هل تقع مصر فى قبضة البلطجية ؟

قضية مسحول الاتحادية هى فى حقيقتها اختصار للمشهد العبثى الذى تعيشه مصر
ودون تهوين او تهويل من قضية السحل فان ما حدث امام اعيننا وتابعه معنا العالم كله يمثل جريمة مكتملة الاركان لا يمكن التهوين من شأنها ، لكن الازمة ان وسائل الاعلام الموجهة اختصرت المشهد كله فى هذه الجريمة فقط التى تخص مواطن واحد وتجاهلت الجريمة التى تهدد الشعب كله وتهدد استقرار وبقاء الدولة فى حد ذاته وهى جريمة اعمال الشغب والحرق والتدمير لمؤسسات الدولة وفى مقدمتها مؤسسة الرئاسة .
جريمة السحل تحقق فيها النيابة حاليا ، ومؤسسة الرئاسة ادانت الواقعة والداخلية اعتذرت ، وهو اقل واجب ، لكن البعض رأى فى هذه الجريمة مناسبة لا يمكن ان تمر دون التعمية على الجريمة الاكبر التى ترتكب بحق كل المصريين وهى جريمة تهديد بقاء الدولة وتمكين البلطجية ومسجلى الخطر من السيطرة على المشهد السياسى كله وساعتها ستسحل مصر كلها عندما تقع فى قبضة البلطجية والمجرمين .
والغريب ان البعض من قوى المعارضة يظن ان تشجيع البلطجية والمجرمين سيصب فى صالحهم ، وهم مخطئون ، لأن البلطجية يحاربون معركتهم هم لا معركة جبهة الانقاذ ولا غيرها ، ولا تهمهم الثورة ولا شعاراتها
ان الاستعانة بالبطجية وتمكينهم وتوفير الغطاء السياسى لهم يعيد للاذهان عصر الاستعانة بالمماليك ابان عهد الدولة الاموية ، حتى استولى المماليك على مقدرات الامور ، ثم وصلوا هم انفسهم للحكم واصبحوا هم الحكام بعد ان خضع الجميع لهم .
الآن يبدو ان الامر يتكرر بشكل اكثر سوءا ، فالبلطجية يتصدرون المشهد تدريجيا ويتزايد نقوذهم بدعم وتشجيع بعض الطامحين والحالمين بالسلطة دون اعتبار لخطورة ما يفعلون ، وانه سيكون وبالا على الجميع ، اذا لم تتمكن سلطة الدولة من احكام قبضتها على المجرمين الذين يعيثون فى الارض حرقا وتدميرا .
ليس مهما من فى السلطة الآن ، وليس مهما ان يستمر الرئيس مرسى ام يذهب ويأتى غيره من خلال صندوق الانتخابات ، وامامنا انتخابات برلمانية على الابواب بعد شهرين او ثلاث على الاكثر يمكن لقوى المعارضة ان تحشد صفوفها لتفوز بالاغلبية وتشكل الحكومة ، لكن المهم الا تسقط مصر فى قبضة البلطجية والمجرمين الذين يستعين البعض بهم ويبررون افعالهم ويروجون لهم ويستفيدون بهم .
التظاهر السلمى حق للجميع ، ووجود معارضة قوية للرئيس حق وواجب ، والسعى للحكم من خلال صندوق الانتخابات من قواعد الديمقراطية ، لكن الاحتكام للشارع ومحاولة اسقاط الحكم بدون الاسلوب الديمقراطى الذى يعرفه العالم كله ، وتعمد الحشد المستمر حتى لا تهدأ الامور ولا تستقر ، والاستقواء بالبلطجية ومثيرى الشغب والمجرمين ، وتبرير الحرق والتدمير ، واختصار المشهد كله فى واقعة معينة مثل واقعة السحل لاضفاء المزيد من التوتر بعيدا عن لغة القانون - حتى لو داس السياسيون ومعهم الاعلام على كرامة المسحول الف مرة دون مراعاة حرمة ولا كرامة - كل ذلك يمثل استمرارا للعبث الذى يقودنا الى طريق مجهول
الأمر لم يعد يحتمل المزيد من العبث واللعب على وتر الشحن الخطير فى المجتمع ، وافساح المجال للبلطجية والمجرمين لهدم مؤسسات الدولة والسيطرة عليها ، حتى وصل الى حد محاولة البلطجية استخدام ونش لهدم بوابة قصر الاتحادية ودخوله بالقوة ولا اعرف ما هو تصرف الحرس الجمهورى لو هدمت البوابة ؟ وهل من حقهم ساعتها استخدام القوة ضد المقتحمين ام سيخرج البعض ومعهم فضائياتهم ليعلنوا ان اقتحام القصر من حقوق التظاهر ويحذروا من التعرض لهم ؟
العبث بلغ مداه ولم يعد الامر يحتمل المزيد