الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حيلة جديدة للمزارعين.. استخدام البط بدلاً من المبيدات لحماية الأرز من الآفات الضارة

البط-حقول الأرز
البط-حقول الأرز

تم توثيق دمج زراعة الأرز مع البط معًا في حقول الأرز المروية بالصين منذ حوالي 600 عام، وقد مارسها المزارعون الصينيون لعدة قرون حتى تم إغوائهم بطرق أسرع مثل الأسمدة النيتروجينية الاصطناعية والمبيدات الكيميائية، ولكن بما أن استخدام التقنيات الصناعية قد شكل تهديدًا متزايدًا للبيئة في السنوات الأخيرة، فقد تحول بعض المزارعين إلى حكمة قديمة لإطعام جياع العالم، ألا وهي استخدام البط.

كتب تاكاو فورونو -مزارع الياباني- دليلًا تعليميًا في كيفية الابتعاد عن إنتاج الأرز الذي يعتمد على المواد الكيميائية وذلك من خلال تبني تربية البط في العصر الحديث، وقد اتبع عشرات الآلاف من مزارعي الأرز نفس النهج، حتى القرويين في فرنسا وإيران، وقد ألهمت هذه الممارسة أيضًا مهنيين في مجالات أخرى حيث استعان صانعو النبيذ في جنوب إفريقيا بجيش يتكون من 800 بطة هندية للقيام بدوريات في مزارع الكروم الخاصة بهم.

يمكنك الآن استخدام البط فهو يحمي المحاصيل من هجمات الحشرات ويكون مسؤولًا عن إزالة الأعشاب الضارة، عن طريق تمزيقها والتغذي عليها، كذلك يستطيع البط التغلب على الآفات وترك فضلاته كسماد طبيعي للتربة وغذاء نباتي عضوي، وهذا يمكَن مزارعي الأرز من الاستغناء عن الأسمدة الصناعية، مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية الضارة.

ينتج البط "كتاكيته" فتسبح وسط حقول الأرز وبحسب خبرة المزارعين وفقًا لذا فيرج فإن تجديفه وسط الحقول يساعد على نمو النبات بشكل أفضل، وعندما تبدأ المحاصيل في أن تؤتي ثمارها يحين الوقت لإبقاء البط بعيدًا، وذلك لأن "الحراس المخلصين في حقول الأرز من البط قد يصبحون لصوصًا قريبًا".

"من فات قديمه.. تاه" الأرز هو الغذاء الرئيسي في الصين، لذا لجأ المزارعون إلى نسخ أساليب أجدادهم في الوقت الذي لم يجدوا فيه مبيدات كيماوية، يقول تانج بأنه عندما طرح البرنامج عام 2012، شارك سبعة مزارعين فقط في استخدام البط، والآن ارتفع عدد المشاركين إلى أكثر من 50 مشاركًا، مع وجود عدد أكبر في قائمة الانتظار.

على الرغم من أن القرويين ورثوا معظم المعرفة الفنية عن أسلافهم، إلا أن هناك لحظات زادت من خبرتهم كثيرًا، أفاد بعض المزارعين بأنه ترك البط بعدما أثمر النبات فدمرت المحاصيل الصغيرة، وفقد آخرون البط أمام كلاب الشوارع، ولكن لم يمنع هذا من نمو شعبية استخدام بطة الأرز المتكاملة.

كما ساعد دمج البط في زراعة الأرز المزارعين على مواجهة آثار تغير المناخ.. فمع ارتفاع الحرارة فقد أحد مزارعي الأرز ثلثي المحصول بسبب الآفات، على الرغم من الاستخدام المكثف للمبيدات الكيميائية، لكنه يصرح بأن "البط قام بعمل جيد حقًا في اكتشاف وقتل الآفات"، بالإضافة إلى مساعدة قليلة من المبيدات الحيوية.