الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انقلاب جديد على الشرعية في اليمن.. انفصاليو الجنوب يسيطرون على معسكرات القوات الحكومية بـ عدن.. اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمحيط القصر الرئاسي.. ودعوات عربية وأممية للتهدئة

الجيش اليمني
الجيش اليمني

الانفصاليون يحاصرون القصر الرئاسي في عدن
اشتباكات مستمرة بين الانفصاليين والحكومة الشرعية منذ الأربعاء
المعارك تحاصر المدنيين وتقطع إمدادات الطعام والمياه
جوتيريش يدعو إلى وقف القتال والانخراط في حوار شامل


قال مسؤولون إن الانفصاليين في جنوب اليمن سيطروا اليوم السبت على جميع معسكرات الجيش التابعة للحكومة في عدن بعد اشتعال القتال بين الجانبين المتحالفين اسميا واللذين انقلب كل منهما على الآخر الأمر الذي يعقّد جهود الأمم المتحدة الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.

وقال مسؤول حكومي ومسؤول محلي آخر لرويترز إن الانفصاليين حاصروا أيضا القصر الرئاسي الفارغ للحكومة المعترف بها دوليا والموجودة مؤقتا في المدينة الساحلية.

وقالت مصادر طبية إن ثمانية مدنيين على الأقل لاقوا حتفهم أمس الجمعة في اشتباكات بين قوات الحكومة والانفصاليين. وقال سكان إن المعارك استؤنفت في وقت مبكر اليوم السبت لكن حدتها تراجعت.

والطرفان المتناحران جزء من تحالف مؤيد للحكومة تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن منذ مارس 2015.

وقال مسؤول بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لرويترز "انتهى الأمر قوات (المجلس الجنوبي الانتقالي) تسيطر على جميع معسكرات الجيش".

وقال إن الجانبين اتفقا على أن القوات الانفصالية لن تحاول الاستيلاء على القصر الواقع في منطقة كريتر بينما تمتنع القوات الحكومية عن مهاجمتها.

وقال مسؤولون حكوميون إن الانفصاليين استولوا على منزل وزير الداخلية أحمد الميسري بعد أن تم إجلاؤه من مقر إقامته بمساعدة قوات التحالف. ويقيم الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض.

ولم يصدر تعليق من التحالف بقيادة السعودية والذي تدخل في اليمن بعد أن أطاح الحوثيون بحكومة هادي من السلطة في العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014.

ودعت الإمارات إلى الهدوء وحثت الجانبين على التركيز على مواجهة الحوثيين.

ودعا وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث إلى بذل الجهود وممارسة الضغوط من أجل تحقيق هذا الهدف.

وقال المجلس النرويجي للاجئين إن المعارك حاصرت المدنيين في المنازل وسط تناقص إمدادات المياه والطعام. وقالت المنظمة الإغاثية إن طول أمد القتال في المدينة، وهي بوابة للتبادلات التجارية والمساعدات الإنسانية، يمكن أن يؤثر سلبا على جهود مكافحة الأزمة الإنسانية التي تمسك بخناق باقي اليمن.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجانبين اليوم السبت إلى وقف العمليات القتالية والانخراط في "حوار شامل".

كانت الاشتباكات قد اندلعت يوم الأربعاء بعد أن اتهم الانفصاليون حزبا إسلاميا حليفا للرئيس عبد ربه منصور هادي بالتواطؤ في هجوم صاروخي استهدف عرضا عسكريا في الأول من أغسطس الجاري، وكان واحدا من ثلاثة هجمات منفصلة استهدفت قوات الجنوب.

وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم على العرض العسكري الذي قتل قياديا جنوبيا بارزا.

والانفصاليون وحكومة هادي متحدون اسميا في معركتهم ضد حركة الحوثي لكن لكل منهما أهدافه المختلفة بشأن مستقبل اليمن.

ويقول محللون إن الحوثيين ربما استخدموا الهجوم العسكري لاختبار قدراتهم على الأرض بعد أن خفضت الإمارات في يونيو وجودها العسكري في اليمن.

وتحاول الأمم المتحدة تطبيق اتفاق سلام في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية إلى الشمال من عدن لتمهيد الطريق أمام محادثات سياسية أوسع لإنهاء الحرب.

وتم التوصل إلى الاتفاق في محادثات سلام بين الحوثيين وحكومة هادي في السويد في ديسمبر ، وهي أول محادثات منذ أكثر من عامين.

وصعد الحوثيون ضرباتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية. وقالت قناة المسيرة الناطقة بلسان جماعة الحوثي اليمنية اليوم السبت نقلا عن متحدث عسكري إن الجماعة هاجمت مطار أبها بالسعودية، وهو مطار مدني، بطائرات مسيرة.

وذكرت قناة العربية التلفزيونية التي يملكها سعوديون أن حركة الملاحة الجوية في المطار تسير بشكل طبيعي.

وتسيطر حركة الحوثي على العاصمة صنعاء والحديدة والمدن الكبرى الأخرى بينما تسيطر حكومة هادي على عدن وسلسلة من البلدات على الساحل الغربي لليمن.

وبحسب مركز "كارنيجي" الأمريكي للدراسات، فمنذ العام 1978، كان شمال اليمن خاضعًا إلى حكم الرئيس اليمني المخلوع والراحل علي عبد الله صالح، بينما كان جنوب اليمن الدولة الشيوعية الوحيدة في العالم العربي. ومع أن كلا الحكومتَين جهدتا لدمج اليمن في أمّة واحدة، كانت العلاقات متوتّرة والمناوشات الحدودية سائدة. ولم يمكن ممكنًا تخطّي الخصومة إلا بعد أن دفع انهيارُ الاتحاد السوفياتي جنوب اليمن إلى شفير الانهيار الاقتصادي.

وفي العام 1990، وضع البلدان اتفاقية وحدة كجزء من صفقة بين قائدَيهما، علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض. وقد حظيت الاتفاقية بدعم واسع النطاق آنذاك، إلا أنها ارتُجِلَت على عجل، ولم يتجاوز نصفها نصف صفحة.

وغداة التوحيد، اشتكى بعض الجنوبيين السابقين من أن الوحدة صبّت لصالح الشمال، الذي كان عدد سكّانه أكبر بثلاث مرات تقريبًا من عدد سكان الجنوب. وقد سيطر الأطراف الشماليون على الانتخابات البرلمانية للعام 1993.

وفي العام 1994، أحبطت القوات العسكرية الشمالية والميليشيات الإسلامية، بمساعدةٍ من بعض المجموعات في الجنوب، محاولةً يمنية جنوبية للانفصال. وهذا الأمر أدّى إلى تجذّر أكبر لنظام صالح الشمالي، الذي اضطهد الجنوبيين الانفصاليين فيما بعد.

وفي أوائل القرن الحادي والعشرين، تنامت المعارضة ضد صالح في كلٍّ من الشمال والجنوب، في مناخٍ من التدهور الاقتصادي والقمع السياسي الحادّ. فشهد الشمال نشوء التمرّد الحوثي في العامَين 2003 و2004، في حين تنامى الشعور الانفصالي مجددًا في الجنوب، وأدّى إلى تشكيل الحراك الجنوبي في العام 2007.

وبدأت هذه المجموعة الأخيرة تنشط عندما تحرّك ضباط عسكريون جنوبيون أُجبِروا على التقاعد مبكرًا للمطالبة بحقوقهم ورواتبهم التقاعدية. ثم تطرّفت هذه الحركة لاحقًا وانقسمت إلى مجموعات عدة نادت بجعل جنوب اليمن مجددًا دولة مستقلة.