الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان مشوار دكتاتور.. بداية ناجحة ونهاية مدمرة.. كيف تحول الرئيس التركي من راعٍ للتنمية إلى فاسد خطر على بلده والمنطقة

صدى البلد

- رئيس سلطوي.. افتتح عهدًا ذهبيًا في 2002 وبدأ نهايته بعد 2011
- سيطرته على الجيش ضمنت له السيطرة التامة
- أنهى عقدًا من سياسة صفر مشكلات
- ضربه لسوريا وعداء مع مصر ودول الخليج العربي
- أنقرة تعيش أسوأ العهود.. بعد الطفرة الاقتصادية تراجع وتأخر مرعب


أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو 2011 سيطرته على الجيش، وشهدت السنوات اللاحقة لذلك نقطة تحول كبيرة نحو الديكتاتورية بعدما قضى على كل مراكز القوى المناوئة له، وتأكد إن الجيش لن يقضي عليه إذا التف على الدولة العلمانية في تركيا، وفق ماذكرت مجلة ذا ناشيونال انترست.

في أول ظهور له في عام 2002، فاز حزبه العدالة والتنمية ب34 في المائة من الأصوات و 66 في المائة من المقاعد في البرلمان.

وحقق نجاحات اقتصادية وسياسية، ونال حزب العدالة والتنمية 46 % من الاصوات في عام 2007 و 50 في المائة في عام 2011، وبعد ذلك، ومع تراجع شعبية أردوغان ، اعتمد بدلًا من ذلك على مجموعة من الانتهاكات الانتخابية ، من السيطرة على التغطية الإعلامية ، إلى هجوم على الأحزاب المنافسة.

استقطبت القيادة الذكية لأردوغان في وقت مبكر مجموعة متنوعة من القادة ، مثل فتح الله جولن ، والسياسي البارز عبد الله جول، كما اجتذب شخصيات مثل الخبير الاقتصادي علي باباجان وأستاذ العلوم السياسة أحمد داود أوغلو، واليوم ، هؤلاء الأربعة هم أعداء أردوغان ، ويعارضونه بسبب تجاوزاته.

شهدت حقبة أردوغان الأولى نموًا اقتصاديًا مثيرًا للإعجاب يضم استثمارات أجنبية مباشرة وفيرة بالإضافة إلى الصادرات التركية، وحولت الحكومة التركية الخطوط الجوية التركية من شركة طيران وطنية صغيرة سيئة التشغيل إلى شركة عالمية كبرى حائزة على جوائز، لكن تلك السنوات العظيمة أصبحت الآن ذكرى، بسبب أردوغان نفسه الذي يهدم الآن كل ما بناه بديكتاتوريته.

فقدت الليرة التركية ثلاثة أرباع قيمتها تقريبًا ، حيث انخفضت من 0.61 سنتًا في يوليو 2011 إلى 17 سنتًا اليوم، في هبوط مدوي بسبب سياسات أرودغان التدميرية، وهوسه بإنشاء مطار ضخم في إسطنبول غير ذي جدوى، وطائرة بوينج 747-8 خاصة تقدر قيمتها بـ 500 مليون دولار وأكبر قصر في العالم وحوش مساحته تمتد لــ1150 غرفة بنيت بشكل غير قانوني في أراضي الغابات المحمية، وهو ما جعل المجلة تقول إن الرجل وصل لمرحلة الجنون العظمي بعدما عبر عن إمكانية إعلان نفسه خليفة لكل المسلمين، ربما في الذكرى المئوية لإلغاء الخلافة في إسطنبول، إما في 10 مارس 2021 (حسب التقويم الهجري) ، أو في 4 مارس 2024 (بواسطة التقويم الميلادي).

في السياسة الخارجية ، تحول النهج الإقليمي المثير للإعجاب "صفر مشاكل مع الجيران" إلى حقيقة "كئيبة" لا شيء سوى مشاكل مع الجيران.

اقتحم أردوغان سوريا بعد 2011ـ و تدهورت العلاقات بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد ، ورعت تركيا داعش واختطفت 40 في المائة من المياه المتدفقة إلى سوريا، وأخيرًا قامت بغزو للشمال الشرقي للبلاد.

وعلى خلاف سوريا، فعلاقاته الآن غير جيدة مع بغداد وأبو ظبي والرياض والقاهرة، بينما تعد قطر هي الحليف الوحيد لأنقرة.

ومع هذه السياسات تعيش تركيا في عواصف اقتصادية وسياسة، لأن القوانين الاقتصادية والسياسية لا تنحاز لأي سلطان، فإذا استمر كما يبدو مرجحًا ، في نظريته غير المنطقية حول أسعار الفائدة ، بالإضافة إلى الاستمرار في عزل القوى الاقتصادية الغربية وسيعادي الدول العربية، فسيقود ذلك تركيا إلى كارثة أو إلى سيطرة الصينيين.

تشكل السياسة الخارجية الخطر الكبير الآخر، اختطاف مواطنين أتراك منشقين ، والحفر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص ، وغزو سوريا، كل ذلك يجعله مكشوفًا، و قد تؤدي المغامرة ربما السورية إلى زواله السياسي فضلًا عن زعامة حزب العدالة والتنمية.

واختتمت المجلة بقولها ، إن أردوغان ليس فقط عدوا لخصومه وإنما تهديد لبلده والمنطقة العربية، وهذا قد يعني انسحاب تركيا من "حلف الناتو"، ويصبح في نفس الخانة مع إيران، كعدو لأمريكا، وراعٍ للعنف، وطامح في حيازة الأسلحة النووية.