الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما يعلو صوت الإرادة.. كوثر تُعيل أسرتها على كرسي متحرك..وتؤكد: الإعاقة ليست فى الأطراف أو الأجساد لكنها فى العقول.. وأحلم بمقابلة السيسي

كوثر
كوثر

مرض غامض تسبب فى إصابتها بشلل تام فى اليد والقدم اليسرى وعمرها 21 عامًا
تتحدى إعاقتها باستكمال مسيرة العمل فى حرفة الجريد من على كرسى متحرك
أمنيتها مقابلة السيسى لمطالبته بتحقيق حلمها فى الوقوف على قدميها مرة أخرى


بدأت العمل فى حرفة الجريد أو القفاصة وعمرها 7 أعوام، فى قريتها جراجوس التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، وظلت تقود مسيرة العمل حتى بلغت من العمر 21 عامًا، بعدها بدأت تعانى من مشاكل صحية باليد والقدم اليمنى لينتقل بعدها إلى الجانب الأيسر وتتوقف اليد والقدم اليسرى عن العمل، الاستسلام للإعاقة لم يكن ضمن قاموس حياتها، استعانت بعكاز لتتوكأ عليه، ليساعدها فى إحضار الجريد والتعامل معه بـ "التقطيع والتخريم"، بعدها تطور الأمر وأصبحت قعيدة لا تقوى على الحركة إلا بالكرسى المتحرك.

لم يكن الكرسى المتحرك، نهاية الرحلة بالنسبة لـ كوثر، رغم صعوبة التحرك به فى المنازل الريفية غير المهيأة لهذه الكراسى، وطبيعة المهنة والتى تتطلب صعود وهبوط وحمل قطع الجريد لتركيبها بحرفية حتى تخرج منها منتج قابل للبيع والمنافسة فى قريتها التى تشتهر بهذه الحرفة.

كوثر عبده أحمد، التى تبلغ من العمر 45 عامًا، لم يكن أمامها خيارات تتيح لها ترك العمل فى هذه الحرفة التى تعلمتها من والدها وأصبحت تحترفها بجدارة، فأسرتها كانت تعتمد عليها باعتبارها العائل الوحيد لها بعد والدها، وظروف المرض الذى تعانى منه يتطلب مصاريف باهظة لا بد أن تتوافر شهريًا للإنفاق على شراء الأدوية والعلاج اللازم.

تؤمن كوثر، بأن الإعاقة ليست فى الأطراف أو الأجساد، لكن الإعاقة الحقيقية فى العقول التى تتوقف عن التفكير وتستسلم للإعاقة، والحياة لا تتوقف لأحد، لذلك لا بد أن يكون هناك تحدى ورب العالمين لن ينسى من يقول "يارب".

وقالت كوثر: "عملت في مهنة القفاصه وعمري ٧ أعوام تعلمتها من والدي وبعدها كنت مسئولة عن العمل في المنزل، وعندما بلغت ٢١ عاما عانيت من بعض المشكلات الصحية فذهبت الي المستشفى وعدد من الأطباء وتم صرف علاج تسبب في تدهور حالتي الصحية و بعدما كان الألم فى يدي وقدمى اليسرى، أصبت بشلل وإعاقة حركية في اليد والرجل اليسري، وهو ما يضطرنى للعمل بيد واحدة".

وأضافت : كنت أحمل الجريد وتقطيعه بمفردى، لأصنع منه بعد ذلك منتجات مختلفة منها" السرير- الكراسى- سدد – أقفاص" لكن بعد الإصابة كان لا بد من الإعتماد على أشقائى الذين تحملونى كثيرًا، حيث يقومون بإحضار الجريد وتقطيعه و أنا أقوم بالتجميع والتركيب و أنا جالسة على مرتبة فى حوش المنزل.

كما طالبت الدولة بالمساهمة في تحمل تكاليف العلاج، حيث تتوجه كل فترة إلى مستشفى بالأقصر وهو ما يتطلب توفير سيارة خاصة أجرتها 400 جنيه، بخلاف تكاليف العلاج التى تتضاعف كل فترة، كل ذلك حتى لا يتطور الأمر ويتسبب المرض فى إصابة أجزاء أخرى من الجسم، خاصة أنها تعانى آلام شديدة تزداد مع المساء وهو ما يدفعها للتردد على الأطباء بشكل متكرر دون جدوى.

وأعربت كوثر عن أمنيتها في أن تقابل الرئيس السيسى مثلما تشاهده فى التليفزيون مع ذوى الاحتياجات الخاصة، لكى تطلب منه أن يوفر لها العلاج اللازم لكى تحقق حلمها بالوقوف على قدميها من جديد.