الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد رجب يكتب: إلى فتاة العياط.. لماذا قتلتِ المتحرش؟!

صدى البلد

ربما ستكون هذه هي صيغة السؤال الذي ستوجهه جهات التحقيق إلى "أميرة" تلك الفتاة التى اتخذت من اسمها صفة، أبت بكل ما أوتيت من قوة أن تتنازل عن أغلى ما تملك استجابة لرغبة شهوانية من سائق "تاكسي" لا يعرف للضمير طريق ولا ترى عينيه الصواب.

عزيزي القارئ.. أنا وأنت وكلنا نعلم إجابة هذا السؤال والتي هي ببساطة "كنت بدافع عن نفسي وشرفي" هذه هي الإجابة النموذجية التي خطرت على أذهاننا جميعا عندما علمنا بالواقعة والتي نحن على ثقة كاملة بأن هذه الإجابة ستؤخذ على محمل الصدق عند جهات التحقيق التي بإذن الله سوف تحقق العدالة أينما كانت.

ولكن هل سألت نفسك كم من الإجابات من الممكن أن تمتلكها "أميرة" على هذا السؤال؟ الفتاة التي دافعت بكل بسالة وشرف عن نفسها وشرفها، تلك الأميرة التي دافعت عن مصير أبِ كان في مهب الريح اذا نجح هذا "الشيطان" في أن ينال منها ومن أنوثتها، عن مصير أم ترى مستقبل ابنتها بل ليس ابنتها فحسب، بل ترى عائلة بأكملها يُلقى برؤوسهم جميعا في الوحل واحدا تلو الآخر، وما السبب؟
أحمد
السبب هو أن هناك شخصا لم يحكمه ضمير، ولم يردعه رادع، لديه شهوة لا يمكن أن تنتمي لشهوات البشر، بل هي تصرفات "حيوانية"، لم يفكر فيما إن كانت أمه او أخته أو ابنته هي المجني عليها، كل ما فكر فيه هو الاستقواء على أنثى ظنًا منه أنها ضعيفة أو قليلة الحيلة.

قُتل المتحرش بيد "شجاعة"، مات ودماؤه تملأها الخسة وانعدام الشرف والرجولة، ولكن لا شماتة في الموت، ونحن على ثقة بأن حق الفتاة لن يضيع في بلد قضائها عادل، ولكن السؤال الأهم هو.. نجت أميرة بفضل الله ثم عزيمتها.. فهل ستجد الفتيات الأخريات طوق النجاة أمام هذه الحيوانات البشرية؟! أتساءل أملًا فى أن نتمسك بمكارم الأخلاق وأن تستفيق ضمائرنا التي أوشكت أن تموت.