الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا على صفيح ساخن.. آبي أحمد ينقلب على حليف سابق ويهدد مالكى وسائل الإعلام: عندما نكون في ورطة فأنتم لا وجود لكم هنا.. مواجهات مع الشرطة في أديس أبابا ومدن رئيسية.. وإطلاق نار وسقوط قتيل ومصابين

احتجاجات إثيوبيا
احتجاجات إثيوبيا

  • ناشط يتهم الأمن الإثيوبي بتحريض بلطجية على اقتحام منزله
  • جوهر محمد لعب دورًا في وصول آبي أحمد إلى رئاسة الوزراء
  • رئيس الوزراء الإثيوبي حذر مالكي وسائل الإعلام من إثارة القلاقل

ذكرت إذاعة "فويس أوف أميركا" أن آلاف المحتجين خرجوا إلى الشوارع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومدن رئيسية أخرى، احتجاجًا على حصار قوات الأمن الإثيوبية لمنزل الناشط السياسي جوهر محمد بالعاصمة، ومحاولتها إبعاد أفراد حرسه الخاص عن منزله.

وتجمع أكثر من ألف متظاهر في محيط منزل جوهر محمد للتصدي لقوات الشرطة الإثيوبية ومنعها من إبعاد حرسه الخاص، حيث اتهم الناشط قوات الأمن بمحاولة إخلاء الطريق لمجموعات من البلطجية لاقتحام منزله.

وكتب محمد على صفحة يديرها بموقع "فيسبوك": "لماذا حاولوا إبعاد حرسي الخاص في الليل؟ عندما كانوا يريدون تغيير أفراد حراستي في الماضي كانوا يبلغونني أو يبلغون قائد حرسي. ما الذي تغير؟".

ونفى مفوض الشرطة الجنرال إنديشاو تاسيو أن يكون الناشط جوهر محمد مستهدفًا، وأوضح أن تغيير طواقم الحراسة الخاصة إجراء يسري عليه وعلى غيره من الشخصيات.

وأضافت الإذاعة أن الناشط جوهر محمد المولود في إثيوبيا والذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، لعب دورًا أساسيًا في وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى السلطة عام 2018، وقد عاد من الولايات المتحدة إلى بلاده في العام ذاته.

وبينما تجمع المئات حول منزل جوهر محمد في أديس أبابا، خرج متظاهرون في مدن رئيسية من ولاية أوروميا، مثل أداما وشاشامين وجيما وآمبو وهرار.

وتابعت الإذاعة أن التطورات الأخيرة في إثيوبيا تثير تساؤلات حول مدى نجاح حكومة آبي أحمد في فرض الأمن والاستقرار، لا سيما في ولاية أوروميا التي تضم العاصمة أديس أبابا.

فبحسب إذاعة "إن بي آر" الأمريكية، لقي شخص مصرعه وأصيب نحو عشرين آخرين في اشتباكات مع الشرطة بالعاصمة أديس أبابا أمس، الأربعاء.

ولم يفلح إنكار الشرطة محاولتها إخلاء الطريق لاقتحام بلطجية منزل جوهر محمد في تهدئة المحتجين المؤيدين له.

وأضافت الإذاعة أن المفارقة تكمن في نشوب تلك الاحتجاجات الواسعة، بعد أقل من أسبوعين على فوز رئيس الوزراء آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام.

ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهدي عيان من سكان مدينة أداما الإثيوبية أنهما سمعا صوت طلقات نارية، وسط احتجاجات شهدتها المدينة.

وبدأت الاحتجاجات في مدينة أداما التي تقع على بعد 90 كم جنوب شرق العاصمة، وفي مدن أخرى في منطقة أوروميا، بعد تجمع مئات من أنصار الناشط الإثيوبي، جوهر محمد، خارج منزله في العاصمة صباح امس الأربعاء، بعد ساعات من تطويق الشرطة له.

وأشارت الوكالة نقلا عن شهود إلى أن 400 شاب على الأقل انضموا للاحتجاج عند المنزل الذي يقع في العاصمة أديس أبابا، ورددوا هتافات داعمة للناشط جوهر محمد ومناهضة لآبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام هذا العام.

وأوضح الشهود أن نحو 24 من أفراد الشرطة الاتحادية طوقوا المنزل ليل الثلاثاء، وأجبروا الحرس الشخصي لجوهر على مغادرة المكان.

ولم يتضح لماذا تم تطويق منزل الناشط، لكن رئيس الوزراء كان قد حذر في كلمة له أمام البرلمان، في وقت سابق يوم الثلاثاء، من يملكون وسائل إعلام من إثارة قلاقل.

وقال آبي أحمد: "ملاك وسائل الإعلام الذين لا يحملون جواز سفر إثيوبيا يلعبون على الاتجاهين. عندما يسود السلام تتواجدون هنا وعندما نكون في ورطة فأنتم لا وجود لكم هنا".

وأضاف: "حاولنا التحلي بالصبر. لكن لو كان ذلك سيقوض السلام ووجود إثيوبيا، فسواء كنتم تتحدثون الأمهرية أو لغة أوروميفا، سنتخذ الإجراءات اللازمة. لا يمكنكم اللعب على الاتجاهين".

والأمهرية وأوروميفا هما لغتا أكبر الجماعات العرقية في إثيوبيا.

ويحمل جوهر محمد جواز سفر أمريكيا، وهو مؤسس شبكة أوروميا الإعلامية المستقلة، وله حضور نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابع حسابه على فيسبوك نحو 1.4 مليون شخص، وسبق لجوهر أن استخدم هذا الحساب في تنظيم إضرابات واحتجاجات.

وعاد جوهر محمد، الذي يروج لأيديولوجية (أورومو أولا)، لإثيوبيا من الولايات المتحدة، في أغسطس من العام الماضي، بعد بضعة أشهر من تولي أبي أحمد منصبه، والأورومو هي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، وينتمي لها كل من آبي أحمد وجوهر محمد.

واكتسب جوهر محمد شعبية معتبرة، ولُقب بـ "بطل الأورومو"، والأورومو هي أكبر مجموعة إثنية في إثيوبيا، بعد تحريضه من موطن إقامته بالولايات المتحدة على الاحتجاج ضد نظام حكم الأقلية الذي حكم البلاد لمدة 30 عامًا قبل انتخاب آبي أحمد، وكان لتأييد جوهر محمد لآبي أحمد تأثيرًا كبيرًا ساهم في وصول الأخير إلى منصبه الحالي.