محمد أبو المعارف يكتب.. الرمز الدينى ومعيار الناقد
المتعارف على الرمز عرفيا أنه العلامة البارزة والنموذج الأمثل الذى ترقبه جميع الأنظار وتتلمسه غالبية الإشارات وإلى هنا لا إشكال فى ذلك المعنى.
ولكن حينما ينتقل معنى الرمز من كونه رمزاََ عامًا أو إشارة عامة من دلالته اللغوية أو حتى العرفية ، إلى التعبير عن شخص بعينه فى جانب من الجوانب أو إطار من الأطر أو منحى من المناحي
دينية كانت أو ثقافية أو فنية ....إلخ
هنا يكمن دور الفصل بين عديد من مزاولي النقد .
فى شتى طرق تناول هذا الرمز نقدًا إيجابًا أو سلبًا
والفصل هنا بمعنى طريقة النقد ومنهجيتها علميًا وثقافيًا وأخلاقيًا
علميًا : من حيث كون الناقد صاحب كلمة مفصلية ركازها العلم ومنهجية التأصيل العلمى قطعيًا لا ظنيًا
وهو الحد الأقصى المعتبر فى تناول الناقد .
وثقافيا :
وأقصد هنا الثقافة العلمية لا الثقافة الإجتماعية التى مبناها على معايشة كل شعب بطريقته المعاشية
من حيث كون الناقد يدلى بدلوه من حيث وجهة نظره ليس أكثر
وهو الحد الأوسط فى النقد لاعتبار كون النقد نفسه صحيحًا من غيره لاعتماد المثقف علميًا على خلفيته الثقافية
وربما يكون مصيبًا إذا وافق نقده علمًا منهجيًاحقيقيًا متأصلًا
وربما يكون مخطئًا إذا لم يوافق .
وأخلاقيًا : وهو الحد الأدنى فى النقد
من حيث اعتماد الناقد ( الجاهل بعلمه ) ، ( أو صاحب علم عام ونظرة ثقافية عامة غير قطعية المنهج )
يكون الاعتماد على الجانب الأخلاقي فقط دون النظر والاكتراث والوعى والفهم والإدراك لمنهج النقد
وهنا لا بد من توضيح مهم
إذا كانت الإخلاق فى الناقد متجذرة ومتعمقة فى الثوابت العلمية والثقافية فهذا جانب .
وإذا كانت فاقدة لِهُوية العلم والثقافة من جهة أخرى فهذا جانب آخر .
ومعلوم قطعا :
أن الناقد العالم المثقف ذا الخلق أفضل وأقوى تأثيرًا من نقيضه أى عكسه
فهلا ارتاحت العقول
وخفت الألسن
فى معيار النقد وأخذ كل ذى حق حقه من معيار النقد
فهذه معايير النقد حتى يرى كل ناقد حظه من ذلك المعيار
فالكلمة أمانة
والحذر الحذر
من كلمة هنا أو هناك بحق أو بغير حق
ومن وراء ذلك كله إله عادل حكيم يقتص لعباده يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
هدية إلى حضرة مولانا إمام الدعاة
فضيلة الإمام الشيخ
محمد متولى الشعراوى