الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لكل اسم حكاية.. مدينة بورفؤاد أنشئت بفرمان خديوي وامتداد سكني في بورسعيد

مدينة بورفؤاد
مدينة بورفؤاد

ترجع فكرة إنشاء مدينة بورفؤاد في بورسعيد، إلي قرار إدارة كوبانية قناة السويس بإنشاء مدينة جديدة على الضفة الشرقية " الآسيوية " لمدينة بورسعيد، عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى بهدف تسكين العمال والموظفين العاملين بها.

وبدأ تنفيذ إنشاء بورفؤاد فى عام 1920 , على مساحة 682 فدانا .وتم أنشاء حوالى 300 مسكن كبدايه للعمران السكني .

ولم يكن قد أنشئ فى هذه الناحية فى ذلك الوقت سوى مبنى الحجر الصحى الذى تم انشاؤه فى عام 1901 .وكان الافتتاح الرسمي للمدينة فى 21 ديسمبر من عام 1926 ، وحملت اسم فؤاد ، الملك الحاكم وقتئذ .

وخططت بورفؤاد على نمط المدن الحدائقية ، وهى عبارة عن نسيج عمراني فى صورة مربعات ، تخترقها خطوط مائلة بزاوية 45 درجة ، وفقا للقواعد التى كانت تدرس بمدرسة الفنون الجميلة بباريس . وتتميز شوارعها بالاتساع وتكسوها الخضرة ، وتزينها الأشجار ، كما زودت بمتنزه جميل .

وخصص بالمدينة حيان الأول حي سكني للعمال والموظفين ، عبارة عن مساكن شبه متلاصقة ارتفاعها دوران . وتم تخصيص حديقة صغيرة لكل مسكن مزروعة بالأشجار التي نضجت الآن وتقدمت فى العمر ، وتكثر بها أشجار المانجو .

وكما جرى العرف فى كل مدينة عمالية منظمة ، أن المنازل التى تقع على النواصى او على رأس الشارع تكون مخصصة لرؤساء العمال ، بحيث يتمكنون بهذه الطريقة من متابعة العمال التابعين لهم بسهولة أكثر .

كانت هناك طريقتان لبناء هذه المساكن ، فهناك الشريحة الأولى المخصصة لمساكن الموظفين التى بنيت بالحجر الرملى، تصل بينها فواصل كبيرة ظاهرة ، وكانت الشرفات تبنى بالخشب .

اما الشريحة الثانية المخصصة لمساكن العمال ، فتمتد على مساحة أوسع بكثير ، وهى مكونة من منازل تبدو متشابهة مع مبانى الشريحة الأولى ، وان كانت قد بنيت من قوالب الطوب الأسمنتى ، وهى ذات شرفات تحملها كوابيل من الخرسانة المسلحة ، ويفصل هاتين الشريحتين السكانيتين طريق فسيح تكتنفها الأشجار من الجانبين بصفة عامة ، فان الثراء فى عناصر اللاند سكيب والزراعات ، وتميز المباني القائمة ، لخير دليل على وجود رغبة صريحة وواضحة لتكوين مجموعة عمرانية ذات سمات متنوعة ومتميزة . بما يدل على غنى إمكانيات شركة القناة من جانب وعلى مدى الاهتمام الذى كانت توليه الشركة لراحة العاملين بها من جانب آخر .

وجاء الحى الآخر ، ويقع على مسافة قريبة من هذه المساكن ، ليخصص مجتمع سكنى الكوادر الأعلى من القباطنة والمهندسين والإداريين فى الوظائف العليا ، وهى عبارة عن فيلات لكل منها تصميم مميز ومختلف عن بعضها البعض ، وتعزل الواحدة عن الأخرى بحدائق فسيحة ، تحيط بها من كافة الأرجاء .

وتصل بينها شوارع تكاد تكون مخصصة لها . أما أجملها، والتى يمكن تمييزها اليوم عن طريق المصبعات الخشبية الكبيرة التى تحجب شرفة الطابق العلوى وجمال الطراز المعماري وروعته و صلاحيته الصحية وقع الأختيار عليها كمقر للراحل محمد أنور السادات رئيس الجمهورية بغرض الاستجمام .