الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من لبنان للعراق.. مطالب واحدة ورفض حكومي متشابه.. إيران تحاول الالتفاف على المطالب الشعبية بتقسيم المتظاهرين طائفيًا.. وإصرار من المحتجين على المقاومة

مظاهرات لبنان
مظاهرات لبنان

توسع الاحتجاج بالعراق ولبنان.. والمحتجون يقطعون الطرق ويواصلون الاعتصامات
عون رفض الاستجابة لمطالب المحتجين.. وعبدالمهدي لم يقبل فكرة الإستقالة
استمرار المظاهرات بزخمها الحالي ضرب لأهداف إيران.. ونجاح للمحتجين

وفق ما ذكره محللون، لا تشير الحالة المشتعلة في لبنان والعراق بحلٍ قريب رغم استمرار الاحتجاجات والبقاء في الشوارع لأن معطيات الحل موقوفة على أشخاص لا يسعون للحل، ففي لبنان يؤكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون على ضرورة توقف المتظاهرين عن مطالبهم وأنه طالما هو في السلطة فسيعمل على الحل، بينما لم يختلف كثيرًا عن ذلك، رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الذي رفض الإستقالة من منصبه على وقع الاحتجاجات، مفضلًا الاستمرار بمنصبه وعدم الإلتفات لمطالبات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

تبدو خطوط الأزمتين اللبنانية والعراقية مع الوضع في الحسبان اختلاف وطبيعة تحركاتها، إلا أن أسباب إنطلاقهما واحدة، في الاحتجاج على فساد المسئولين والتغول الإيراني في البلدين.

ورغم عدم وجود توقع يقول بما ستكون عليه نتائج الاحتجاجات في البلدين، وإن كانت التوقعات في أغلب الأمر متواضعة، إلا أن نجاحهما الأهم هو في ضرب وجود النظام الإيراني في البلدين، وإضعاف مركزه في هذين البلدين.

في لبنان، لبّى آلاف اللبنانيين أمس، في الأحد الثالث لانطلاق الاحتجاجات الشعبية، الدعوة للتظاهر تحت عنوان «أحد الوحدة» و«أحد الضغط»، داعين إلى الإضراب العام، اليوم (الاثنين)، بهدف مواصلة الضغط الشعبي من أجل الإسراع بتحديد موعد للاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد، بعد استقالة سعد الحريري، وتحقيق المطالب الأخرى التي انطلقت الثورة من أجلها.

في غضون ذلك، وفي منطقة بعبدا، شرق العاصمة، تجمّع آلاف الأشخاص أمس على الطريق المؤدية إلى القصر الرئاسي تعبيرًا عن دعمهم للرئيس ميشال عون، رافعين الأعلام اللبنانية وأعلامًا برتقالية ترمز إلى «التيار الوطني الحرّ»، وخاطب عون الحشد في الذكرى الثالثة لتوليه منصب الرئاسة، ودعا إلى تشكيل حكومة جديدة من وزراء ذوي «كفاءة وخبرة»، كما دعا «الجميع إلى الاتحاد».

وفيما كانت المظاهرة المركزية في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في وسط بيروت، التي توجّه إليها مواطنون من مناطق عدة، لم يكن المشهد مختلفًا كثيرًا في الساحات التي اعتادت على التظاهر منذ 17 أكتوبر، من الشمال إلى الجنوب والبقاع والجبل.

ومنذ ساعات، بدأت استعدادات المواطنين في المناطق للمشاركة في التجمعات، حاملين الأعلام اللبنانية والشعارات المنددة بالفساد والداعية إلى المحاسبة والإصلاح، هذا علاوة على إغلاق طرق عدة في بيروت أمام الحركة المرروية، واشتباك الأمن مع المتظاهرين في بعضها لفتح الحركة المرورية.

أكد عدد من المشاركين، الاستمرار في التظاهر والاعتصام حتى تحقيق المطالب، وسط دعوات إلى الإضراب العام وإقفال الطرقات في كل المناطق «حتى يتم تشكيل الحكومة».

وفيما لبنان يواصل اشتعاله، تواصلت المظاهرات بالمدن العراقية خلال الساعات الماضية من ليل الأمس والتي تجلت بموقف الاعتداء على القنصلية الإيرانية في كربلاء، والمطالبة بـإسقاط النظام للأسبوع الثاني على التوالي، وأغلق المحتجون شوارع في العاصمة العراقية وسط دعوات شعبية للإضراب العام.

وقطع محتجون، طرقا وشوارع رئيسة في العاصمة العراقية بغداد، لا سيما طرق غربي العاصمة، وذلك لشل حركة التنقل، كما أوقفوا طريقا وقطعوه يوصل إلى مصفاة نفط بالبصرة.

وتأتي هذه الخطوة، وسط دعوات شعبية لإعلان الإضراب العام والعصيان المدني العام، بهدف إجبار حكومة عادل عبد المهدي، على الاستقالة، وتنفيذ مطالب المتظاهرين.

وخلال ذلك، يستمر إضراب المدارس لأسبوع جديد بدءا من الأحد بدعوة من نقابة المعلمين، على الرغم من تهديد وزارة التربية بإعفاء إدارات المدارس التي تستجيب للإضراب.

رفض محتجون في محافظة البصرة جنوب البلاد اليوم، دعوة قيادة عمليات البصرة بالابتعاد عن ميناء أم قصر الشمالي والجنوبي، مؤكدين أن تغيير نظام الحكم في البلاد هو الشرط الرئيس لاستئناف عمل الميناء.

تعهد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن قيس المحمداوي، بوقف كافة محاولات قمع المتظاهرين المعتصمين وسط العاصمة العراقية بغداد، وقال إنه "سيتظاهر معهم للمطالبة بحقوقنا".

وخلال توجهه إلى ساحة التحرير وسط بغداد، بين حشد من المتظاهرين قال المحمداوي: "المتظاهرين أولادنا وقد أوصلوا رسالتهم، ومطالبهم مشروعة، وأنا كقائد عمليات بغداد والقطعات الأمنية، أقول إننا معهم".

وأضاف "هناك نسبة قليلة جدا لا تتجاوز 1 بالمئة تحاول تحريف المظاهرات عن مسارها لكن المتظاهرين السلميين هم من يتصدون لهم قبلنا لضمان سلامتهم".

وتعهد المحمداوي بأن "القوات المتواجدة على السياج ستنهي موضوع الدخان، قنابل الغاز المسيلة للدموع والهراوات نهائيا، لأنها لا تليق بالمتظاهرين، بل هم يستحقون أن نهديهم الورود ونقبل أياديهم قبل جبينهم".

وشدد على أنه "انتهى ضرب المتظاهرين وقد أصدرت أوامر بمنع ذلك، وأنا متظاهر معهم ونطالب بحقوقنا جميعا، لكن على المتظاهرين منع المجموعة الصغيرة التي تريد تضييع هذا الصوت المدوي".

واختتم المحمداوي مخاطبا المتظاهرين "استمروا في المظاهرات وطالبوا بحقوقكم".

وطالبت قيادة عمليات البصرة، المحتجين بالابتعاد عن ميناء أم قصر المغلق منذ أربعة أيام من قبل المتظاهرين، مشيرة إلى أن إغلاق الميناء تسبب في تأخر وصول الأغذية والأدوية.

ويشهد العراق، منذ 25 أكتوبر الماضي، موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة، وهي الثانية من نوعها خلال الشهر ذاته، وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة خلفت 250 قتيلا على الأقل فضلا عن آلاف الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى.

وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة؛ إثر استخدام العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.

وتقول الاحتجاجات في لبنان والعراق إن المظاهرات خرجت كلها بشكل عفوي دون توجيه أحد إلا أن إيران والموالين لها يسعون إلى إنهائها من خلال اتباع أهم وأقدم وسيلة، وهي فرق تسد، بتقسيم النحتجين طائفيًا ودينيًا، ليسهل تفريغ الاحتجاج من مضمونه.