الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفوضية شئون اللاجئين بالأمم المتحدة لـ صدى البلد: 850 مليون دولار استثمارات اللاجئين السوريين بمصر.. على الجهات المانحة دعم القاهرة ماديا.. لم يصلنا إلا 23% من الميزانية المطلوبة.. فيديو وصور

كريستين بشاى مسؤول
كريستين بشاى مسؤول العلاقات الخارجية بمفوضية الأمم المتحدة

  • مفوضية شئون اللاجئين بالأمم المتحدة لـ "صدى البلد":
  • ربع مليون لاجئ من 56 جنسية مسجلين لدى مصر
  • نقدم إعانات شهرية ومنح دراسية للاجئين
  • إطلاق 100 مليون صحة للكشف عن اللاجئين فى مصر
  • إدراج اليمنيين في الجنسيات الحاصلة على الخدمات التعليمية في المدارس الحكومية المصرية
  • خطابات الكراهية تؤدى لحروب أهلية
  • نحتاج ميزانية 104 ملايين دولار إلا أنه لم يتم امداد المفوضية إلا بـ 23% فقط
  • نتمنى من الدول الأخرى ترتقى لمستوى الخدمات التى تقدمها مصر للاجئين
  • تصريح الإقامة للاجئي 6 أشهر ويجدد


تركوا بلدهم وجاءوا لأرض السلام والمحبة، هم اللاجئون الذين وجدوا فى مصر بلدهم الثاني، يعاملون فيها معاملة المصريين، دون تمييز، لم يظلوا غرباء عن البلد ولكن اندمجوا بها وأثروا وتأثروا بالمجتمع المصري، لتكون مصر البلد الأوحد فى القارة بل والعالم والذى يقدم خدماتها للاجئين دون أى تفرقة.

لم تبن مخيمات لعزلهم عن المجتمع ولكن منحتهم حق الحرية والتحرك داخل الدولة، فمصر رائدة فى قضية اللاجئين بشهادة من جميع المنظمات الدولية، وللتعرف على وضع اللاجئين فى مصر والمساعدات التى تقدم لهم، أجرى "صدى البلد" حوارا مع كريستين بشاى، مسئول العلاقات الخارجية بمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.

وإلى نص الحوار...

كم أعداد اللاجئين المسجلين فى مصر؟
مصر تستضيف ربع مليون لاجئ من أصل 56 جنسية، والعدد الأكبر من نصيب سوريا تليها السودان وجنوب السودان والصومال وإريتريا وإثيوبيا، واليمن والعراق، وبالتالي تلك الأعداد هى المسجلة لدى المفوضية، إلا أن هناك أعدادا كبيرة غير مسجلين نظرا لعدم وجود أى مشكلة فى حالة العيش بدون تسجيل لدى المفوضية.

ومصر بلد مضياف جدا، خاصة أنها تقدم خدمات مختلفة للجنسيات السورية واليمنية، والسودانية والجنوب سودانية، مما لهم الحق فى الحصول على التعليم في المدارس الحكومية على قدم المساواة مع المصريين، ففى مجال الخدمات الصحة، هناك مذكرة تفاهم عقدت مع وزارة الصحة المصرية فى عام 2016، للحصول على الرعاية الصحية الأولية والطوارئ أيضا على قدم وثاق مع مساواة بالمصريين، وبنفس التكلفة.

هذا بالإضافة إلى عدم بناء مصر لأي مخيمات للاجئين، مما يمكنهم من الحركة فى المحافظات والتعايش بشكل طبيعى، فالغالبية العظمى من اللاجئين يتمركزون فى القاهرة الكبرى، بالإضافة إلى وجود 40 ألف لاجئ فى الاسكندرية وبعض المحافظات الساحلية الأخرى التي يفضل السوريون العيش فيها نظرا لتشابه العيش مع مدنهم بسوريا.

وبالنسبة للعيش فى مصر، فالوضع أفضل من دول كثيرة فى المنطقة نظرا لكثرة الخدمات التى تقدمها الحكومة المصرية فالشعب كريم ومضياف بطبعه، كما أنه لا يوجد أى مشكلة فى كيفية العيش والتعامل فى مصر، خاصة للناطقين باللغة العربية.

ماذا عن الهيكل الداخلى لمفوضية شئون اللاجئين؟
تم إنشاء مفوضية شئون اللاجئين فى القاهرة عام 1954 أى أن عمرها 65 عاما، ولدى المفوضية 4 مكاتب، 3 فى القاهرة، ومكتب فى الإسكندرية لخدمة اللاجئين فى محافظات وجه بحرى، ووقعت المفوضية مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية فى عام 1954 لتسجيل وضع اللاجئ.

كيف يسجل اللاجئون لدى المفوضية؟
طالب اللجوء إلى مصر يتوجه للمفوضية ويحصل على موعد للتسجيل وحسب الجنسية يتم مقابلة شخصية يحدد خلالها وضع اللاجئ، ومن ثم يحصل على الخدمات التى تقدم من المفوضية أو شركائها المعنيين أو الحكومة.

ما الخدمات التى تقدمها المفوضية للاجئين؟
بعض الخدمات تتضمن إعانة شهرية لبعض اللاجئين، وذلك فى حالات خاصة تحتاج دعم، وأيضا معونة شتوية مرة واحدة فى السنة، فى صورة أموال حتى يستطيع اللاجئ شراء جميع مستلزماته، سواء غطاء أو ملابس شتوية، كما تتضمن الخدمات أيضا منحة تعليمية لأهالي الطلبة المسجلين فى المدارس الحكومية المصرية مرة واحدة فى السنة، حيث استفاد منها 40 ألف طالب خلال العام الماضي، هذا بالإضافة إلى الأنشطة التى تعزز من التماسك الاجتماعي وبعض الخدمات الصحية والنفسية لدعم اللاجئ فى جميع الجوانب الحياتية، وإسناد مهارات تساعدهم فى بناء حياتهم مرة أخرى حال العودة لبلدانهم، بالتعاون مع شركاء المفوضية المعنيين.

هل توفر المفوضية السكن للاجئ ضمن الخدمات المقدمة منها؟
السكن عادة ما يرجع إلى اللاجئ، حيث إنه يختار المنطقة التى يريد السكن بها، خاصة أن هناك تجمعات تتمركز فى مناطق معينة، وبالتالي فـ اللاجئ يكون على دراية بأي منطقة يستقر، كما أن المجتمع هو الذي يقدم المساعدة أولا، أما بالنسبة للمفوضية تقوم بتقديم السكن فى حالات خاصة جدا ومن خلال شركائها ولكن يكون بشكل مؤقت.

ما المبادرات التي تقوم بها المفوضية تجاه اللاجئين؟
بالشراكة مع الحكومة المصرية والتعاون الوثيق مع وزارة الصحة، تم إطلاق 100 مليون صحة للكشف عن اللاجئين فى مصر، حيث يستطيع اللاجئ التوجه للأماكن المخصصة للجهات المصرية وعمل التحليل وتلقى العلاج المجانى والمفوضية من خلالها شركائها تدعم بالمتابعة الدورية لحين التخلص من المرض، وتلك من أهم المبادرات التى تعتز بها المفوضية وخاصة أنها جزء من حملة للقضاء على الفيروس داخل البلد وعلى مستوى القارة الأفريقية.

في نفس الوقت، نشيد بإدراج اليمنيين في الجنسيات الحاصلة على الخدمات التعليمية في المدارس الحكومية المصرية.

كما أن المفوضية بصدد التنسيق مع وزارة التعليم أن يكون هناك عدد أكبر من الجنسيات للالتحاق بالتعليم، كما نسقت المفوضية منذ مايو الماضي مع وزارة الخارجية المصرية وبعض الوزارات الأخرى المعنية وشركاء آخرين معنين لإطلاق خطتين استجاب الأولى تستهدف اللاجئين السوريين فى مصر واللاجئين من أفريقيا واليمن والعراق، حيث يمكن لكل منظمة وضع أولوياتها فى الخطة والاحتياجات المادية اللازمة وعليه نتواصل مع الجهات المانحة، حتى نستطيع تقديم الدعم المادى والتقنى لوزراة التعليم والصحة حتى يستطيعوا مقابلة المتطلبات المتزايدة تجاه اللاجئين.

أما خلال الأسبوع الماضي، فأطلقنا تقرير على خطة الاستجابة السورية، والذي أعطى معلومات عن الإنجازات التى تحققت فى الفترة الماضية والتمويل الذي تم التقدم به، وفى نفس الوقت ما هو التمويل الذي نحتاج اليه لضمان استدامة الخدمات.

كم منحة تقدمت بها المفوضية للاجئين؟
قدمت المفوضية خلال العام الدراسى الماضى 42 ألف منحة تعليمية، للاجئين في سنوات مختلفة من الدراسة وفقا لعدة شروط، أولها التقديم على طلب الحصول على المنحة وبعدها يحصل المتقدم على مبلغ مالى بسيط يساعد فى المصروفات التعليمية.

ما خطوات الحصول على طلب اللجوء؟
يتقدم اللاجئ إلى طلب اللجوء من خلال التسجيل داخل المفوضية، وذلك لتقنين وضعه داخل البلد، وبعدها يحصل اللاجئ على كارت، يمكنه من الحصول على تصريح الإقامة من وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة الداخلية أيضا، والساري لمدة 6 أشهر ويجدد على البطاقة، وفى نفس الوقت يجنبه من الترحيل، خاصة أن مصر موقعة على اتفاقية اللاجئ لسنة 1951 وملتزمة بكل بنودها مما يعطى حماية للاجئين.

من هو اللاجئ؟
وفقا لاتفاقية اللاجئ لسنة 1951 يعرف اللاجئ على أنه شخص خارج بلد جنسيته، وخرج منها لوجود مشاكل فى الحماية بسبب العنصر، أو الدين، أو القومية، أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، وبالتالى هو يطلب الحماية من بلد ثانية تستطيع ان توفر له الحماية، وبالتالى يقدم لها طلب لجوء.

ما الشروط اللازمة للحصول على كارت اللجوء؟
بمجرد وصول اللاجئ إلى مصر يتقدم بطلب اللجوء، حيث يُطلب منه أوراق رسمية مثل جواز السفر أو شهادة ميلاد، أو أى أوراق رسمية خرج بها من بلده، ويقدم نسخ منها بالإضافة إلى صورتين شخصيتين، وتوفر المفوضية بعدها باحث حالة للحديث مع اللاجئ عن ظروفه وسبب خروجه من بلادها ولماذا لا يستطيع العودة مرة أخرى لها، وبناءً عليه يتم تسجيله وبعدها على حسب الجنسية يُحدد مقابلة شخصية لمعرفة وضعه.

لدينا مرونة داخل المفوضية وتراعى ظروف اللاجئ، وحالته، حيث يمكن تأجيل المقابلة لحين يسمح وضعه النفسي لها هذا بالإضافة إلى توفير مترجمين على حسب اللغات واللهجات.

ما نصيحة المفوضية للاجئين فى مصر؟

ننصح اللاجئين المسجلين تجديد تصريح الإقامة بصفة دورية لأنه يسهل له الحصول على خدمات عدة وتقنين وضعه داخل مصر، وفى نفس الوقت نقدم خدمات كثيرة من خلال تشجيعه للتواصل مع المفوضية أو الشركاء لمعرفة المبادرات التى يمكنهم الاستفادة منها.

ما الإجراءات اللازمة للحد من انتشار خطاب العنف والكراهية ضد اللاجئين فى بعض وسائل الإعلام؟
وسائل الإعلام تصل للملايين كل يوم وبالتالي لابد من وجود مسئولية أخلاقية وإعلامية تجاه اللاجئين وغيرهم من القضايا التى تغير مجرى الأمور فى البلاد، فـ وسائل الإعلام فى العالم كله، لابد أن يكون لديها الوعى والثقافية الكافية، بشأن تعزيز التماسك الاجتماعي، بين الجنسيات المختلفة والدعوة للسلام والمحبة، والترابط.

فخطاب الكراهية قد يؤدي لكوارث، فهناك دول أخرى يؤدى فيها خطاب الكراهية لحرب أهلية، ولكن بالنسبة للخطابات التى أطلقت خلال الفترة الماضية اتجاه اللاجئين فى مصر رد عليها المصريون أنفسهم ووضحوا إسهامات اللاجئين فى مصر.

وهناك أيضا تقرير لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي خرج منذ فترة، يؤكد أن اللاجئين السورين قدموا لمصر من خلال الأنشطة الاقتصادية، 850 مليون دولار استثمارات، فـ اللاجئ لديه مهارات مختلفة ومعرفة وثقافة مختلفة تساهم فى إثراء المجتمع، فعلينا أن ننظر للأمور بـ أكثر إيجابية، حتى نستطيع العيش بسلام، خاصة أن هذا اللاجئ لو لديه الفرصة للعودة لبلده، ووسط أهله، لن يتردد بالتأكيد فى العودة.

ما دور المفوضية في الحد من خطاب الكراهية؟
المفوضية تقوم بعمل أنشطة اجتماعية وتوعوية كثيرة تستهدف مصريين وجنسيات مختلفة وتعريف الناس بالثقافات المختلفة، هذا بالإضافة إلى مبادرة النيل فرات، والتى تستهدف سيدات من جنسيات مختلفة مصريات سودنيات إريتيريات، وتعليمهم مهارات الخياطة، والتطريز، وبدأت منتجاتهم تتصدر للخارج.

تلك المبادرات تستهدف التعرف على الجنسيات الأخرى، وبالتالى نتحدث بطريقة أكثر إيجابية، كما نضمن من خلال تلك الأنشطة الوصول للاجئات وأيضا المصريات لدعم التماسك الاجتماعى، وعلى مستوى المركز الإعلامى، نركز على الحالات الإيجابية بالنسبة للاجئين، مثل حصول العديد من اللاجئين السوريين على درجات مرتفعة فى الثانوية العامة.

كيف تقيم المفوضية الخدمات التى تقدمها مصر للاجئين؟

الحكومة تقدم خدمات عدة للاجئين، منها التعليم والصحة، فالحكومة مضيفة جدا فتحت أبوابها للاجئين، لكن مصر تحتاج لدعم قوى من الجهات المانحة والدول الغربية حتى تضمن استدامة واستمرارية هذه الخدمات المقدمة للاجئين فى مصر، وكمفوضية نقدم الدعم من خلال خدمات تقنية ومعدات، واو تقديم المساعدة لبعض المدارس التي تخدم اللاجئين والمصريين.

ولكن أيضا المفوضية لديها أزمة فى التمويل، حيث تحتاج لـ 104 ملايين دولار، إلا أنه لم يتم إمداد المفوضية إلا بـ 23% من الميزانية المطلوبة، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على تقديم كل الخدمات للاجئين، ولكن نعمل وفقا للأولويات، وأيضا على حسب نتائج الدراسة التى تقوم المفوضية بعملها لمعرفة أوضاع اللاجئين فى مصر والتعرف على متطلباتهم واحتياجاتهم.

هذا بالإضافة إلى أن مصر كانت قدمت ميزانية في خطتين الاستجابة السابقة الإشارة لهما، وأيضا لم يتم الاستجابة لطلبات مصر بشكل كافٍ حتى تستطيع ضمان استمرارية الخدمات، ولذلك ندعو الجهات المانحة أن تدعم مصر لضمان استمرارية الخدمات.

كيف ترى المفوضية دور مصر فى قضية اللاجئين؟
دور مصر مشرف للغاية مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، واتخاذ هذا العام عاما للنازحين داخليا، فدور مصر حيوي جدا في إثراء النقاشات، والقوانين والأطر المختلفة فى قضية اللاجئين.

فمصر مثال رائد في المنطقة من حيث الخدمات والاستضافة التى تقدمها للاجئين، من بينها أنهم خارج المخيمات ويعيشون حياة كريمة، ولكن لا ننكر أن هناك بعض الصعوبات التي يواجهها بعض اللاجئين، خاصة غير المتحدثين باللغة العربية، ولكن وبالمقارنة بالدول الأخرى والمنطقة، فمصر مثال يحتذى به ونتمنى أن الدول الأخرى ترتقى لمستوى الخدمات التى تقدمها مصر للاجئين.