثر على توازناته العقلية بعدما فقد السيطرة على ثباته الانفعالى اقليميا ودوليا فراح يمارس الجنون المعلن من فرط سكرة العزل.

نحن إذن أمام رجل فقد مؤهلات حكم بلاده بسبب حالة خلل نفسي حادة اثرت على مواطن الاتزان في عقله ففرضت عليه الإتيان بسلوك هستيرى معلن وصل الى حد الخلط التام ما بين سلوكه كعنصر اخوانى وما بين سلوكه كرئيس دولة حتما ولابد أن يكون مقيدا ببروتوكولات ورسميات لا تعرف الانفعالات الشخصية.

نتصدى هنا بالتحليل للحالة النفسية لرجب طيب أردوغان ليس من قبيل العبث أو من قبيل السجال المتبادل، بل من منطلق علمى يحاول الارتكاز على قواعد علم النفس السياسى.

نبدأ بمحاولة تحديد الملامح النفسية لشخصية الإخوانى رجب طيب أردوغان الذي وصل لمنصب الرئاسة فأصبح يعانى حالة اضطراب نفسي حاد ناتج عن اختلاط سمات الشخصيه الاخوانية المنسحقة لسنوات تحت وطأة التكليف الإخوانى بسمات منصب الرئيس الذي بات ملزما بإتيان سلوك معلن يجب أن يكون على قدر مقام المنصب، هذا الخليط أنتج ما يمكن تسميته بظاهرة «الرئيس لا يحكم نفسه».

أمام هذا المسمى نجد أن أردوغان طوال الوقت أمام صراع داخلي ينعكس بوضوح حال مواجهته للمشهد العام، الصراع هنا ما بين أردوغان الإخوانى المنسحق الذي لم يسبق له إدارة ذاته التى سلمها للتنظيم يعبث ويشوه كيانها منذ الصغر وما بين أردوغان الرئيس الذي بات ملزما بإدارة دولة، ما بين أردوغان الإخوانى فاقد الاهلية الشخصية بل والممنوع طوال سنوات عمره من إدارة نفسه وما بين أردوغان الذى منح فرصة أهليته السياسية الكاملة.

نحن أمام حالة أشبه بمجذوب تمكن من الهروب من المصحة التى آوته سنين طويلة إلا أنه تمكن عقب الهروب من ارتداء ثياب نظيفة وغالية الثمن كستار خارجى لمكنون شخصية المجذوب الشارد.

قبل أن يصل أردوغان إلى منصب الرئاسة هو فى الحقيقة ضحية لاعتداء واغتصاب إخوانى لشخصيته الطبيعية فلما وصل إلى منصبه الرئاسى لم تغادره آثار عملية الاغتصاب النفسى فصحبته إلى مقومات الشخصية الاعتبارية للرئيس دون أن يمر بعملية استشفاء نفسى لإعادة تأهيله من آثار عملية الاغتصاب الإخوانى لكيانه الإنسانى.

من قلب هذا التحليل نجد أنفسنا أمام شخصية إخوانية تعانى اضطرابًا شديدًا فى مقوماتها خاصة بعدما اضطرتها الظروف للخروج من بوتقة الإخوان المغلقة إلى مساحات الرئاسة المنفتحة فلا يزال لم تبرحه حالة الحنين إلى المازوخية الإخوانية التى تصطدم طوال الوقت بعنفوان سلطات منصب الرئيس الذى أصبحت متاحة له، لكن الحالة لم تتفاقم وتتدهور إلا بعد أن تعرض لصدمة العزل الشديد التى أدت إلى عودة اضطرارية للانتماء الإخوانى دفاعًا عن التنظيم الذى تصدع على أرض القاهرة فأدى ارتداده إلى الحالة الإخوانية إلى إهدار لجلال ووقار المنصب الرئاسى.

هذا ما حدث تحديدًا بفعل قوة الصدمة المصرية التى دفعت الرئيس التركى إلى الهرولة نحو التنظيم مرتديًا ثياب الرئاسة، فصار أشبه بالمجذوب الشارد الذى عاد إلى مصحته التى أخرج منها من قبل، معتقدًا أنه يمكن أن يمارس منصبه الرئاسى من داخل هذا المشفى ومنتظرًا من الجميع أن يعامله كرئيس كامل الأهلية.

الحالة الأردوغانية المستعصية باتت تفرض حالة وصاية سياسية عليه لإنقاذ ما يمكن من هيبة المنصب الرئاسى التركى الذى أخضعه أردوغان لفرضيات إخوانية تمتهن الشخصية الإنسانية.

على ذلك نجد أن الحالة النفسية لأردوغان تزداد سوءًا كلما تقدمت مصر أو برهنت على الصمود فى مواجهة المشروع الإخوانى وراحت تمضى فى طريق القضاء التام عليه فكريًا وسياسيًا وتنظيميًا.

من عموم هذا التحليل نصل إلى حقيقة أن أردوغان لم يعد قادرًا على ممارسة السياسة بقدر ما هو مضطر لممارسة حالة تشنج سياسى معلن، أشبه بحالة صراع سياسى تتفاقم كلما تعرضت لمؤثرات خارجية ساطعة غالبًا ما يكون مصدرها صلابة الإرادة المصرية".