الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نفوق أطنان من أسماك بحيرة المنزلة.. الصرف الصحي والزراعي وراء قلة الثروة السمكية.. قنوات إشعاعية لضخ مياه البحر داخل البحيرة

 بحيرة المنزلة
بحيرة المنزلة

- صيد الزريعة وإلقاء المخلفات الصناعية أخطر ملوثات بحيرة المنزلة
- ظاهر الجزر السنوية تؤدي إلى نفوق أطنان الأسماك
- أعمال تطوير وتطهير البحيرة تحد من نفوق الأسماك
- الصرف الصحي والزراعي وراء ضعف الثروة السمكية
- تنفيذ قنوات إشعاعية لضخ مياه البحر داخل أعماق بحيرة المنزلة


أصبح نفوق الأسماك ببحيرة المنزلة، أمرًا معتادًا لدى الصيادين، لأسباب متعددة، منها صيد الزريعة، وإلقاء المخلفات الصناعية بمياه البحيرة، والتعديات المستمرة على البحيرة كل هذا أدى إلى نفوق الأسماك بالأطنان.

السبب المباشر لنفوق الأسماك بالبحيرة هو أعمال الجزر التي يشهدها البحر المتوسط فى مثل هذا الوقت من كل عام، حيث إن الجزر يتسبب فى سحب المياه من بحيرة المنزلة ونهر النيل؛ وهو ما يتسبب فى قلة الأوكسجين وزيادة نسبة الأمونيا، فضلًا عن رواسب الصرف الصحى التى تؤثر على الثروة السمكية.

الصيد الجائر

الصيد الجائر أو ما يطلق عليه الصيادون صيد الزريعة وهو منتشر بشكل كبير بين الصيادين سواء ببحيرة المنزلة أو بعزبة البرج ورأس البر، فمع تزايد حالات صيد الزريعة السمكية، خاصة بمدينة رأس البر مثل منطقة اللسان والنيل والقناة الملاحية، حيث تنتشر الحسك وهى لانشات صغيرة، ويقوم العديد من الأشخاص باتخاذ صيد الزريعة كمصدر لجلب الرزق، ورغم الحملات الأمنية المستمرة من قبل قوات حرس الحدود والمسطحات المائية وتحرير العديد من المحاضر للمخالفين إلا أنها لا زالت قائمة فهى بالنسبة لهم وسيلة سهلة لجلب الرزق.

صيد الزريعة ببحيرة المنزلة

يتساءل دائمًا صيادو البحيرة سؤالًا منطقيًا: متى تنتهي معاناة صيادي بحيرة المنزلة مع صيد الزريعة؟

وعلى الرغم من التصريحات اليومية للمسئولين من استمرار أعمال تطهير البحيرة من صيد الزريعة والتعديات عليها إلا أن معاناة الصيادين مازالت قائمة؛ لأن صيد الزريعة يعد بمثابة وباء يسري داخل البحيرة ويصعب السيطرة عليه.

وتعد بحيرة المنزلة، من أهم مصادر الرزق للصيادين، وتحولت خلال السنوات الماضية إلى مصدر للتلوث ونفوق الأسماك ومأوى للخارجين عن القانون، ويحتمي بها الكثير من الخارجين عن القانون إضافة الى ارتفاع حالات التعدى على البحيرة خلال الأعوام القليلة الماضية وقيام المخالفين للقانون بصيد ما يطلق عليه صيد الزريعة والذى يؤدى الى تلوث مياه بحيرة المنزلة بدمياط، وندرة الأسماك والذي يقوم به عشرات الصيادين ونفوق الأسماك بها في بعض الأحيان بسبب تغيير في خصائص المياه بسبب مياه الصرف الصحى الغير معالج والذي يتم إلقائه عبر مصارف السرو ومصرف محب والسيالة.

ويشتكي الصيادون من سوء حالة المياه وتزايد التعديات على البحيرة من قبل خارجين عن القانون أحيانا مما كان له أثر سلبي على الثروة السمكية بالبحيرة وكذلك المزارع السمكية.

ويطالب الصيادون الحكومة بإعادة الفتحات التي تم غلقها على طريق دمياط بورسعيد والطريق الساحلى الدولى وعمل كبارى بدل من الفتحات من أجل السماح لمياه البحر المالحة بدخول البحيرة لكي تغذيها بالمياه النظيفة وهو ما يساهم في دخول أسماك البحر مثلما كان يحدث قديما.

وقال ماهر جاد، أحد الصيادين ،ان الصيد بالبحيرة هذه الايام تغير عن الماضي فأصبح كل من لايفهم في أمور الصيد يعمل بالصيد و يقوم بصيد الزريعة والذي يؤدي لتلوث البحيرة و نفوق أطنان الأسماك.

وأضاف ، كنت شاهدا على الخير والرزق الذي كانت تعطيه البحيرة للصيادين، سمك كثير بأنواع مختلفة، لكن اليوم ونتيجة للإهمال، قضى التلوث على الثروة السمكية بالبحيرة.”

ويضيف مياه البحيرة تلوثت من مياه الصرف الصحي والزراعي، وجميع القري الموجودة على ضفاف البحيرة، تقوم بصرف مياهها على البحيرة ولا أحد من المسئولين يهتم، وكانت كل أنواع السمك موجودة ” قروص، جمبرى، وبوري، شبار، ودينيس ” كله انقرض الآن بسبب التلوث الذي حول البحيرة لبركة مياه ملوثة 

فيما قال عبدالرحمن بصل، صاحب مزرعة سمكية أن عدم اهتمام المسئولين وخاصة هيئة الثروة السمكية، التي تتغافل ما يفعله البعض ويقومون بالاستيلاء على مساحات شاسعة بالبحيرة ويقومون بعمل تحاويط و”لبش” ويمنعون الصيادين الذين يقومون بالصيد الحر في البحيرة من الصيد، وكذلك الصرف الصحي والزراعي الذي يؤثر بنسبة كبيرة لأن السماد المتبقي في مياه الصرف الزراعى يؤثر على حجم السمك ويمنع عنه الأكسجين ويتسبب في نفوقه .

إلقاء المخلفات الصناعية بالبحيرة

دراسة قامت بنشرها الهيئة العامة للثروة السمكية، تشير إلى أن أبشع صور التلوث تظهر في بحيرة المنزلة، وذلك بسبب تخلص خمس محافظات من مياه الصرف الصحي، التي تقدر بكميات تصل إلى 6 ملايين متر سنويا فى البحيرة من قبل محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط، إضافة إلى ما يتم إلقائه في مصرف بحر البقر من مياه صرف وهو أخطر هذه المصادر والذى يبلغ طوله 190 كم، ويمتد من جنوب القاهرة مارا بمحافظات القليوبية والشرقية والإسماعيلية والدقهلية ويصب فى بحيرة المنزلة وتقدر كميات مياه الصرف الصحى غير المعالج التى يلقيها هذا المصرف حوالى 1.7 مليون متر.

ظاهرة الجزر بالبحيرة

فيما تعد ظاهر الجزر التي تشهدها البحيرة فى مثل هذا التوقيت من كل عام من أهم الظواهر المؤثرة بالسلب على الصيد والاسماك بالبحيرة.

أوضح المهندس مجدى عبد الواحد مدير إدارة التشغيل والإنتاج بالثروة السمكية بدمياط، ان سبب نفوق الأسماك أعمال الجزر التى يشهدها البحر المتوسط فى مثل هذا الوقت من كل عام مشيرا إلى أن الجزر يتسبب فى سحب المياه من بحيرة المنزلة ونهر النيل وهو ما يتسبب فى قلة الأوكسجين وزيادة نسبة الأمونيا فضلا عن رواسب الصرف الصحى التى تؤثر على الثروة السمكية بسبب انخفاض منسوب مياه بحيرة المنزلة ونهر النيل الجزء المالح بداية من كوبرى السد بدمياط وحتى بوغاز عزبة البرج. 

وأكد عبد الواحد أن الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية تنفذ أكبر عملية تطهير وتكريك ببحيرة المنزلة حيث تم تنفيذ قناتين إشعاعيتين من خطوط المواسير بطول ٣ كيلومترات لكل منها لضخ مزيد من مياه البحر المتوسط داخل أعماق بحيرة المنزلة لتحريك المياه الراكدة بها. 

وكشف أن أعمال تكريك القناة الإشعاعية ببحيرة المنزلة تبدأ من كوبري الصفارة بعرض 80 مترًا وبعمق 3 أمتار بطول 8 كيلو مترات، وإجمالي عمليات التكريك في المنطقة بلغت نحو 5 ملايين متر مكعب ويجري نقلها إلى شرق الحائط البحري بعزبة البرج.

وأكد عبد الواحد أن تشغيل القناتين بدأ مع عملية تدوير المياه والتي حملت معها ملوثات كامنة في أعماق البحيرة وتدريجيا بدأت نوعية المياه بالبحيرة تعود لطبيعتها بزيادة نسبة الملوحة فيها مع التخلص التدريجي من أنواع الملوثات بها.

وأشار عبد الواحد الى ان بحيرة المنزلة يوجد بها حاليا عددا من الكراكات والشفاطات تقوم بأعمال التطهير لأول مرة فى تاريخ البحيرة مؤكدا أن أعمال التطهير تسير على الطريق الصحيح لاستعادة كافة أنواع الأسماك المهاجرة لاسيما أن النسبة العظمى من زريعة الأسماك عادت للبحيرة أيضًا كما ان الهيئة للعامة الثروة السمكية تقوم حاليا إزالة التعديات من الحوش والتحاويط التي كانت موجودة داخل بحيرة المنزلة، وكانت تمثل اعتداء صارخا على حركة الأسماك والزريعة بالبحيرة ساعدت بشكل كبير فى عودة الحياة الطبيعية للأسماك والسماح لها بالتكاثر الطبيعي وبالتالي زيادة كمياتها وهو هدف قومي لتنمية الثروة السمكية.