الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إليف شفق.. كاتبة تركية رفضت ظلم أردوغان

إليف شفق
إليف شفق

تعتبر الكاتبة التركية ليف شفق، مؤلفة رواية "قواعد العشق الأربعون"، أبرز الكتاب الرافضين لنظام الرئيس التركي رجب إردوغان، بسبب أعمال القمع التي تتم للمعارضة في تركيا، وتعيش إليف شفق في العاصمة البريطانية لندن هربًا من بطش إردوغان وعصابته.

مولد أليف شفق وطفولتها المتنقلة

أليف شفق ولدت بيلغين في ستراسبورغ لوالدين هما الفيلسوف نوري بيلغين وشفق أتيمان التي أصبحت دبلوماسية فيما بعد، وانفصل والدها عندما كان عمرها عامًا واحدًا فربتها أمها، وتقول الكاتبة إن نشأتها في عائلة لا تحكمها القوانين الذكورية التقليدية كان له كبير الأثر على كتابتها، وتستخدم الكاتبة اسمها الأول واسم أمها كاسم أدبي توقع به أعمالها.

أمضت طفولتها وصباها متنقلة بين مدريد وعمان وكولونيا قبل أن تعود إلى تركيا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة لتواصل دراستها أولًا، ثم بعد ذلك لتشغل منصب أستاذة محاضرة في مادة الدراسات والأجناس في جامعة أريزونا.

دراستها أليف شفق وتزوجها

تحمل أليف شفق شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا كما تحمل شهادة الماجستير في "الجندر والدراسات النسوية" والدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة ذاتها، نالت عن أطروحتها لنيل الماجستير في موضوع الإسلام، والنساء، والتصوف، جائزةً من "معهد علماء الاجتماع".

تزوجت سنة 2005 من الصحافي التركي أيوب خان وأنجبت منه طفلين، أسمت ابنتها زيلدا على اسم زيلدا فيتزجرالد، وأسمت ابنها على اسم الزاهر، بطل إحدى قصص بورخيس.

أليف شفق معارضتها النظام التركي

كتبت الأديبة التركية الشهيرة، أليف شفق؛ مقالًا في صحيفة "الجارديان" البريطانية، فضحت فيه الممارسات الإجرامية لحكومة "العدالة والتنمية" التي تعمل بقوة على غلق جميع المنافذ أمام حريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان.

وعدّدت شفق؛ حالات التعدّي التي مارستها حكومة إردوغان ضدّها بعد أن دأبت في الفترة الأخيرة على كشف ديكتاتورية إردوغان؛ عبر الصحف الدولية، وحسابها على موقع "تويتر"، الذي يتابعه أكثر من مليون ونصف المليون مستخدم، مستغلة شهرتها الدولية، وأعمالها التي نالت شهرة كبيرة عبر ترجمتها لأكثر من 40 لغة، وتحقيقها ملايين المبيعات.

وكتبت أليف شفق؛ في مقالها بـ "الجارديان": "استيقظتُ ذات يوم منذ شهرين على آلاف الرسائل المسيئة لي والمنشورة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي التركية، والتي أُنشئ كثير منها من قِبل المتصيدين والذباب الإلكتروني، ونشرت هذه الحسابات بعض الجمل من إحدى رواياتي، وهي "النظرة العميقة"، وطالب هؤلاء بمحاكمة كتّاب الخيال بتهمة "الفحش والبذاءة".

وأضافت: "استهدفوا أيضًا روايتي الجديدة (10 دقائق 38 ثانية في هذا العالم الغريب)"، مشيرة إلى أن الروايتين تتناولان قضايا شائكة، وهي التحرُّش الجنسي والعنف ضدّ المرأة وإساءة معاملة الأطفال، وأنها لم تكن الروائية الوحيدة التي تم استهدافها، إذ سرعان ما تحولت الحملة المناهضة إلى نوع من الإعدام التعسفي الإلكتروني للمؤلفين الأتراك الذين تطرقوا لقضايا مماثلة في رواياتهم وقصصهم القصيرة.

إليف شفق النظام التركي لا يفهم الذوق

وترى أليف شفق أن النظام التركي لا يفهم في الذوق والإبداع و لا يفرقون.. فإذا ذُكرت جمل مثل الحب الجنسي، أو العنف الجنسي، أو التحرش الجنسي، فكلها في رأيهم تحرض على التحرش الجنسي، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا.

وأشارت صاحبة رواية قواعد العشق الأربعون، إلى أن "المجتمع بحاجة إلى حركة نسائية قوية ووعي جنسي، ويمكن للأدب القيام بدور مهم في هذه المسألة. لكنهم الآن يهاجمون الكتاب".

مؤلفات وجوائز أليف شفق

نُشرت إليف شفق 12 كتاب ثمانية منها روايات باللغتين التركية والإنجليزية، وصدرت روايتها The Forty Rules of Love أي "قواعد العشق الأربعون" في الولايات المتحدة الأمريكية في شباط 2010 كما صدرت في المملكة المتحدة عن دار النشر بينغوين في حزيران 2010، وقد بيعت من الكتاب 550,000 فأصبح بذلك الكتاب الأكثر مبيعًا في تركيا، تعد شفق من أكثر الروائيات قراءةً في تركيا.

وحصلت روايتها الأولى الصوفي على جائزة رومي لأفضل عمل أدبي في تركيا عام 1998، أما روايتها الثانية مرايا المدينة فتتطرق إلى التصوف عند المسلمين واليهود في خلفية بحر متوسطية في القرن السابع عشر.

وحصلت روايتها النظرة العميقة على جائزة اتحاد الكتاب التركيين عام 2000. وحققت روايتها التالية قصر القمل أعلى مبيعات في تركيا، وتبعها كتاب المد والجزر وتناقش فيه قضايا حول مكانة المرأة والرجل والجنس والذهن والأدب.

وفي عام 2006 أصدرت رواية لقيطة اسطنبول باللغة الإنجليزية وحققت أعلى المبيعات في تركيا، وتعرض شفق في هذه الرواية -بين قضايا أخرى- لقضية الأرمن، وقد أدى هذا إلى ملاحقتها قضائيًا في تركيا بحسب الفقرة 301 من القانون التركي إلا أن التهم أسقطت عنها فيما بعد.

وفي العام 2009 أصدرت رواية قواعد العشق الأربعون وترجمها للعربية في عام 2012 خالد الجبيلي عن دار طوى، إذ نجد لوحات متعددة لشخصيات من زمنين مختلفين الأول من خلال شخصية إيلا وعائلتها الذين يعيشون في ولاية ماساشوستس في الزمن الحاضر، والعام 2008 تحديدًا، والثاني في القرن الثالث عشر الميلادي حيث يلتقي الدرويش المذهل والطواف "شمس التبريزي" بتوأمه الروحي مولانا جلال الدين الرومي.اعتمدت الرواية على تعدد الأصوات السردية بحيث يتناوب أبطال وشخصيات الرواية في سرد الأحداث في 500 صفحة تقع ضمن 5 أجزاء (التراب، الماء، الهواء، النار،العدم).