الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عم محمد يستغيث: بشتغل بقدم واحدة بقالي 45 سنة وبحلم بتصريح كشك من محافظ القاهرة.. فيديو

صدى البلد

كل من يراه وهو يعمل بقدم واحدة وعكاز متهالك يقف منبهرًا، ليرى ذلك المقاتل الذي يحارب في عملة بقدم واحدة وعكاز وابتسامة كلها يقين بالله أن الغد مشرق وأفضل، لكي يذهب لمنزله آخر اليوم وفي يده فاكهة لأولاده وفي جيبه مصروف طعام الغد.

عم محمد مصيلحي السيد ذالك الرجل المتفائل ذو الوجه البشوش والابتسامة التي لا تفارق وجهه، صاحب الـ55 عامًا الذي بٌترت قدمه عندما كان في الـ15 من عمره ولم ييأس أن الغد أفضل بكثير، وأن ما حدث له ما هو إلا بداية لحياة أفضل مليئة بالسعادة، وظل يعمل و يجتهد رغم ظروفه، و تزوج عم محمد و لدية يوسف 13 سنة وهدى 23 سنة، ولكن الصحة لم تعد كما كانت علية في الشباب خصوصًا أنه يجاهد لكي يعمل بقدم واحدة منذ أن كان طفلا حتى أصبح في سن الشيخوخة، فأصبح ذلك المقاتل بدون حيلة كيف يعمل وهو يعتبر في سن المعاش وبقدم واحدة.

عم محمد مصيلحي، يريد أن يكافح ويجتهد ولا يـأخذ صدقة من أحد قائلًا: "هفضل اتعب وانحت في الصخر لغاية اخر نفس في عمري " على حد قولة، ولكن لا أحد يريد أن يوظفه في أي عمل نظرًا لظروفه الصحية وأيضا بسبب عمرة، وكل أمله في الحياة أن يأخذ تصريحا من محافظ القاهرة لكي يبني كشك في أي مكان لكسب العيش و لكي يستطيع أن يكمل تعليم ابنه الصغير يوسف وابنته الشابة التي أجلت تعليمها حتى تتحمل تكاليف مصاريف المنزل مكان والدها الذي لا يريد أن يوظفه أحد والتي على وشك الزواج".

بدأ عم محمد حديثه قائلا: "كنت طفلا ألعب وألهو مثل باقي الأطفال في الشارع و كلنا نشاط و حيوية و سعادة و لكن الله أخبرني في الـ15 من عمري عندما أصبت في حادثة في الشارع أثناء اللعب مع أصدقاء المنطقة أدت إلى بتر قدمي اليسرى , لم أحزن كثيرًا لأني أعلم أن الله يخبئ لي الأفضل و ظللت أعمل وأجتهد منذ ذلك الوقت حتى كونت نفسى و تزوجت أم يوسف و هدى وكلما كانت تشتد عليا الظروف كنت أعمل أكثر و أكثر حتى أوفر حياة كريمة لأولادي و لكني عندما أتممت ال 50 عامًا و أنا أعاني لا أحد يريد أن يوظفني لديه وتناثرت دموع ذلك المتفائل للوهلة الأولى و همهم قائلًا " أنا راجل عاجز برجل واحدة وعندي 50 سنة مين هيشغلني".

كل ما يريده عم محمد هو تصريح من محافظ القاهرة لكي يفتتح كشك لنفسه في أي مكان ليكسب منه بالحلال، ويستطيع أن يكمل رسالة تعليم أولاده و لكي تكون هذه أبسط هدية من الدولة لذلك المجتهد المتفائل ذو العكاز المتهالك و لكي يكون هذا الجزء المضيء الذي ظل يحلم بة سنوات طويلة صاحب الوجة البشوش و لكي يدونة في قصته التي ستكون ملهمة للجميع".