الذكرى الـ 63 لعيد استقلال المغرب.. ملحمة تاريخية لنيل الحرية
يخلد الشعب المغربي 18 نوفمبر من كل عام، ذكرى عيد الاستقلال، كتتويج لملحمة بطولية قادها الشعب وملك المغرب ضد المستعمر الفرنسي.
وتجسّد ذكرى عيد الاستقلال الخالدة أسمى معاني التلاحم من أجل الحرية والكرامة، وخوض معارك البناء والتنمية والوحدة، كما أنها ذكرى عظيمة تستوجب وقفة تأمل في تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة.
وقاوم المغاربة الاستعمار بشتى الوسائل السياسية منها والمسلحة، حيث تضامن جميع المغاربة من أجل القضاء على هذا الاحتلال بعدما حاولت فرنسا تقسيم وحدة المغاربة بإصدار بالظهير البربري بهدف تقسيم المغاربة بين العرب والأمازيغ، ما عجّل بمظاهرات في جميع المناطق المغربية شمالا وجنوبا وغربا وشرقا.
وفي سنة 1953 قام الاحتلال الفرنسي بنفي الملك محمد الخامس إلى مدغشقر وكورسكا، مما وحّد صفوف المغاربة في انتفاضة شعبية عارمة شكلت أروع صور التلاحم، توجت هذه الانتفاضة بانطلاق ثورة الملك والشعب حيث تم إرجاعه إلى المغرب سنة 1955 واستقبله المغاربة في يوم تاريخي.
وعاد محمد الخامس وأسرته إلى البلاد عودة مظفرة، ليكون يوم 16 نوفمبر 1955 مشهودا في تاريخ المغرب وصفحة خالدة في سجل شعبه، حيث أعلن محمد الخامس عن انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال، مجسدا بذلك الانتقال من معركة الجهاد الأصغر، إلى معركة الجهاد الأكبر، وانتصار ثورة الملك والشعب.
وبالرجوع إلى التاريخ سيلاحظ المتتبعون أن 18 نوفمبر هو يوم جلوس محمد الخامس على العرش منذ 18 نوفمبر 1927 وبالتالي فالتاريخ ظل يؤرخ لعيد العرش أيام حكم ابن يوسف.
وفي 18 نوفمبر 1955، ألقى محمد الخامس خطابا تاريخيا أعلن فيه انطلاق الجهاد الأكبر ومواصلة العزم على إنهاء نظام الحماية وبزوغ عهد الاستقلال، وبعده بثلاثة أسابيع تم تشكيل الحكومة المغربية الأولى يوم 7 ديسمبر 1955 برئاسة امبارك البكاي، معظم وزرائها من حزب الاستقلال، وهي الحكومة التي كان الهدف الرئيسي من تشكيلها هو متابعة المفاوضات مع سلطات الحماية من أجل تحقيق استقلال البلاد، وبناء دولة مغربية مستقلة وتنظيمها، وقد كثف من أجل ذلك السلطان محمد الخامس وبجانبه ولي العهد آنذاك الحسن مجهودات جبارة ومتواصلة انتهت بتوقيع عقد الاستقلال في يوم 2 مارس 1956.