الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصفتها السعودية ردا على هجمات أرامكو.. البوكمال أسيرة جميع أطراف الحرب السورية ومعقل الميليشيات الإيرانية

البوكمال على الحدود
البوكمال على الحدود السورية العراقية

تردد اسم مدينة البوكمال السورية الحدودية مرارًا طوال الشهور الأخيرة من عام 2017، حيث كانت مسرح معارك عنيفة بين تنظيم داعش الإرهابي وقوات الحكومة السورية وحلفائها، التي حققت نصرًا حاسمًا في نهاية المطاف وانتزعت المنطقة الواقعة على الحدود السورية العراقية من قبضة التنظيم.

وعاد اسم المدينة يتردد بقوة قبل أيام، حين كشفت مصادر أن طائرات سعودية بدون طيار شاركت في استهداف مواقع لمليشيات إيرانية في منطقة البوكمال السورية، الأربعاء الماضي.

وبحسب صحيفة "إندبندنت عربية"، قال مصدر غربي مطلع إن الهجوم أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير مستودعات أسلحة وبطاريات صواريخ ومنصات إطلاق صواريخ وقاعدة طائرات من دون طيار، يعتقد أن إيران كانت على وشك استخدامها في توجيه ضربة للمملكة بعد هجوم على منشأتين نفطيتين تابعتين لشرطة أرامكو السعودية شرقي المملكة السبت الماضي.

وتابع المصدر أن مقاتلات سعودية رصدت مقاتلات أخرى تشن غارات على منشآت تابعة للمليشيات الإيرانية، وخاصة فيلق القدس التابع للحرس الثوري في البوكمال ومناطق أخرى من الحدود العراقية السورية.

وكانت قوات الجيش السوري والأطراف المتحالفة معه قد استردت السيطرة على البوكمال في نوفمبر 2017، بعد معارك طويلة وعنيفة مع تنظيم داعش، وبعد تطهيرها من عناصر التنظيم، تحولت إلى معقل كبير لميليشيات إيرانية تتبع الحرس الثوري.

وتمتاز البوكمال بأهمية استراتيجية بالنسبة لإيران، فهي نقطة رئيسية على الحدود السورية العراقية، والسيطرة عليها تسهل لإيران نقل الميليشيات والعتاد والدعم بسهولة من القوى الموالية لها في العراق إلى سوريا.

وسيطر الجيش السوري الحر على البوكمال في نوفمبر 2012، ثم استولي عليها تنظيم داعش في 2014، قبل أن تحررها القوات السورية وحلفاؤها في نوفمبر 2017.

وتقع مدينة البوكمال في أقصى شرق سوريا بمحافظة دير الزور وتطل على نهر الفرات، وسميت قديمًا "القشلة" إبان الحكم العثماني، وهي كلمة تركية تعني "الثكنة العسكرية"، ثم سُميت البوكمال نسبة إلى فرع البوكمال من قبيلة العقيدات الزبيدية.

وفي العهد العثماني، كانت البوكمال تتبع متصرفية الزور التابعة لإيالة الرها، التي أصبحت محافظة سانليورفا التركية حاليًا، وظلت كذلك طوال العهد العثماني الذي انتهى عام 1918.

وبعد فرض الانتداب الفرنسي على سوريا في 1921، تمركزت حامية فرنسية كبيرة في البوكمال، إلى أن نالت سوريا استقلالها في 1946.

وأغارت مروحيات وقوات خاصة أمريكية على البوكمال في 26 أكتوبر 2008، بزعم استهداف شبكة من المقاتلين الأجانب الذين يسافرون عبر سوريا للانضمام إلى المتمردين العراقين ضد قوات التحالف الدولي التي قادته الولايات المتحدة في العراق والحكومة العراقية.