الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من حكايات الحرب.. بطولة الملك فيصل في أكتوبر 73.. وقصة الأسلحة السعودية التي دمرت إسرائيل

الملك فيصل بن عبدالعزيز
الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود

حرب أكتوبر.. ملحمة عربية ستبقى مثالا حيا على وحدة العرب وسجلا خالدا لانتصار مصر وأشقائها في الخليج وباقي الأقطار على العدو الصهيوني.

وتحل اليوم الأحد الذكرى 46 لملحمة 6 أكتوبر العظيمة التي وثقت بطولة قادة الخليج العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي كان له دور بارز في تأكيد النصر لمصر.
بطولة الملك فيصل
خاض الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية  (الذي حكم في الفترة من ١٩٦٤-١٩٧٥) حرب أكتوبر قائدا وبطلا أجاد استخدام أسلحته العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية من أجل نصر العرب وإعلاء كلمتهم. 

السلاح السياسي
بدأ دعم المملكة العربية السعودية لمصر من أجل النصر في المعركة المصيرية التي تستهدف مصر فيها استرداد الأرض ورد كرامتها وكرامة العرب عقب العدوان الإسرائيلي الغاشم في 5 يونيو 1967.

فور العدوان، طالب العاهل السعودي الملك فيصل قادة دول الخليج والأقطار العربية الأخرى بتقديم جميع أنواع الدعم للدول المعتدى عليها. 

كما طالب الملك فيصل بتخصيص مبالغ كبيرة؛ لتمكين تلك الدول من الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي.

ولم ينس المصريون كلمات الملك فيصل للرئيس جمال عبدالناصر إبان العدوان الإسرائيلي على أرض سيناء الطاهرة حين قال « يا جمال مصر لا تطلب وإنما تأمر».

السلاح الاقتصادي
انطلقت كلمات الملك فيصل من العاصمة السودانية الخرطوم حيث قالها في مؤتمر عقد لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على مصر والدول العربية الأخرى، إلى قلب الواقع؛ حين طلب مقابلة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون؛ لبحث موقف بلاده من إسرائيل، وكانت واشنطن حينها قد أعلنت عن  مساعدات عسكرية تؤمن للعدو الصهيوني الدعم على الأراضي التي اغتصبها في سيناء والقدس والأردن وسوريا.
 
وفي 17 أكتوبر 1973 بعد الانتصار العسكري الذي حققته القوات المصرية على الجبهة في سيناء والقوات العربية بالأراضي المحتلة الأخرى، قرر العاهل السعودي الملك فيصل استخدام سلاح بديل عن البارود فدعا لاجتماع عاجل لوزراء النفط العرب في الكويت، وأسفر عن قرار عربي موحد بخفض الإنتاج الكلي العربي للنفط 5%، وخفض 5% من الإنتاج كل شهر؛ حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967.

وأعلنت المملكة بإعلان وقف بيع البترول للغرب لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.

كما أعلن الملك فيصل عن تبرعه بمبلغ 200 مليون دولار للجيش المصري، ولم يكن ذلك فحسب هو ما قدمته المملكة ورجالها الأبطال، فقد دشن العاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبدالعزيز، إبان حرب أكتوبر المجيدة لجنة لجمع التبرعات لصالح الجيش المصري دعما للمعارك و المجهود الحربي في مصر. 

السلاح الدبلوماسي
سارعت الولايات المتحدة عقب أمر الملك فيصل بإرسال وزير خارجيتها هنري كيسنجر في زيارة عاجلة إلى الرياض في 8 نوفمبر 1973، في محاولة لإثناء السعودية عن موقفها الداعم لمصر وسوريا.

لم تجد مراوغات كسينجر مسلكا بين يدي الملك فيصل الذي أعلن بقوة عن أن «استئناف تصدير النفط للولايات المتحدة الأمريكية مرهون بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة».

السلاح العسكري
أمر الملك فيصل بمشاركة القوات السعودية في الحرب ضد إسرائيل على الجبهة في سوريا، في الجولان وتل مرعي.

وخاض الجيش السعودي معارك طاحنة في مواجهة جيش العدو الصهيوني.

كما أمر العاهل السعودي بإنشاء جسر لسلاح الجو الملكي لإرسال الجنود السعوديين إلى الجبهة في سوريا، كما أمر أيضا بإرسال قوات من لواء الملك عبد العزيز، وفوج مدفعية وفوج مظلات وسرية بندقية وسرية إشارة وسرية هاون، وفصيلة صيانة مدرعات، وسرية صيانة للجبهة السورية.

وأثناء اندلاع الحرب، أمر الملك فيصل أمراء ووزراء سعوديين للتوجه بزيارات لتفقد القوات المصرية على جبهة القتال وتقديم الدعم والمساندة للقادة والشعب المصري.


وترصد صور نادرة الملك فيصل برفقة الرئيس الراحل محمد أنور السادات على جبهة القتال في سيناء وأخرى تظهر القائد السعودي ايضا أثناء استعراض حرس الشرف للعبور للضفة الأخرى من القناة.



وترصد إحدى الصور النادرة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز خلال زيارة قام بها إلى مدينة السويس خلال الحرب المندلعة على الجبهة بين القوات المصرية الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني، وهو يتفقد المدينة والتي بدت مبانيها كأطلال إثر الدمار الذي تعرضت له أثناء العدوان الغاشم في 1965.


ويظهر في صورة ثالثة، الأمير سلطان بن عبد العزيز، وهو يتفقد مع قادة مصر العسكريين حينئذ تحصينات خط بارليف على الجبهة المصرية.



وفور تحقق النصر، ظهر الملك فيصل ليلقي كلمته التي خلدها التاريخ بتحقق النصر لمصر والعرب في معركتهم ضد العدو الصهيوني، وكلماته الرنانة التي تخلدت حين لم يعبأ بالغضب الأمريكي من القرار العربي الموحد والتهديدات التي لوحت بها دول الغرب بعقوبات وقطع علاقاتها مع المملكة، حين رد قائلا: «عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهم».

وأيضا أضاف: «إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها فى معارك الأمة المصيرية، واننا قد تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع اليها مرة اخرى وحرق ابار البترول بأيدينا والا تصل إلى ايد اعدائنا».