لكل اسم حكاية.. تل المقدام في الدقهلية مدينة الأسد الأثرية

تظل محافظة الدقهلية زاخرة بآثار وتاريخ لا ينسى، حيث بها آثار ومناطق أثرية رائعة ومميزة منها" تل المقدام" وهو أحد التلال الأثرية الممتدة فى أراضى الدلتا الخصبة والذي صنعته يد الإنسان المصرى القديم عندما كان يشق طريقه ويصنع حضارة عريقة.

ويتبع تل المقدام، مركز ميت غمر وتبلغ مساحته حوالى مائة فدان تقريبا ويقع بالقرب من قرية المقدام التي تبعد عن مدينة ميت غمر حوالى عشرة كيلومترات شرقا وهو موقع مدينة (ليونتو بوليس ) القديمة التى كانت مدينة هامة في الإقليم الحادى عشر من أقاليم مصر السفلى عاصمة هذا الإقليم خلال العصر البطلمى وكانت هذه المدينة تتحكم فى المحور الشمالى الجنوبى للفرع المنديسى وفى النقطة القريبة من اتصاله بفرع دمياط وتقع على الطريق البرى الشمالى المتجه شرقا وغربا.

ويوضح الدكتور محمود المحمدى الباحث فى علم المصريات واللغة المصرية القديمة أن معظم التلال الآن أصبحت أرضا منخفضة على عكس ما ذكره (نافيل) عندما اجرى حفائر فى هذا الموقع سنه1892م وذكر أنه تل مرتفع يكاد يصل إلى ارتفاع 60 قدما يصعب على المرء أن يجد طريقه خلاله.

وأضاف "المحمدي" أن الإله (ماى حسى) الذي يرمز له بالأسد هو أحد الآلهة الرئيسية فى المدينة ولهذا عرفت المدينة فى العصور اليونانية باسم (ليونتوبوليس) أى مدينة الأسد التى ذكرها المؤرخ سترابون كانت عاصمة المقاطعة الحادية عشرة من مقاطعات مصر السفلى والتى ربما يكون اسمها القديم كما يعتقد تا-رمو والذى يعنى أرض السمك أو إقليم السمكة.

وفي عام 1915م عندما تم الكشف عن مقبرة الملكة كاما ام الملك أوسركون الرابع بلفائف الكتان التى لم تمس وكل مجوهراتها وأصبح واضحا أن أهمية هذه المنطقة قد استمرت حتى العصر المتأخر (الأسرة الثانية والعشرون) وهناك إشارات تؤكد أن تل المقدام كان مقرا لملوك الأسرة الثالثة والعشرون وربما أيضا المكان الذي دفنوا فيه والمعروف أن الإله ماى حسى كان الإله المحلى وكان له معبد ويعتقد أن هذا المعبد يقع فى الجزء الشرقى من الأطلال الموجودة فى تل المقدام وقد واجه هذا المعبد الكثير من التدمير عبر العصور المختلفة.