الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمير الأطباء وأرسطو الإسلام.. ابن سينا العالم البارع الذي أدهش الغرب

أمير الأطباء وأرسطو
أمير الأطباء وأرسطو الإسلام

يوافق اليوم الحادي والعشرين من يونيو، ذكرى وفاة العالم ابن سينا علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، العالم والطبيب الذي اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما.

ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليًا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليًا) وأم قروية، سنة 370 هـ (980م) وتوفي في إيران سنة 427 هـ (1037م).

كان والد ابن سينا حاكمًا لإحدى القرى، وقد تلقى تعليمه على يد والده، والذي كان منزله مكانًا لتجمع الناس من أجل التعلم في المنطقة، وكان ابن سينا طفًلا بارعًا، حيث كانت لديه ذاكرة قوية، وقدرته على التعلم قد أدهشت العلماء الوافدين إلى منزل والده، وظهر عليه الفطنة والذكاء في وقت مبكر، وحفظ القرآن كله في عمر 10 سنوات، كما حفظ معظم الشعر العربي الذي قرأه.

عندما بلغ ابن سينا سن الثالثة عشر بدأ بدراسة الطب، وقد أتقن هذا المجال قبل سن السادسة عشر عندما بدأ في علاج المرضى، ودرس على يد الكثير من العلماء المسلمين العظماء، وكانت مهاراته في الطب تثبت أنه سيكون له شأنا كبيرا في المستقبل، وعندما تمكن من معالجة السلطان البخاري من مرض غامض، سُمح لابن سينا باستخدام المكتبة الملكية، وقد استغل هذا الأمر على أكمل وجه، وبحلول سن الحادية والعشرين، أضحى ابن سينا عالمًا كبيرًا وبدأ في تأليف الكتب.

عُرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغرب بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى. وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب، ويعد ابن سينا أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط وجالينوس.

وأشهر أعماله كتاب "القانون في الطب" الذي ظل لسبعة قرون متوالية المرجع الرئيسي في علم الطب، وبقي العمدة في تعليم هذا الفنِّ حتى أواسط القرن السابع عشر في جامعات أوروبا، ويُعد ابن سينا أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفًا صحيحًا، ووصف أسباب اليرقان، وأعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء.

وعرف في الغرب بـ"أفينا"، وقدم إسهامات كبيرة في مجموعة من المجالات، من الطب إلى الفلك، ولهذا فاللرجل وعلمه أهمية عالميًا ليس في الشرق الأوسط والأقصى فقط.

لم يكن مهتمًا بالخلافات السياسية وبقي على هذا الخطى لتجنب التورط في أية مشاكل، واستقر في أصفهان ( إيران حاليًا)، حيث سُمِحَ له بافتتاح مدرسته الخاصة للباحثين، كما كتب أكثر من 240 كتابًا حول الفلسفة، والطب، وعلم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، والأرصاد الجوية، وعلم النفس.

تحولت حياة ابن سينا عقب وفاة والده، وبدون دعم من أي شخص، بدأ ابن سينا بالتجول والتنقل بين مدن مختلفة، انتقل إلى خراسان وكان يعمل طبيبًا ومعلمًا حيث كان في كل مساء يجمع الطلاب حوله للمناقشات الفلسفية والعلمية، وعمل رجل قانون في جورجانج، وكان في خوارزم، ثم أصبح مدرسًا في جورغان.

ومن أهم أعمال ابن سينا "كتاب الشفاء" حيث يُعتبر موسوعة علمية تغطي العديد من المجالات مثل المنطق، والعلوم الطبيعية، وعلم النفس، والهندسة، وعلم الفلك، والحساب والموسيقى. وكتاب آخر اسمه القانون في الطب وهو أحد أكثر الكتب شهرة في تاريخ الطب، ومن بين الأعمال المتبقية، 150 في مجال الفلسفة و40 فقط في الطب، وهما أكثر مجالين ساهم فيهما ابن سينا عن غيرهما.

لُقِّب بالشيخ والفيلسوف الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وتُوفِي مُسممًا على يد أحد مساعديه.

استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في يوم (10 جمادى الآخرة 423 ه - 24 من مايو 1032 م)، وهو ما أقرَّه الفلكي الإنجليزي "جير مياروكس" في القرن السابع عشر.