الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعلِّق الرياضي والإعلام المسئول


بداية نهنئ أنفسنا على الجول الذي أحرزه محمود تريزيجيه، اللاعب الذي استحوذ بذكائه على شباك مرمى زيمبابوي، واستطاع إحراز الهدف الذي حافظ به على ماء الوجه وأنقذ به منتخبنا وتألق به نجمًا.. في الحقيقة هذه المقدمة ربما لا تدخل في صميم الكلام الذي سأتناوله في مقال اليوم، ولكن ارتأيت أنه من الواجب تشجيع اللاعبين، سواء الذي سجل الهدف أو محمد الشناوي حارس المرمى الذي حافظ على مرماه طوال وقت المباراة وبعض اللاعبين المتميزين إلى جانب محمد صلاح.

موضوع اليوم سأختص به المعلِّق الرياضي في الحديث، الذي أمتعنا ببعض التعليقات اللطيفة، إلى جانب بعض السقطات التي خرجت منه، فمثلًا تفوه الرجل بعفوية ليست في محلها، قائلًا: "مصر أم الدنيا والمصريين ناجحين في كل المجالات" وأشاد المعلَّق على غير المتوقع من إعلامي يقدم رسالة بعدد السكان الجميل لمصر وقال: "مصر التي لم تعرف أبدًا تحديد النسل".. وأشاد بهذا الأمر واعتبره مدعاة فخر للبلاد، وتناسى المعلِّق تمامًا أننا الإعلاميين نحمل رسالة ونعلم تمامًا أننا دولة تعاني اقتصاديًا ومازال يعتبرنا العالم من الدول النامية، وأن هذه المشكلة وهي تحديد النسل، هي التي تقضي على الأخضر واليابس، وتلتهم اقتصادنا، فالزيادة السكانية التي تحدث لنا، لا يمكن أن يواجهها رخاء اقتصادي بأي حال من الأحوال.

وذكر المعلِّق أننا بلد الـ120 مليون مواطن مصري (ولا أعلم من أين جاء بهذا العدد)، ولنفترض أن المعلِّق لديه حس فُكاهي، وهذا لم أستشعره، وأنه يقصد الإشادة بهذا العدد، فلا أعتقد أن هذه الجزئية الهامة، هي محل دعابة، خاصة وأن الدولة تقوم بحملات لا حصر لها من أجل مواجهة تنظيم النسل ومكافحة الزيادة السكانية.

النقطة الأخيرة والأهم، هي أن من يشاهد هذا النوع من الرياضة هم كل فئات المجتمع ومنهم من يرفض الاستماع لمنطق العقل في هذه القضية أو منهم من هم فئة لم تحظَ بتعليم وافر لفهم طبيعة المشكلة، وبالتالي فمنهم من يرفض أصلًا فكرة تحديد النسل، معتبرًا أن ذلك حرام، وكل مولود يأتي برزقه، وهي جزء من الأفكار الدخيلة على مجتمعنا والتي بثها فينا بعض الدعاة والشيوخ المتشددين دون أي إعمال لمنطق العقل.

من قلبي: علينا أن ننتبه جيدًا، أن لدينا رسالة إعلامية هامة تخدم قضايا الوطن ومن أجل الوصول لتحقيقها، لا بد أن يكون وراءها إعلام هادف يعمل لخدمة المصلحة الفضلى للبلد والمواطن.

من كل قلبي: مع الأسف، بعض إعلام هذه الأيام يخذلنا، ولو عدنا للوراء مع تعيين جميع في نقاباتنا المهنية، لنذكر أننا حلفنا اليمين وقطعنا على أنفسنا ميثاق شرف على هذه المهنة، وأن نراعي الله والوطن في البلد والمواطن وفي كل ما يمس قضايا أمننا القومي، وأقول قولي هذا والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط