الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. مجدى بدران يكتب: الربو الشعبي والعام الدراسي

صدى البلد

مع بداية العام الدراسى تثار مشكلة الربو الشعبى الذى يقلل من الانتظام فى الدراسة ، و التحصيل الدراسى خاصة مع انخفاض درجة حرارة الجو.

الربو الشعبى مرض مزمن يتميز بضيق فى الشعب الهوائية و تحسسها، مما يسبب تكرار نوبات الأزيز الصدرى و الكحة و ضيق النفس و قصره . غالبًا ما يبدأ الربو الشعبى مبكرًا فى مرحلة الطفولة فى 80 % من الحالات ، و معظم البالغين الذين يعانون من الربو هم في الواقع مصابون به منذ الطفولة.

يعانى 10% من الطلبة من حساسية الشعب الهوائية، و تزداد معدلات الإصابة بالربو مع التوتر و الرطوبة ، و تتضاعف مع السمنة. هناك صور مختلفة لربو الأطفال،و يرتبط الربو بالحساسية خاصة ضد العديد من المؤثرات البيئية بسبب عدم اكتمال الجهاز التنفسى والجهاز المناعى فى الأطفال، وعدم إلمامهم بطبيعة أو مستجدات المرض، والتلوث البيئى خاصة تلوث الهواء و بصورة خاصة فى المنازل المصرية التى سقط منها 71% فى أتون التدخين السلبى.

بالرغم من إلتزام بعض الأطفال بتجنب الألبان خلال برامج علاج حساسية اللبن ، ربما تظهر فى المدرسة بعض أعراض حساسية اللبن فى صورة سعال وضيق بالنفس وكحة مع المجهود . تشير أصابع الإتهام للطباشير الطبي الذى وجد أنه يحتوى مادة الكازيين المشتقة من لبن الأبقار.

ربما تصيب أزمات الربو بعض الأطفال الذين يعانون من الحساسية التنفسية خاصة عند القيام بمجهود زائد مثل الألعاب الرياضية التى تتضمن الجري السريع، خاصة مع الأجواء الباردة والجافة مما يسبب ضيق الشعب الهوائية.


للحد من أزمات الربو خلال ممارسة الرياضة يفضل اختيار نوع الرياضة التي يقل معها ظهور الأعراض، والقيام بتمارين الإحماء قبل الانخراط فى أى مجهود بدني عنيف ، وتجنب أنواع الرياضة التى تحتاج مجهودا عاليا ، و استنشاق البخاحات القصيرة المفعول 15 دقيقة قبل التمرين الرياضى ، وشرب الكثير من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين الرياضى ، و الحرص على التنفس من الأنف و ليس الفم ، و تجنب التعرض للهواء البارد بتغطية الأنف.

الربو الليلي نوع شائع من الربو، و عموما تزداد أعراض الربو حدة أثناء النوم،خاصة السعال و صعوبة التنفس. تزداد مخاطر الأزمات الربوية فى فترة الفجر ، بسبب زيادة التعرض لمسببات الحساسية و برودة الشعب الهوائية، و نشاط حشرة الفراش التى تنشط مع الظلام ، و تراكم بروتينات حيوانات أليفة كالقطط أو الكلاب نتيجة عبثها بالفراش خلال النهار ، و زيادة تجمع الافرازات في مجاري الهواء بسبب عدم إخراجها أثناء النوم . بعض الأطفال المصابين بمرض إرتجاع حمض المعدة إلى المرئ تزيد الحموضة لديهم مع نومهم . تزداد أزمات الربو ليلا أيضا عند المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم بسبب انسداد مجرى الهواء العلوي خاصة مع السمنة وأطفال متلازمة داون، و المصابين بحساسية الأنف بسبب تجمع إفرازات الجيوب الأنفية في مجرى الهواء العلوي، و بسبب تغير كيمياء الدم ليلًا بعد نشاط و تعب النهار مثل نقص بعض الهرمونات التي تساعد على توسع الشعب الهوائية مثل هرمونات الكورتيزول ، والأدرينالين، و انخفاض درجة الحرارة ليلا ، كما تنخفض درجة حرارة الجسم درجة مئوية خلال النوم ، و زيادة الرطوبة فى بعض المناطق ليلًا ، و انخفاض نسب الأكسيجين وزيادة ثانى أكسيد الكربون فى الدم.

من الأهمية الإلتزام بالعلاج الوقائى لتجنب أزمات الربو ، و ضمان عدم غياب الطالب عن الدراسة و انقطاع الوالدين عن العمل بسبب ربو نجلهما ، و تمتعه بنوم هادئ . يجب العمل على خفض معدلات أزمات الربو فى المدرسة بتجنب مسببات الربو مثل الطباشير والأتربة و الأغذية الصناعية ، و نظافة الفصول و الحمامات و الملاعب ، و منع التدخين ، و ممارسة الرياضة ، و تناول الأدوية الخاصة بالربو ، و الإقلال من العنف و التوتر . يجب البحث عن أسباب التحسس دوما و العمل على تجنبها تماما ، أو الإقلال منها لضمان السيطرة على الربو ، و تمتع المريض بنمط حياة أفضل. 90% من وفيات الربو يمكن منعها بالعلاج الوقائي الذى يهمله المرضى ، و 60% من مرضى الربو لا يسيطرون عليه . من الأهمية وضع بطاقة مغلفه على صدر الطفل المصاب بالربو تبين بياناته الشخصية و تليفونات الأسرة و الطبيب المعالج وأقرب مستشفى ، و الأدوية التى يتناولها و الأدوية الواجب تناولها عند الطوارئ ، و الممنوعات من الأدوية أو الأطعمة ، وهذا يسهل من سرعة إنقاذ الطفل من أزمات الربو و يقلل من الوفيات .

ينبغى تجنب الإزدحام حيث أن التكدس داخل المواصلات أو الفصول الدراسية يزيد من نقل العدوى والإصابات . إهمال صيانة أوتوبيس المدرسة يساهم فى مشكلة تلوث الهواء ، مما يزيد من معدلات الربو فى المجتمع وأزماته . من الضرورى الإهتمام بنظافة أوتوبيس المدرسة حيث تسبب الأتربة والقاذورات المتراكمة العديد من المضاعفات لمرضى الحساسية ، ومنع التدخين داخل أوتوبيس المدرسة الذى يعرض الأطفال لحوالى 7000 مادة سامة يوميا فى الذهاب و الإياب ، كما يفضل اختيار سائق الأوتوبيس بعناية حيث يعتبر قدوة للطلبة لفترة طويلة يومية ولسنوات.