الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير نووي مصري يكشف الحجم الحقيقي لـ انفجار روسيا

صدى البلد

بعد الجدل الكبير الذي اجتاح العالم بسبب الانفجار الذي وقع في روسيا بالقرب من مدينة سيفيرودفينسك، والذي شبهه البعض بأنه "تشيرنوبل ثان".

أكد الخبير النووي المصري، الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق في تصريحات لقناة "روسيا اليوم"، أنه لا صحة لمعظم ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الانفجار الروسي وتقدير حجمه، فضلا عن الاختلاف الجذري بين طبيعة التجارب النووية التي أجريت في شمال روسيا، والمحطة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في مصر.

وقال عبد النبي إن "المفاعل الخاص بالتجارب النووية لا تزيد قدرته على 100-300 ميجاوات، أما محطة الطاقة النووية في الضبعة فتضم أربعة مفاعلات نووية قدرة كل منها 1200 ميجاوات، وتمتلك تلك المفاعلات تدريع أمان يسمى "وعاء الاحتواء"، وهو عبارة عن منشأ ضخم يحتوي المفاعل، قادر على مجابهة سقوط طائرة، وتسونامي، وأعاصير، وزلازل، وفيضانات، وهو ليس مفاعلا في طور التجارب، وليس للأغراض العسكرية، وإنما مفاعل تجاري لتوليد الطاقة الكهربائية".

وعن الانفجار الروسي، قال إن "ما وصل إلينا من معلومات لا يكفي لتكوين تصور كامل عن طبيعة الانفجار، لكن ما يمكن تأكيده بالقطع، هو أن الفيديوهات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا علاقة لها بأي انفجار نووي من قريب أو بعيد. فالانفجارات النووية لا يتصاعد منها دخان أسود تحت أي ظرف من الظروف، الدخان الأسود خاص باحتراق المواد الأحفورية. ثم كيف تسنى لأحدهم تصوير الانفجار منذ بدايته وكأنه على علم بوقوع الحادث؟ كما أن المفاعل النووي لا ينفجر، ما يمكن أن ينفجر هو الهيدروجين، أما المفاعل فينصهر، مثلما حدث في تشيرنوبل".

وتابع: "تلك الأسئلة تطرح أمامنا الرواية الحقيقية لما نراه من تهويل وفقاعات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يمكن أن تكون بعيدة عن مصالح سوق تصدير الطاقة النووية والمحطات في العالم، والذي أصبحت شركة (روس آتوم) الروسية تتصدره، وشغلت بذلك مواقع الشركات الأمريكية والكندية والفرنسية والكورية الجنوبية، لذلك فمن مصلحة الإعلام الغربي تضخيم الحادث النووي الصغير، والذي لا يمكن بأي حال مقارنته بأي حادث نووي مثل تشيرنوبل وغيره. هذا محض هراء".

وواصل:"إن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ببساطة هو فقاعة و(تريند) تغذيه وسائل الإعلام الغربية بتكهنات ونظريات، ويشعل ذلك على مواقع التواصل جمهور من المستخدمين غير المتخصصين في مجال الطاقة النووية، أو في أي مجال علمي آخر".

وأشار إلى كوارث سابقة بهدف المقارنة، وقال كمثال هناك حادث تسرب الغاز من مصنع "يونيون كاربايد" عام 1984، والذي راح ضحيته في الثواني الأولى من الحادث على الفور 5000 قتيل، والذي يعد أسوأ حادث صناعي في العالم، كذلك التسريب الإشعاعي في "تشيرنوبل"، الكارثة الأكبر في مجال الطاقة النووية، راح ضحيته 53 قتيلا، مشددا على أن ذلك لا ينفي خطورة الكارثة أو خطورة التسيريب النووي.

فيما أسفر الانفجار الروسي عن مقتل 5 أشخاص فقط.

ولفت إلى أن التجارب التكنولوجية غالبا ما تسفر عن ضحايا من العلماء والعاملين بها، لكن الإنسان في تطوره ليس في غنى عن ذلك، ولم يعد بإمكان أحد اليوم تخيل الحياة بدون تكنولوجيا.