الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يخذل الأكراد بعد سنوات من الدعم.. تنديد ديمقراطي بموقف الرئيس الأمريكي.. العدوان التركي على شمال سوريا يفجر خلافات في واشنطن.. وتهديدات بعقوبات ثقيلة على أنقرة

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الديمقراطيون يتهمون ترامب بتعريض أكراد سوريا للخطر وخيانتهم
ترامب: حزب العمال الكردستاني أسوأ من تنظيم داعش
الجمهوريون يجهزون مشروع قانون لفرض عقوبات على تركيا

ندد المرشحون الساعون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية بقرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا وقالوا في مناظرة بولاية أوهايو يوم الثلاثاء، إنه عرض للخطر الأكراد حلفاء أمريكا القدامى في الوقت الذي مكّن فيه روسيا.

وفي أول مناظرة بين المرشحين الديمقراطيين منذ أعلن ترامب سحب القوات اجتمعت آراء المرشحين الاثنى عشر المشاركين في المناظرة في رسم صورة للرئيس الجمهوري باعتباره متهورا وخطرا على المصالح الأمريكية في مختلف أنحاء العالم.

غير أن البعض بمن فيهم إليزابيث وارن وهي من المرشحين التقدميين البارزين قالوا إنهم سيسعون أيضا إذا ما تولوا منصب الرئيس لوضع نهاية للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

وقالت وارن "أعتقد أنه كان يتعين علينا الخروج من الشرق الأوسط. لا أعتقد أنه يجب أن تكون لنا قوات في الشرق الأوسط".

لم تقل وارن، التي تهيمن حلول للسياسات الداخلية على برنامجها الانتخابي، كيف ستختلف عن ترامب في معالجة الوضع في سوريا. لكنها انتقدت نهج الرئيس في السياسة الخارجية ووصفته بأنه جانح.

وقالت وارن "لقد تزلف لحكام مستبدين واتخذ قرارات متهورة لا يفهمها فريق العاملين معه في كثير من الأحيان".

وأضافت "لقد تهرب من حلفائنا وأثرى نفسه على حساب الولايات المتحدة الأمريكية".

وانتقد بيرني ساندرز، وهو من المرشحين التقدميين أيضا وعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، ترامب لإعلانه الانسحاب في تغريدة على تويتر.

وقال "ما فعله هو تحطيم قدرتنا على توجيه السياسة الخارجية ورسم السياسة العسكرية لأنه لا أحد في العالم سيصدق هذا المصاب بداء الكذب".

ودافع ترامب عن تغيير دفة السياسة الأمريكية القائمة منذ فترة طويلة في سوريا في إطار خطة لسحب الولايات المتحدة من حروب "لا نهاية لها" في المنطقة.

غير أن منتقديه، بمن فيهم شخصيات رفيعة في الحزب الجمهوري، وصفوا قراره بأنه خيانة للأكراد الحلفاء الأوفياء الذين سقط منهم آلاف المقاتلين في الحرب على تنظيم داعش.

وفتح الانسحاب المفاجيء من شمال سوريا الباب أمام هجوم تركي عبر الحدود على المقاتلين الأكراد مما أرغم 160 ألف شخص على الرحيل عن بيوتهم، وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة، وأثار المخاوف من عودة تنظيم داعش.

كما سمح الانسحاب للرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا بالتقدم في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الأكراد ليمنحهما موطيء قدم في أكبر رقعة من أراضي سوريا ظلت خارج سيطرتهما خلال فترة كبيرة من الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.

وقال نائب الرئيس السابق جو بايدن، الذي ركز على خبرته الطويلة في السياسة الخارجية، إنه لو كان الرئيس لحمى الأكراد.

وأضاف "هذا أسوأ تصرف مشين من جانب أي رئيس في التاريخ الحديث من حيث السياسة الخارجية".

وقال بايدن إنه كان سينشر "غطاء جويا" لحماية القوات الأمريكية ويوضح أنها لن تنسحب.

وتابع "قادتنا عموما السابقون والحاليون يشعرون بالخجل مما يحدث هنا".

أما تولسي جابارد عضو الكونجرس عن هاواي فكان لها رأي مختلف. فقد ركزت جابارد، وهي ممن شاركوا في حرب العراق، في حملتها على إنهاء الحروب التي تشارك فيها الولايات المتحدة في الخارج لكنها تعرضت لانتقادات لالتقائها بالأسد ودفاعها عن نظامه.

وقالت "يد دونالد ترامب ملطخة بدماء الأكراد لكن هذا هو حال كثيرين من الساسة في بلادنا من الحزبين ممن أيدوا هذه الحرب الرامية لتغيير النظام في سوريا والتي بدأت في 2011، والكثير من وسائل الإعلام الرئيسية التي ناصرت حرب تغيير النظام تلك وهللت لها".

وتصدى لجابارد المرشح بيت بوتيجيج رئيس بلدية ساوث بيند بولاية إنديانا والذي خدم في قوات الاحتياط التابعة للبحرية الأمريكية في أفغانستان وسبق أن حث الكونجرس على إلغاء قانون تم إقراره بعد أيام من 11 سبتمبر عام 2001 ومهد الطريق لحملات على تنظيم القاعدة ومتشددي طالبان.

وقال بوتيجيج "المجزرة الجارية في سوريا ليست من عواقب الوجود الأمريكي بل من عواقب انسحاب وخيانة من جانب هذا الرئيس لحلفاء أمريكا والقيم الأمريكية".

وقال برايان كاتوليس الباحث الزميل المتخصص في الأمن القومي بمركز التقدم الأمريكي في واشنطن إن المرشحين لا يطرحون بديلا واضحا لترامب عندما يتعلق الأمر بقضايا السياسة الخارجية الصعبة بما في ذلك كيفية التعامل مع الإرهاب.

وأضاف "بدلا من ذلك لدينا ساحة ديمقراطية مالت نحو شعارات ’إنهاء الحروب التي لا نهاية لها’ دون طرح موقف واضح لما سيفعلونه فعلا عندما يتولوا الرئاسة".

ونقلت قناة "سكاي نيوز" عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليقه على الحملة العسكرية التي تشنها تركيا ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، بالقول إن الأكراد "ليسوا ملائكة"، وإن الولايات المتحدة "دفعت لهم الكثير" ليشاركوا في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلاده ستواجه العملية التركية تلك بفرض مزيد من العقوبات.

وفي تصريح صادم، قال ترامب إن حزب العمال الكردستاني، الخصم الأساسي لنظام أردوغان، أسوأ من تنظيم داعش الإرهابي.

وأضاف ترامب أنه إذا كانت روسيا ستساعد في حماية الأكراد فهذا شيء جيد وليس سيئا، معربًا عن أمله بأن تسوي سوريا وتركيا الموقف فيما بينهما.

من جانب آخر، قالت ليز تشيني النائبة بالكونجرس الأمريكي للصحفيين اليوم الأربعاء إن الجمهوريين في مجلس النواب يعتزمون طرح تشريع اليوم الأربعاء لفرض عقوبات على تركيا ردا على توغلها في سوريا.

ولا يسيطر الجمهوريون على المجلس لكن فرص تمرير هذا التشريع جيدة بعد أن أدان نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قيام تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بإثارة العنف.

وفي مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون، دعا السناتور الديمقراطي البارز تشاك شومر مجلس النواب للموافقة بسرعة على القرار لإحالته على الفور لمجلس الشيوخ.

وكان الرئيس دونالد ترامب الجمهوري قد أعلن فرض عقوبات على تركيا فرفع التعريفات الجمركية على وارداتها من الصلب وعلق صفقات تجارية ضخمة لكن العديد من المشرعين قالوا إن الرد الأمريكي يجب أن يصل إلى أبعد من ذلك.