الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب «عنتر» أردوغان


لم أكن أريد أن يصل خلافي السياسي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى هذا الحد، ولكنه لم يترك لي ولغيري أي فرصة لمراجعة خلافاتهم السياسية مع توجهاته الفاسدة وتصريحاته "العنترية" التي تختلق مشاكل ضخمة لتركيا ولجيرانها في العالم العربي.

والتصريحات الأخيرة، التي هدد فيها رجب "عنتر" أردوغان – طيب سابقًا - أوروبا بفتح أبواب تركيا أمام اللاجئين السوريين للتسلل إلى أوروبا وعدم التصدي لهم ومنعهم. ما لم يقدم الاتحاد الأوروبي مزيد من المساعدات المادية، إلى تركيا، يؤكد أن القضية السورية التي لعب عليها رجب عنتر أردوغان كثيرا قد أصبحت مجرد متاجرة رخيصة. وليست فيها أي سياسة على الإطلاق.

فالرجل يبتز أوروبا علانية بموضوع اللاجئين السوريين، بالرغم من أنه تلقى نحو 5.6 مليار دولار كمساعدات أوروبية للمساهمة في حل مشكلة اللاجئين السوريين.

كما أن "عنتر أردوغان" لم يقدم أي حل سياسي للقضية السورية ولم يطرح مبادرة للتقريب بين الفرقاء السوريين أو بالأحرى المعارضة السورية والنظام السوري بل وقف متفرجا وصانعًا للمأساة في سوريا.

مرة بدعم العديد من العناصر المتطرفة داخل سوريا وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة ، ومرة باقتطاع جزء من الشمال السوري بدعوى إقامة منطقة آمنة داخل سوريا تحمي الجنوب التركي، وهو بذلك يفتح بابا لتقسيم سوريا إلى مناطق واقطاعيات!

والحاصل أن لعب أردوغان بورقة اللاجئين السوريين، تكشف عن انتهازية رخيصة من جانبه، وقفز على الحبال لمعالجة مشاكله. فالسوريين قد تنتهي مشاكلهم كلها بين يوم وليلة إن كانت في نية أردوغان أو غيره من الأنظمة المجاورة، نية للحل بطرح مبادرة سياسية، وإيصال رسالة التسوية والسلام للنظام السوري.

لكن عنتر أردوغان، يرى في استمرار اشتعال الوضع السوري إن لم يكن بسبب الحرب فبورقة اللاجئين مكسب سياسي له.

في نفس الوقت فإن تهديده لأوروبا، بفتح أبواب تركيا جهة أوروبا وإغماض العين عن تدفق السوريين لدول الاتحاد الأوروبي يتشابه، مع تصريحات وخطوات عنترية أخيرة قام بها أردوغان منها تحركاته الصبيانية في مياه شرق المتوسط، للبحث عن الغاز ومحاولة الافتئات على حقوق قبرص بعد السماح للسفن التركية بالبحث عن البترول في سواحلها!

ومواجهته الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، باللعب على حبال طائرات إف 35 وفي نفس الوقت الاستعانة بنظام الصواريخ الروسي الدفاعي إس 400.

الواقع إن أردوغان يتخبط سياسيا، وتركيا هى من تدفع الثمن وهو يحفر لخراب تركيا وليس ازدهارها، فقد ولت سنوات الصحوة الاقتصادية بتراجع صادرات تركيا وتباطؤ نموها وترنح الليرة التركية.

ومن خلال هذه الأحداث يتضح أن الأزمة داخل عقل "عنتر أردوغان" تتلخص في الآتي:-

رهان فاشل على جماعة إرهابية منحلة هى جماعة الإخوان المسلمين وبسببها خسر مصر والسعودية ودول الخليج الكبرى.

تعلقه بأوهام الخلافة الإسلامية، وهو أصلا فاشل الآن كرئيس في معالجة مشاكل تركيا كما أنه على عداء مع دول عربية كثيرة إن لم يكن مع العالم العربي كله فكيف ينجح في قيادته؟!

والثالثة "عنتريته" التي لامبرر لها وتدفعه لتحدي الولايات المتحدة الأمريكية في صفقة طائرات اف 35 وتحدي الاتحاد الأوروبي في شرق المتوسط

وبالختام عزيزي رجب عنتر أردوغان.. السياسة حلم وتروي وفهم لمعطيات الواقع وقدراتك الحقيقيية وليست ضربات طائشة في الهواء.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط