الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الحرائق للاحتجاجات.. لماذا اشتعلت الأوضاع في لبنان

الاحتجاجات في لبنان
الاحتجاجات في لبنان

على مدار الساعات الماضية شهدت لبنان موجة واسعة من الاحتجاجات، لم تهدأ حتى ظهر اليوم، دفعت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى إلغاء اجتماع الحكومة الذي كان مقررا له اليوم في القصر الجمهوري بقرية بعبدا المطلة على العاصمة اللبنانية بيروت.

الاحتجاجات اللبنانية التي بدأت منذ الأمس، في مناطق عدة في لبنان، جاءت اعتراضا على ما وصفه المحتجون تدني الأوضاع الاقتصادية، ومرور البلاد بأزمة اقتصادية خانقة، دفعت الحكومة اللبنانية للتوجه لإقرار ضرائب جديدة على المواطنين، وسط توقعات باحتمال تراجع قيمة العملة المحلية اللبنانية "الليرة اللبنانية"، والتي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار.

سبب الاحتجاجات في لبنان

السبب الرئيسي لإشعال فتيل الأزمة وخروج اللبنانيون في احتجاجات واسعة في شوارع لبنان، جاء بعد تصريح وزير الإعلام اللبناني جمال الجراح: أن مجلس الوزراء اللبناني أقر فرض رسوم على المكالمات الخلوية عبر تطبيقات "واتساب وما سنجر وفيسبوك"، في إطار مساع الحكومة اللبنانية لزيادة الإيرادات في ميزانية 2020.

قرار الحكومة بفرض ضريبة 20 سنتا على التخابر عبر التطبيقات الخلوية، كان بمثابة الخطوة التي اعتبرها الكثير من اللبنانيون تحديا من الحكومة، مما أثار احتجاجات وتظاهرات حاشدة في العاصمة اللبنانية بيروت وعددا من المناطق اللبنانية الأخرى، للاحتجاج على رفض تلك الضرائب الجديدة، مما أثارت موجة غضب واسعة لم تهدأ حتى ظهر اليوم.

أعمال عنف في الاحتجاجات

المظاهرات اللبنانية التي اندلعت مساء الخميس، انطلقت من ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، وامتدت إلى ساحة رياض الصلح عند مدخل السرايا الحكومي استمرت حتى فجر الجمعة، لكنه سرعان ما عاود المحتجون التجمع مرة أخرى والتظاهر مع الساعات الأولى من صباح اليوم، وسط ارتفاع لسقف المطالب والتي بدأت بالمطالبة بإلغاء الضريبة الجديدة، ووصلت إلى المطالبة بإسقاط الحكومة.

لم تقتصر المظاهرات اللبنانية منذ اندلاعها مساء أمس على الهتافات، لكنها سرعان ما شهدت أعمال عنف وإشعال النيران، خاصة في الطرقات الرئيسية، والتي من بينها طريق اوتوستراد الذي يربط بين العاصمة بيروت ومدن الشمال، وتعطل حركة المرور فيه بشكل تام نتيجة اشعال النيران في الاتجاهين، باستخدام إطارات السيارات المشتعلة، بجانب قطع الطريق العام في بيروت باتجاه مدينة صيدا جنوب لبنان.

شعارات الاحتجاجات في لبنان

أعمال العنف وإشعال النيران التي بدأها المحتجون اللبنانيون سرعان ما دفعت الشرطة اللبنانية للتعامل معها، باستخدام الغاز المسيل للدموع، والتي وصلت إلى حد الاشتباكات، مما أسفر عن وفاة عاملين سوريين توفيا خنقا جراء دخان حريق أضرم في أحد الأبنية في مدينة بيروت وإصابة 60 عنصرا من الأمن الداخلي، إضافة إلى ما أعلنه الصليب الأحمر اللبناني بأنه عالج 70 مصابا ميدانيا ونقل 26 جريحا إلى المستشفيات.

المشاركون في الاحتجاجات اتهموا أركان الدولة اللبنانية بالفساد وإبرام صفقات على حساب المواطنين، مطالبين بضرورة استقالة الحكومة اللبنانية، وضرورة اقرار سياسات جديدة تؤدي لخروج البلاد من الأزمة المالية التي تعانيها مع إصلاحات اقتصادية للنهوض بالبلاد.

لم تقتصر المظاهرات اللبنانية على المظاهرات الحاشدة في الشوارع، لكنها سرعان ما تحولت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي لساحة للتعبير عن الرفض لسياسات الحكومة اللبنانية من خلال إطلاق هاشتاج #إيجا_وقت_نحاسب والذي تفاعل معه مئات الآلف من اللبنانيين، بجانب هاشتاج #لبنان_تنتفض

إغلاق المصارف والمدارس

المظاهرات اللبنانية الواسعة دفعت المصارف اللبنانية إلى إغلاق كافة البنوك اليوم، بجانب إصدار وزارة التربية والتعليم العالي أيضا بيانا بإقفال المدارس الرسمية والخاصة والجامعات بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد.

وتزامنا مع كل تلك الاحتجاجات، طالب حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع في بيان له، طالب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بتقديم استقالته، حتى سرعان ما تفاعلت معه وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية اللبنانية مي شدياق، معلنة أن وزراء حزب القوات اللبناني لن يشاركوا في اجتماعات الحكومة في محاولة من الحزب للتصعيد ضد سعد الحريري وإرغامه على الاستقالة.

رد الحكومة على الاحتجاجات

الحكومة اللبنانية عبرت عن استجابتها لتلك المطالب، من خلال ما أعلنه وزير الاتصالات اللبناني محمد شقير، من أنه لن يتم تطبيق تلك الضريبة، وأن الموازنة الجديدة لن تتضمن أي ضرائب أو رسوما جديدة، متهما أياد خفية بالوقوف وراء تلك الاحتجاجات متمنيا عدم اللجوء إلى أساليب تقضي على ما تبقى من اقتصاد.