الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس الوقف السني بالعراق: داعش لن يعود مرة أخرى لهذا السبب.. وقطعنا خطوات كبيرة لعودة الفكر الوسطي والقضاء الطائفية.. والأزهر مؤسسة رائدة وتدعمنا

رئيس الوقف السني
رئيس الوقف السني بالعراق

رئيس الوقف السني بالعراق: 
داعش لن يعود مرة أخرى لأن العراقيين استوعبوا الدرس
الإفتاء المصرية قدمت منجزًا حقيقيًّا في إعادة تأهيل الوعي
الأزهر المؤسسة الدينية الرائدة التي دعمتنا ووقفت معنا
قطعنا خطوات كبيرة لعودة الفكر الوسطي للعراق والقضاء الطائفية 

على هامش مؤتمر الإفتاء العالمي، الذي انتهت فعالياته في القاهرة يوم الأربعاء الماضي، التقى «صدى البلد»، الشيخ عبد اللطيف الهميم، المفكر الإسلامي، ورئيس ديوان الوقف السني في العراق، للحديث عن آخر تطورات الأوضاع في العراق، وتقييمه لمؤتمر الإفتاء العالمي.

وأكد الشيخ عبد اللطيف الهميم،أن مواجهة الإرهاب والتطرف مسئولية مشتركة بين الشرق والغرب، واتهام الدين بجرائم الإرهاب والتطرف خطأ كبير، منوهًا بأن التطرف انحراف على هامش الفكر وليس دينًا في صلب العقيدة.

ونبه «الهميم» في حواره لـ«صدى البلد»، على أن ديوان الوقف السني في العراق قام بعملية إصلاح سواء على المستوى الديني وإعادة النظر في المناهج وصياغة الخطاب الإسلامي بما يرسخ للوسيطة وينبذ التطرف.. وإلى نص الحوار.


أخبرنا عن أحوال العراق الآن؟
العراق بخير ويعيش عملية انتقال نحو الأمن والسلامة، وداعش لن يعود مرة أخرى، لأن العراقيين أدركوا الدرس، ولا تزال ذاكرتهم مصابة بالوجوع من التنظيم الإرهابي الذي خرب اليابس والأخضر، فلن يسمح العراق لداعش ولا لأخواتها بالعودة.

هل انتهت الطائفية المذهبية في العراق، وما دوركم في نشر الوسطية؟
قطعنا خطوات كبيرة جدًا في عملية عودة الفكر الوسطي للعراق، والقضاء الطائفية، وديوان الوقف السني في العراق قام بعملية إصلاح سواء على المستوى الديني وإعادة النظر في المناهج وصياغة الخطاب الإسلامي بما يرسخ للوسيطة وينبذ التطرف، وكذلك تأهيل وعي الخطيب لأنه هو من يرسل المعلومة للناس.

الخلاف بين الطوائف المذهبية كان موجودًا في العراق من أعوام 2004 وإلى 2007، وأقول قد غادرنا هذا المستنقع أو في نهايته، والآن نؤسس ونبني من جديد نحن غادرنا الطائفية وإن شاء الله إلى الأبد.

ما دور الأزهر في نشر الوسطية بالعراق؟
إننا نتعاون مع الأزهر الشريف ولدينا تعاون كبير جدًا منذ 4 سنوات، فالأزهر المؤسسة الدينية الرائدة التي دعمتنا ووقفت معنا، وقدمت المنح الدراسية لطلاب العراق سواء ماجستير أو دكتوراه.

فلدينا تعاون مشترك مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ودور مصر رائد وقيادي، وتربطها بالعراق حبل سُري لا يمكن فصله إطلاقًا، وعلاقة بين البلدين ليست وليدة اليوم، بل هي تاريخية وثقافية، فمصر والعراق في خندق واحد.

كيف ترى المنهج الأزهري؟
المنهج الأزهري الصحيح خرج أجيالًا من «الأزاهرة» يحملون لواء الوسطية في شتى بقاع الأرض ومنها العراق، والأزهر الشريف جامعًا وجامعة، دأب على تقديم كافة أوجه الدعم العلمي، في مجال دعم ثقافة التعايش ونبذ العنف وبيان الصورة الصحيحة للإسلام بعيدًا عن المفاهيم المغلوطة والمضللة التي تؤدي إلى الانحراف الفكري.

ما تقييمك لمؤتمر الإفتاء الخامس؟
أوجه الشكر لمصر قيادة وشعبًا وحكومة وللدكتور شوقي علام مفتي الجمهروية، لدعوتي لحضور المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بعنوان الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، فدار الإفتاء المصرية قدمت منجزًا حقيقيًّا في إعادة تأهيل الوعي خصوصًا فيما يتعلق بالفتوى.

وأن يقام المؤتمر في مصر فيكون له مذاق خاص، فجميع الحضارات الخالدة الفرعونية والقبطية والإسلامية مرت عبر مصر التي تحفظ ذاكرة الأمة وتاريخ الأوطان، قراءة الكلمات في مصر لها مذاق مختلف ونكهة أخرى، ففي الزمن الاستثنائي لابد من ابتكار كلمات استثنائية، وتحتاج إلى عزف منفرد على ضفاف القلب"، مستكملًا "مصر خارطة معرفية استثنائية وظاهرة غير طبيعية هي الأنقى والأصفى والأطهر".

هل عنوان المؤتمر يلامس مشكلة مجتمعية؟
"عنوان المؤتمر -الإدارة الفقهية للخلاف الفقهي- يلامس مشكلة كبيرة، وعلينا أنَّ نواجه الحقائق وننبه إلى أنَّه بعد قرون طوال نحتاج إلى شعلة من الضوء ونحتاج إلى ثورة معرفية بحجم زلزال تنقلنا من الفوضى والحرب إلى السلام".

لا يتحقق أي منجز حضاري إلا بالثنائيات سالب وموجب، ذكر وأنثى، خير وشر، والإشكالية ليست في التعددية لأن التعددية حاكمة للمجتمع والتاريخ والإشكالية في إدارة التعدد والتنوع، شكرًا لك مصر فمن جذورك تأسس الأزهر ومنك انطلقت ثورة العقل في التحرير والتنوير».

لماذا انتشر الفكر المتطرف مؤخرًا؟ 
سبب انتشار الفكر المتطرف في الآونة الأخيرة يرجع إلى مجموعة من الأسباب بعضها عوامل داخلية وأخرى خارجية، ومن تلك العوامل الداخلية الإحباط السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكذلك الجانب الفكري والديني، أي أن هناك عوامل كثيرة تعمل في هذا الاتجاه على المستوى الداخلي بعضها فشل الدول في قيادة سياسات اقتصادية وتنموية حقيقية، ما أنشأ الفقر والبطالة وكذلك الإحباط السياسي، فلا مشروع سياسي قادر على إقامة النهضة لكثير من الدول، وهناك إحباط اجتماعي ومستوى متدنٍ من الفكر والوعى، وهناك عوامل خارجية صعبة ومعقدة أيضًا منها أن الغرب حقيقة لم يتعامل مع مشاكل العرب والمسلمين بطريقة عادلة وإنما عامل معها بطريقة المعايير المزدوجة.

كيف يمكن مواجهة التطرف في الفكر الذي تعاني منه الدول الإسلامية الآن؟
لتغيير هذا الواقع الذي نعايشه من تفشي الإرهاب، وانتشار الفكر المتطرف، مطلوب من الدول أن تعمل على بناء مجتمع تنموي عالٍ، وكذلك صياغة مشروع سياسي حقيقي على مستوى داخل الأوطان الإسلامية.

هل تقع مسئولية مواجهة الفكر المتطرف على الأوطان الإسلامية وحدها؟
بالطبع لا، فإن كان دور الأوطان الإسلامية مهم في مواجهة التطرف، فيمكن وضع هذا على مستوى الداخل، والمسئولية تتطلب أن تكون على جميع المستويات الداخل والخارج، فعلى مستوى الخارج يجب على الغرب أن يصحح مسيرته لأننا نعاني من القهر والتعسف الغربي، خصوصًا أنهم خاضوا حروبًا ضد العرب والمسلمين في أكثر من مناسبة ومفصل، وهى حروب غير عادلة مثل الحروب الصليبية وحروب محاكم التفتيش والاستعمار والحربين الأخيرتين.

هل ظهور الإرهاب مرتبط بالخطاب الديني الموجود؟
الإرهاب والتطرف ليس دينًا في صلب العقيدة، وإنما هو انحراف على هامش الفكر وأسبابه عديدة ومتنوعة وليس سببًا واحدًا، وبالتالي يجب معالجة المشكلة. 

اتهام الدين بأنه المحرك الأساسي للإرهاب والتطرف هو خطأ كبير ووهم كبير، فالفكر الديني ليس العامل الأساسي وإن كان واحدًا من الأسباب الرئيسية في هذا الموضوع، والتطرف له أسباب كثيرة ومتعددة ومتنوعة على أن يبقى موضوع الفكر الديني على قدر كبير من الأهمية، فليس السبب الأساسي للتطرف والإرهاب، هو الفكر الديني المنحرف، وإذا لم تتم معالجات حقيقية وجدية، فنحن الآن في الجيل الرابع سيصدر الجيل الخامس قريبًا.

هل يحتاج الخطاب الديني إلى التجديد؟
يجب على الخطاب الديني أن يمارس عملية تجديد داخلية، فالتجديد لم يعد طلبًا، وإنما أصبح ضرورة وحاجة ويجب أن يأخذ التجديد أبعاده ومداه والإصلاح على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي يجب أن يأخد مداه.

ما المقصود بتجديد الخطاب الديني؟ وما النقاط والأوجه الأساسية المطلوبة لهذا التجديد؟
واحدة من النقاط الأساسية لتجديد الخطاب الديني هي إعادة النظر في التعليم عمومًا والتعليم الديني، فنحن من الدول التي لم تهتم بالتعليم كثيرًا، فالبنظر إلى الموازنات في الوطن العربي والعالم الإسلامي سنجد ميزانية التربية والتعليم هى آخر الأولويات والتي يمكن التضحية بها في أي موازنة إذا احتاجت الدولة إلى ضرورات أخرى، وهذه مشكلة حقيقية، حيث إن إصلاح التعليم، فإذا كانت مدخلاته جيدة ستكون المخرجات جيدة والعكس صحيح.

فضلًا عن الذهاب إلى مشاريع عملاقة في سبيل استيعاب الطاقات الشبابية للقضاء على البطالة أو على الأقل تقليص حجم البطالة، وكذلك مكافحة الفقر بمشاريع اقتصادية وتوزيع الثروة بطريقة عادة، وكذلك مطلوب حزمة من الحقوق على مستوى الحقوق والحريات العامة على مستوى السياسات، فتوجد حزمة كبيرة يجب اللجوء إليها في سبيل مكافحة الإرهاب والتطرف.

نلاحظ اهتمامًا كبيرًا منكم بشأن فلسطين فما رسالتكم لدعم القضية الفلسطينية؟
يستطيع الطاغوت أن يقتلع وردة من حديقة أو يقتلع نخلة من بستان أو يدك جبلا هائلا لكن لم يستطع الطاغوت أن يمحو من ضميرنا ووجداننا أن القدس مدينة أكبر من أي مدينة، عاشت فلسطين حرة عربية أبية.