الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير آثار يكشف لـ صدي البلد أسرارًا جديدة عن الهرم المنحني

الهرم المنحنى
الهرم المنحنى

كشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن الهرم المنحنى بدهشور صمم ليكون هرمًا كاملًا، إلا أنه لم يتم على هذا الشكل وتم تغير زاوية الميل عند نقطة تعلو قليلًا عن منتصفه.

وتابع لـ صدي البلد أن هذا الهرم أطلق عليه أسماء مختلفة منها الهرم المنحنى والكذّاب والمنبعج، لافتا أن زاوية الميل فى جزئه السفلى 54.14 درجة، ولكن بعد الوصول إلى نقطة معينة تتغير زاوية الميل إلى 42.59 درجة، وتستمر كذلك إلى القمة طبقًا لما جاء فى كتاب " أهرام مصر" تأليف إدواردز ومراجعة أحمد فخرى.

وأوضح أنه إذا لم يكن تغيير الزاوية مقصود من البداية، فإن التفسير الوحيد لهذا التغيير كما رآه السير جاردنر منذ أكثر من قرن، هو أنهم أرادوا أن ينتهوا من تشييد الهرم على وجه السرعة، ولهذا قللوا ارتفاعه وأيد هذا الرأى برنج عندما فحص البناء العلوى للهرم المنحنى عام 1837، ولاحظ أن أحجار الجزء العلوى منه بنيت بعناية تقل عما تحتها.

وتابع ريحان بأن الكسوة الخارجية لهذا الهرم تعد أفضل ما وصل إليه بين الأهرام القائمة حتى الآن، إذ لم يبق هرم من أهرام مصر الخارجية محتفظًا بكسوته الخارجية المجلوبة من حجر طره الجيرى سوى هذا الهرم، وذلك لدقة العمل فى هذا الكساء حيث لم توضع أحجاره أفقية ولكنها كانت مثل كساء الهرم المدرج تميل إلى الداخل وبالتالى تزيد من متانة البناء.

وأوضح أن طريقة وضع كتل حجرية مستطيلة كان لها الفضل فى تقليل المجهود الذى كانوا يبذلونه فى تهذيب سطوح الأحجار، لتكون زاويتها مثل زاوية ميل الهرم كما يعد هذا الهرم فريد فى ترتيبه الداخلى بين الأهرام، إذ له مدخلان مختلفان ويفضى المدخل بالواجهة الشمالية إلى ممر ضيق ذى سقف منخفض ينحدر انحدارًا كبيرًا فى بناء الهرم نفسه ثم فى الأرض الصخرية.

ثم يتحول هذا الممر إلى ممر أفقى ثم يرتفع ليكون دهليزًا ضيقًا عاليًا، وتقع بعده الحجرة السفلية المنقسمة إلى حجرتين، وأهم ما بها سقفها المتداخل الذى نفّذ بإبراز الخمسة عشر مدماكًا العلوية فى كل من جدرانها الأربعة المبنية بالحجر الجيرى.

وفى الجدار الجنوبى منها ممر يفضى إلى قاعدة بئر أصم ويعلو الممر الأول ممر آخر يبدأ فى سقف الحجرة وينتهى فى نقطة مرتفعة من البئر وفرشت أرضية الحجرة بكتل صغيرة من الحجر نزع بعضها فيما بعد وكوّم فى الدهليز

وقال إنه هناك ممر آخر يبدأ عند نقطة قريبة من وسط الواجهة الغربية للهرم يفضى إلى الحجرة العلوية، وهذه هى الحالة الوحيدة المعروفة فى الدولة القديمة لمثل هذا الممر،الذى يسير فى ناحية أخرى غير ناحية الشمال، ولم تبن هذه الحجرة فوق الحجرة الأخرى المتصلة بالممر الشمالى،ولكنها تقع فى الجنوب الشرقى منها ولها سقف متداخل.

وتابع: ولا يمكن الدخول إلى الحجرة العلوية عن طريق الممر الغربى الذى ظل منذ استخدامه عند الدفن مغلقًا بكتل من الأحجار،بينما سد مدخله بكساء الهرم الخارجى، والطريق الوحيد للوصول إليها خلال ممر منحوت بغير انتظام، يبدأ من ثقب فى الجانب الجنوبى من سقف الحجرة السفلية وينتهى عند نقطة فى الجزء الأفقى من الممر العلوى وعلى ذلك فمن الصعب الوصول إليها إلا بالاستعانة بسلم طويل.

وقال ريحان إن بناء الممر الموصل بين الحجرتين يرجع تاريخه على الأقل إلى وقت الدفن، ولم يكن من صنع اللصوص المحدثين كما يظن لأول وهلة نتيجة عدم انتظامه ورداءة صنعه ولم يكن هو المثل الأول لمثل هذه الممرات التى نقبت بشكل سريع فى بناء الهرم حيث يوجد شبيهًا لها فى بناء الهرم الأكبر.

وأضاف: ولم يعثر برنج داخل الهرم المنحنى إلا على بعض الحبال والقفف القديمة من تاريخ غير معروف وجدها فى أحد الممرات، ولم يعثر على أثاث جنائزى داخل الهرم المنحنى وليس من السهل تحديد فى أى الحجرتين وضع التابوت.