الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دنيا طارق تكتب: شُح وزيف

صدى البلد

مشاعر أُنهكت، ومسميات لم يعد لها قيمة، تُمنح أحيانًا لمن لا يستحقها، تُمنح لمن يأتي أولًا، وربما ليس لديه ما يذكيه سوى أنه سبق غيره.

يظن القلب أن هذا هو الشخص المقدر له؛ يستسلم لوجوده، يمنحه كل ما يحمله من حبٍ وما يصاحبه من مشاعر داعمة، ويتغافل عن كون لا يشترط أن كل من يأتي يجب أن يُقبل، ربما هذا هو الشخص الذي يجب أن يُرفض، وحين يرحل ويأتي غيره؛ يُعامل المعاملة ذاتها، بالمسمى نفسه، يسمع كلمات محفوظة، لا يتغير شيء! وكأن القلب به أماكن مكررة تُمنح لمن يأتي بغض النظر عن من هو، ولماذا ومتى أتى؛ المهم أنه أتى.

كيف؟ أهي مشاعر فوق حاجته فيمنحها ببذخ، أم هي مشاعر مقنّعة، أم هو كاذب يملأ فراغه ويمنح الحب والاهتمام لمجرد منحه، ربما اختلفت المبررات لكن الأمر غريب؛ فهناك من ينتظر شعوراَ واحدًا واضحًا مِن مَن يحب ولا يحصل عليه رغم كل ما يفعله من أجله، وآخر يأخذ كل هذا الحب ببساطة كهذه!
 
وغيره تجده متألمًا، لا يتمكن من منح الحب لأحد رغم أنه يحبه حقًا، ينتظر طويلًا حتى تأتيه إشارة واحدة أكيدة ليمنحه مكانا بقلبه وربما لا تأتي، ويبقى الاثنان في عذاب غير مفهوم، وآخرون يمنحون كل هذا لأي عابر يمر، لكنهم لم يحبوا أحداَ منهم، لكن كل منهم يبدو معطاء وقلبه واسع يبث الحب، رغم أن غيره يحمل أضعاف ما يملك من مشاعر، وأصدق بكثير لكن مشكلته أنه لا يبديها بسهولة.

أي عدل هذا؟! من يستحق لا يأخذ، ومن لا يستحق يأخذ الكثير، ربما يظن البعض أنه لا يشترط أن تكون مُحبًا، لكن المؤكد أنه يجب ألا تكون بخيلًا مع من يستحق الكرم، وألا تهادي بشيء واهٍ أيضًا.