فاينانشيال تايمز: وعود حكومتي مصر وتونس بالتغيير تصطدم بالواقع الإقتصادي المرير

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن وعود حكومتي مصر وتونس بالتغيير اصطدمت بالواقع الإقتصادي المرير في بلادهما لتكتشف كلتاالحكومتين أن الحكم أصعب من كونه مجابهة للاستبداد خاصة حينما يتعلق بحالة الإقتصاد الوطني.
وحذرت الصحيفة - في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم/الأثنين/ - من أن انشغال حكومتي البلدين بالصراعات على السلطة وتعزيز المكاسب السياسية باتت تفقدهما ثقة شعبهما في حكمهما يوما تلو الأخر.
وأضافت بأن كثير من المظالم التي كانت وقود ثورة الشعب المصري في يناير 2011 لا تزال قائمة بل وربما صارت اسوأ حالا عن ذي قبل؛ فالفقير أزداد فقرا والأنشطة التجارية تضاءلت فضلا عن عزوف الاستثمارات الأجنبية التي يعتبر اقتصاد البلدين في أمس الحاجة إليها" .
وأوضحت أن الحكومة المصرية علي سيبل المثال تناضل من أجل الحفاظ على قيمة العملة الوطنية التي خسرت أكثر من 8 % من قيمتها أمام الدولار الأمريكي منذ ديسمبر الماضي بجانب تراجع قيمة النقد الأجنبي وتفشي ظاهرة العنف التي تحول دون توافد الاستثمارات الأجنبية .
أما عن الأوضاع في تونس ، فقد أبرزت الصحيفة ، ان الشباب العاطل ، الذي كان القوة المحركة لثورة الياسمين في يناير 2011 ، يشعر بغضب وسخط حيال أداء حكومته .
ورأت الصحيفة أن الاحزاب الإسلامية مخطئة في مقارنة الأوضاع في بلادها بالانجازات الاقتصادية التي حققتها تركيا تحت لواء حزب العدالة والتنمية الإسلامي ووضعها كنموذج يحتذى به لخلق مجتمعات محافظة على الصعيد الاجتماعي لكنها في نفس الوقت مجتمعات نشطة ومتقدمة .
وقالت فاينانشيال تايمز إن مقارنة الأوضاع في تركيا بنظيرتها في دول الربيع العربي خلال مرحلتها الانتقالية أمر مضلل تماما لأنها تنسب الفضل في جميع النجاحات التي حققتها تركيا إلى حزب العدالة والتنمية وحده دون غيره" .
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الاقتصاد السياسي طارق عثمان قوله:"تمكنت الشرائح المختلفة والمعقدة من تيار الإسلام السياسي من تطوير أنماط تفكيرها خلال العقد الماضي سواء في القضايا السياسية أو شئون الاقتصاد السياسي..لكن حتى الأن لا يمتلك أي من الاطراف الإسلامية الفاعلة في عالم السياسية خبرة حقيقية في تخطيط أو إدارة أو تنفيذ مرحلة انتقالية شاملة على صعيد الاقتصاد السياسي أو اجراء إصلاحات هيكيلية".