الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لليوم الرابع .. عشرات الآلاف يتظاهرون في لبنان وسط هطول الأمطار.. والجامعة تعلق الدراسة.. والبنوك مغلقة.. الكشف عن الورقة الإصلاحية لـ الحريري .. ودعوات إلى إضراب عام شامل .. وتوقعات بزيادة المحتجين

مظاهرات في لبنان
مظاهرات في لبنان لليوم الرابع

وسائل الإعلام: أعداد المتظاهرين في ازدياد
وقفات احتجاجية في باريس وبرشلونة تضامنا مع المظاهرات في بيروت
الجامعة اللبنانية تعلق الدراسة وتؤجل الامتحانات
الحريري يحاول تهدئة الشارع اللبناني بالورقة الإصلاحية الاقتصادية
الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني يدعو لإضراب عام شامل


توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى جميع ساحات لبنان، لليوم الرابع على التوالي، اعتراضا على سياسات الحكومة الاقتصادية وللمطالبة باستقالة الحكومة، وسط توقعات بارتفاع عدد المتظاهرين في عطلة نهاية الأسبوع مقارنة بالأيام السابقة.

وقد أفادت وسائل الإعلام، بأن أعداد المتظاهرين اليوم أكثر من الأيام الماضية، مشيرة إلى وجود تظاهرات بكل مناطق لبنان واعتصامات في بعض البلدات.

وكان المتظاهرون في لبنان جددوا دعواتهم إلى مواصلة الاحتجاجات والاعتصام، الأحد، وسط العاصمة بيروت وبقية المدن حتى تحقيق مطالبهم. وقد تم نصب بعض الخيام في ساحة رياض الصلح، حيث أكد المعتصمون مواصلة التظاهر لليوم الرابع على التوالي، والمبيت في الشوارع.

كما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام بأن عددا كبيرا من المحتجين يتجمعون امام مسجد محمد الامين في وسط بيروت رافعين الاعلام اللبنانية ومكبرات الصوت تصدح بالاغاني الوطنية، وقد بدأت الامطار بالهطول.

ويرفع المعتصمون الإعلام اللبنانية فقط ويرددون ثورة ثورة، وناشدوا اخوانهم في سائر المناطق الشمالية فتح كل الطرقات ليتمكن الجميع من الوصول إلى ساحة عبدالحميد كرامي ومشاركتهم احتجاجاتهم ضد النظام.

وردا على ذلك، أقامت قوات الأمن اللبنانية حواجز من الأسلاك الشائكة في محيط ساحة رياض الصلح وسط بيروت، كما قامت باتخاذ إجراءات احترازية شملت إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري بالأسلاك.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية أنه تقرر إغلاق جميع البنوك الإثنين بسبب الاحتجاجات.

كماغ قررت الجامعة اللبنانية تعليق الدروس وتأجيل الامتحانات إلى موعد لاحق بسبب التظاهرات التي تشهدها البلاد.

وأصدرت رئاسة الجامعة بيانا قالت فيه: "نظرًا إلى الظروف التي يشهدها لبنان، يعلن رئيس الجامعة اللبنانية تعليق الدروس وتأجيل الامتحانات إلى موعد لاحق، على أن تتم متابعة القرارات الصادرة عن رئاسة الجامعة على موقعها الرسمي.. كما يتمنى من أهل الجامعة التعاطي مع الأحداث الراهنة بحس المسؤولية والوطنية الذي يعرفون به.. مع التمنيات بدوام العزة والازدهار لوطننا الحبيب لبنان".

وقد بدأت الاحتجاجات في كسب التعاطف خارج لبنان، حيث دعا متظاهرون في فرنسا إلى الخروج والتعبير عن تضامنهم مع نظرائهم في بيروت.

وأفادت وسائل إعلام عدة، بأن آلاف المغتربين اللبنانيين يحتشدون في العاصمة الفرنسية باريس دعما للمظاهرات الحالية في بيروت ضد الطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة، وضد الفساد والبطالة، وتردي الأحوال المعيشية.

كما قام عدد من أبناء الجالية اللبنانية بوقفة تضامنية في برشلونة احتجاجا على الوضع المعيشي الذي وصلت إليه البلاد.

ورفع أبناء الجالية الأعلام اللبنانية واللافتات وكتبوا عليها: "متحدون ضد الحكام الفاسدين من برشلونة نحن معكم".

وفي سياق المتصل، نقل تلفزيون "الميادين" اللبناني، تفاصيل الورقة الاقتصادية التي يناقشها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع الأطراف السياسة والتي تهدف إلى تهدئة الشارع اللبناني بعد 4 أيام من احتجاجات مستمرة وحاشدة.

وتتضمن مسودة الورقة الإصلاحية للحريري خفض جميع رواتب الوزراء وإلغاء جميع مخصصات النواب، ووضع سقف لرواتب ومخصصات كحد أقصى 10 ملايين ليرة، إضافة إلى فرض ضريبة على المصارف وشركات التأمين 25 %.

كما شملت الورقة الإصلاحية، خفض رواتب المدراء العامين بما لا يتجاوز 8 ملايين ليرة، ورفع رواتب القضاة بحد أقصى 15 مليون ليرة أي ما يعادل 10 آلاف دولار.

وعلاوة على ذلك، فقد تضمنت الورقة وضع سقف لرواتب العسكريين لا يتجاوز رواتب الوزراء وإلغاء جميع ما تم خفضه من معاشات التقاعد للجيش والقوى الأمنية؛ وتفعيل هيئة الرقابة الاقتصادية، وتقديم مصرف لبنان والمصارف الخاصة 3 مليار دولار لخزينة الدولة، وإلغاء بعض المجالس والوزارات كوزارة الإعلام".

وشملت ايضا وضع الحد الأقصى لمخصصات السفر إلى الخارج 3000 دولار مع موافقة مسبقة من مجلس الوزراء.

وتحتوي الورقة الإصلاحية للحريري أيضا دعم الصناعات المحلية ورفع الضريبة على الواردات التي لها بديل محلي، ومساهمة المصارف لإنشاء معامل الكهرباء ومعامل فرز النفايات والمحارق الصحية.

وحسب القناة اللبنانية، شملت الورقة أيضا "إلغاء كل أنواع الزيادات في الضرائب على القيمة المضافة والهاتف والخدمات العامة، ورفع السرية المصرفية عن حسابات النواب والوزراء والمسؤولين في الدولة، وخصخصة قطاع الاتصالات الحيوية، وإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة".

وبدوره، دعا الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، ​حنا غريب​، اليوم الأحد، إلى إضراب عام شامل اعتراضًا على الورقة الإصلاحية التي قدمها الحريري ووافقت عليها كل الكتل النيابية في البرلمان اللبناني.

وقال غريب، خلال مشاركته في التظاهرات الشعبية في رياض الصلح، إن "التحركات اليوم هي خارج الاصطفافات المذهبية والطائفية"؛ مؤكدا أن "الشعب اللبناني خرج اليوم من عباءته الطائفية والمذهبية وكسر حاجز الخوف الذي عايش اللبنانيين على مدى سنوات".

وفي المقابل، طالب غريب بإسقاط الحكومة وتحديد قانون انتخاب عادل وعصري كي يتمكن الشعب من انتخاب ممثليهم الحقيقيين إلى المجلس النيابي اللبناني وتشكيل حكومة اختصاصيين لإنقاذ ما تبقى من خلال استعادة الأموال المنهوبة.

وفيما تتواصل الاحتجاجات في الشارع، تتجه الأنظار اليوم إلى اجتماع مرتقب لمجلس الوزراء لمناقشة الورقة التي أعدها الحريري، والذي طلب من القوى السياسية القبول بها "قبل أن يكون هناك كلام آخر" بعد انتهاء مهلة الساعات الاثنتين والسبعين التي حددها في خطابه مساء الجمعة الماضية.