الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد حكم حبسها.. القصة الكاملة لمعلمة مصرية تسببت في وفاة طفل كويتي

الطفل عيسى العلوشي
الطفل عيسى العلوشي

أمرت محكمة الجنايات في الكويت، بحبس معلمة مصرية تدعى "نجلاء محمد"، المتهمة في قضية وفاة الطالب الكويتي عيسى البلوشي، سنتين مع الشغل بكفالة ألف دينار عن تهمتي الضرب والسب.

ووفقًا لصحيفة "الأنباء" الكويتية، فقد أحيلت المتهمة إلى المحاكمة بعدما استجوبتها النيابة بـ 4 تهم، وهي "الضرب المفضي لموت، وسوء معاملة طفل، وسبه، وسب والدته"، إلا أن المتهمة نفت التهم المنسوبة إليها. 

واستبعدت النيابة الكويتية، لاحقًا تهمة ضرب أفضى إلى موت؛ بسبب عدم وجود تحريات أو تقارير طبية تشير إلى حدوث الوفاة بسبب الضرب.

ونقلت "الأنباء"، عن محامي نجلاء، عبدالوهاب بن سلامة، قوله "إنه يعتزم استئناف الحكم قريبًا"، مشيرًا إلى عدم جواز تحريك شكوى سب بعد وفاة المجني عليه، كما أن شهادة زملاء الطفل المتوفى لم تتضمن تعرضه للضرب.

وأضاف "بن سلامة"، أن "التقارير الطبية الصادرة من لجنتين طبيتين أكدت استحالة حدوث وفاة الطفل بفعل تعرضه للضرب بل بسبب ظروفه الصحية".

كان الطفل عيسى البلوشي، الكويتي الجنسية، قد توفّي بعد عودته من مدرسته في منطقة "الروضة"، منطقة من مناطق محافظة العاصمة، واتهم ذوو الطفل المعلمة؛ لتوبيخها إياه رغم علمها بظروفه المرضية، الأمر الذي نفته المعلمة أثناء التحقيقات التي دارت معها بناء على البلاغ.

وأخلت النيابة العامة في الكويت سبيل المعلمة المصرية منذ شهر أبريل من العام الماضي، بعد أن أكدت التقارير الطبية والتحريات أن الوفاة طبيعية، ونفت وجود أي شبهة جنائية حولها، ليتم إحالة القضية إلى محكمة الجنايات في نهاية 2018، والتي قضت بحكمها المتصدر برئاسة المستشار أحمد الياسين.

والعام الماضي، نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن والد الطفل، ثامر البلوشي، قوله إن "ولدي كان يراجع المستشفى بصفة دورية باعتباره حالة خاصة، وأبلغنا المدرسة بهذا الأمر، وفي اليوم الذي حصلت فيه الهوشة مع المعلمة، كان يبي يدق تلفون، ورد من المدرسة مجهدًا، ورفعنا قبل وفاته شكوى إلى المنطقة التعليمية، خصوصًا أنه قال ما أبي أداوم"

وأضاف: "سمعنا أن أولياء أمور يشتكون من طريقة المعلمة المصرية، وأنا تربوي ومعلم لمدة 17 سنة، ولدي ماجستير في التربية وعلم النفس الرياضي، وإذا كان لدي طفل حالة خاصة فسأتعامل معه بطريقة خاصة، ولو حتى يتنطط فوق الطاولات، في هذه الحالة أترك الأمر للإدارة تتعامل معه، أو أستدعي ولي أمره وأتحدث معه، مو أعتدي عليه على أنه شخص كبير، مو طفل عمره 9 سنوات مايقدر يدافع عن نفسه بكلمة".

وتابع: "المعلمة طقت عيسى وسحبته ودزته إلى الطوفة وسحبته من أذنه وقطته بره الصف، ولما راحت والدته تشوف الموضوع غلطت عليها، والمديرة المساعدة كانت موجودة وشاهدة على الواقعة، ومن حقنا أن نسأل عن ولدنا إذا تعرض للإهانة والضرب، لابد نستفسر ونحاسب، فولدي حالة خاصة، لكن المعلمة ردت بأن ولدي قليل أدب، واعملوا اللي انتوا عاوزين تعملوه، ثم توفي ثاني يوم"، مضيفًا: "لقضية حاليًا مثارة وتلقيت اتصالات من الإمارات وعمان والسعودية ومن نواب في مجلس الأمة، وبعد انتهاء العزاء إن شاء الله سأتقدم بشكوى وأرفع قضية ضد وزارة التربية وإدارة المدرسة والمعلمة".

وقبل تصريحات والد الطفل الكويتي، قررت وزارة التربية الكويتية فتح تحقيق شامل لمعرفة ملابسات الوفاة، مؤكدةً "حرصها الشديد على جميع أبنائنا الطلبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمنهم وسلامتهم"، فيما أمر وزير التعليم الكويتي، حامد العازمي، بإحالة المعلمة المتهمة إلى التحقيق واتخاذ الاجراءات القانونية بحقها إن ثبت تورطها.

من جانب آخر، قالت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بالإنابة ليلى الشريف لـ"الراي" إن "المعلمة لم تضرب الطالب، والوفاة كانت طبيعية وقضاء وقدرًا في منزل ذويه، لكن المعلمة قامت بسحبه من قميصه حين أراد الاستئذان إلى دورة المياه»، مؤكدة أن«مديرة المدرسة على علم بالحالة الصحية للطالب ومن المفترض أنها أبلغت جميع المعلمات بذلك".

وكانت "الراي" قد نقلت عن مصدر أمني قوله: "تم تسجيل قضية وفاة طبيعية في مخفر منطقة السرة وذلك لعدم وجود أي قضية أو اتهام بحق المعلمة"، فيما نقلت عن مصدر تربوي آخر قوله: "تصرف المعلمة المتهمة مع الطالب كان متعسفًا، إذ إن الطالب المصاب بالقلب يضطر إلى الذهاب بين الحين والآخر إلى دورة المياه، لكنها منعته من الذهاب إليها بقولها (ما تتدلعش كلكو عندكو إعاقات متوسطة)، الأمر الذي أدخل الطالب في نوبة بكاء خلفت شعورًا نفسيًا لديه حمله معه في قلبه إلى أسرته التي آلمها الموقف".

وأضاف المصدر: "فتوجهت والدته في اليوم التالي إلى منطقة العاصمة التعليمية لتسجيل شكوى كاملة بحق المعلمة متهمة إياها بالسب والقذف، إلا أنها فوجئت حين عودتها بسقوط فلذة كبدها في دورة المياه فحملته مسرعة إلى المستشفى إلا أن إرادة الله سبحانه وتعالى شاءت له مفارقة الحياة".