الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدكتور عبدالله المصرى يكتب: تربية الشباب وبطولة كان

صدى البلد

تأتي مرحلة الشباب بين ضعفين مرحلة الطفولة قبلها ، ومرحلة الشيخوخة بعدها وهي من أهم و أخطر المراحل العمرية في حياة الإنسان لإنها مرحلة الحيوية ،والقوة الحافلة بالنشاط ،ومن هنا كان الشباب ولا يزال عماد وعصب أى أمة أو دولة لأن به يدب العمران والبناء والإنتاج ، وبهم يقوى المجتمع وتزدهر حضارته وترتقي، ولهذا كله كان لابد من الإهتمام بتربية الشباب التربية الصحيحة ،وينشأ النشأة الجادة للحفاظ عليه من الأمراض الاجتماعية التي قد تصيب هذه المرحلة العمرية من بحر الضياع والانخراط في عالم الجريمة بإدمان المخدرات ،والتطرف ، والشذوذ الجنسي.

والسبب الرئيسي في هذه الامراض كلها التي قد تصيب النشْء والشباب ضياع القدوة الحسنة أو عدم وجودها ،والبعد عن التعاليم الإسلامية الصحيحة ،وفراغ الوقت الذى قد يعيشه الشباب في بحبوحة ورغد العيش وتوفير ما يشتهيه من أصناف اللهو والمجون مع قصور في التربية القويمة والصحيحة للنشء والشباب وتربيتهم علي الميوعة والدعة والكسل والتدلل دون وعي ،ودون تدريبهم علي تحمل المسئولية والرجولة والخشونة في مواجهة مشكلات الحياة .

ولابد أن يتعرف شبابنا علي علمائنا وسيرتهم ليكونوا قدوة لهم من أمثال: د/ مصطفي مشرفة ، ود/ أحمد زويل ، ود/ مصطفي السيد ، ود/ مجدى يعقوب .. وغيرهم، وأن يتعرفوا علي شباب المسلمين الأول الذين رفعوا شأن دينهم ودافعوا عن وطنهم امثال: قادة جيش المسلمين في غزوة مؤتة واستشهدوا بعضهم في إثر بعض : زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحة وكانوا شبابا وقاتلوا جيش الرومان الجرار بشجاعة ، واسامة بن زيد الذى عينه الرسول ( صلي الله عليه وسلم ) قائدا علي جيش المسلمين وفيه الفاروق عمر بن الخطاب جنديا لمقاتلة الروم وعمره ثمانية عشر عاما وتولي القيادة بجدارة وأبلي بلاء حسنا.

ودولة الإسلام بناها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) علي أكتاف الشباب وسواعدهم الفتية ،ومحمد بن القاسم استطاع أن يفتح بلاد الهند وهو ابن سبع عشرة سنة وله محطة قطارات في باكستان تحمل اسمه حتي اليوم ،ومحمد الفاتح الذى فتح القسطنطينية وقضي علي الدولة الرومانية البيزنطية وعمره لا يزيد عن الثالثة و العشرين وأثني عليه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن يولد بستة قرون فقال ( عليه الصلاة و السلام ) : " لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ،ولنعم الجيش ذلك الجيش " ( رواه الحاكم ) ، وأبطال مصر أبطال أكتوبر محمد العباسي ،ومحمد المصرى ، وفتحي شلبي ، والشاذلي ،ورياض ، والجمسي ، وغيرهم ،وأبطال الحرب علي الإرهاب مثل : المنسي ،والمغربي وغيرهما هؤلاء هم القدوة لنزرع فيهم الإنتماء ، والوطنية .

فلا يصلح شبابنا الآن إلا ما صلح شبابنا الأقدمين الأول أي لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها ، ولا يأتي الصلاح إلا بالتربية الإسلامية الصحيحة بملأ فراغ الشباب بما هو نافع ومفيد من الأنشطة الرياضية ،والثقافية، والتاريخية، والوطنية، ومراقبتهم لتوجيهم ومعرفة الأصدقاء لهم ،وأن يتواصل دور المدرسة والجامعة مع الأسرة للحفاظ علي السلوك القويم والأخلاق الحميدة ،حتي لا نرى مارايناه من منتخبنا الكروى الذى فشل في الإستمرار في بطولة كأس الأمم الأفريقية ٢٠١٩ ( كان) وأصبح في خبر كان نتيجة سوء التربية الكروية والأخلاقية وما فيها من التحرش، والاستهتار، والإهمال ، واللامبالاة ، والسمسرة ، والكبر ، وإهدار المال العام ، وسوء الادارة وجميعها أمراض أخلاقية ولابد من علاجها في مقدمة الثورة الكروية التي يطالب بها البعض وكفانا البكاء علي اللبن المسكوب.

ولا نلومن الا أنفسنا ،وكما قال أسطورة التعليق الكروى الكابتن محمد لطيف ( رحمه الله ) : الجيات أكتر من الريحات ، ولكن علينا أن نعي الدرس ونتعلم من أخطائنا حتي لا نقع فيها مرة أخرى ونكررها.. حفظ الله مصر وشباب مصر من كل سوء يراد بهم أو مؤامرة تحاك لهم ،فهم درع مصر الواقي وذخيرتها وبناة مجدها.