الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: الحج في يد قوية أمينة لن تسمح لخبيث بتسييسه

خطبة المسجد النبوي
خطبة المسجد النبوي

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير، إن الحج وأمنه بيد قوية وأمينة، يد بانية وحامية وحانية لن تسمح لخبيث يريد تعكير صفو الحج أو تسيسه أن يحقق هدفه.

وحذر «البدير» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي، من رفع الشعارات الطائفية والرايات البدعية وزرع الفتنة والشقاق والخلاف بين الحجيج، واتخاذ الحج منبرًا لبث الإشاعات والأقاويل الباطلة والأحقاد والعداوات لأطماع سياسية أو عرقية أو شعوبية أو طائفية أو مذهبية.

وأضاف أن مكة والمدينة البلدان الزاهران الطاهران أشرف بلاد الله تعالى على الإطلاق، وأجل بلاد الأرض بالاتفاق، فمكة مهبط الوحي ومنبع الدين، والبلد الأمين وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدة المؤمنين وأم القرى، التي ليس لها في البلدان مثيل، وأما المدينة فهي حبيبة المحبوب صلى الله عليه وسلم، داره وقراره وأرض الهجرة الأولى وموطن السنة، وقلعة الإيمان وحصنه الحصين، ومأوى الإسلام والمسلمين، ما نزل الوحي إلا في رباهما وما أشرقت شمس الرسالة إلا على ثراهما، وما عاش النبي صلى الله عليه وسلم إلا في ذراهما.

واستدل بما روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ –: «إنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَمْ يَحِلَّ لِي إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ؛ فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللَّهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يَلْتَقِطُ لُقْطَتَهُ إلاَّ مَنْ عَرَّفَهَا، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إلاَّ الإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ. فَقَالَ: إلاَّ الإِذْخِرَ»، وحرم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة وأهوى إلى المدينة فقال: "إنها حرم آمن".

وتابع: إذا كان شجر الحرم وصيده محترمين معظمين فكيف بحرمة المسلم وحرمة الحج والحجيج وأمن مناسكهم؟ فلا يحل لمسلم أن يحدث بالبلد الحرام شيئا يخل بأمنه ونظامه واستقراره وراحة قاصديه وقاطنيه، ولا يحل له أن يؤذي المسلمين بقوله أو فعله قال الله تعالى: «وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ»، فإذا كان مجرد الهم بالإلحاد وإرادته موجبًا للعقوبة الأليمة فكيف بمن تعدى حدًا أو ارتكب جرما أو سفك دما أو روع آمنا أو آذا ضعيفا أو ظلم مسكينا أو هضم حاجا غير عقده أو خان عهده أو أخلف وعده ما يكون جزاءه وعقابه عند الله تعالى وقد انتهك حرمة الزمان والمكان والإنسان.

وواصل: «يجب على الساكنين والقاطنين والمقيمين في مكة والمدينة وسائر الحجاج والمعتمرين والزائرين إجلال هذه البقاع الطاهرة وتعظيمها وصيانتها وحمايتها، وحفظها وتنزيهها عن المعاصي والمنكرات والموبقات والسيئة في الحرم لا تضاعف من جهة العدد ولكنها أعظم جرما وأشد إثمًا من السيئة في غيره، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه».

وأشار إلى أنه ثبت في السُنة مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي مضاعفة عدد في الفرض والنافلة في أصح قولي العلماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه».