الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.ريمون ميشيل يكتب: "قواعد هامة لضبط مشاعرك"

صدى البلد

لا شك فى أن الحياة غير ثابتة أحيانًا نشعر فيها بالفرح وأحيانًا أخرى بالإحباط وخيبة الأمل ولكن كيف تعمل مشاعرنا عند التعرض لأمور تزعجنا؟ دعونا نتعرف الأن على ثلاثة أخطاء شائعة يرتكبها الكثيرون.

* نكران المشاعر يؤذى نفسك
بالفعل تختلف إستجابة كل منا وردة فعله بناءً على عدة أشياء ولكن دعنا نتحدث عن خطأ شائع يسمى "النكران" ويعنى إنكار وجود الشيء بالرغم من أن تأثيره قائم بالفعل ومن الجمل الشهيره على ذلك الأمر "مفيش حاجه أنا كويس" ويحدث ذلك إما نتيجة للعجز وقلة الحيلة أو قد نرى أنه لا جدوى من الحديث ولكن نكران أى مشاعر مع التراكم ينتج عنه العديد من الإضطرابات النفسية فضلًا عن التأثير العضوى أيضًا الذى يهدد سلامة جسدك، والحل هنا للتشافى هو الإعتراف والمشاركة ولكن علينا الحذر من أمرين أولهم هو إنتقاء الشخص المناسب الذى يتفهم مشاعرك جيدًا ويتعامل معها على محمل الجد، والأمر الأخر هو أننا قد نتحدث فى أمور تؤلمنا أو مشاعر الحزن التى نمر بها وهذا أمر مقبول أما طاقة الغضب فيتم التعامل معها بشكل فردى ولا يجب أبدًا مشاركة الأخرين بها لأنها قد تُزيد الأمر لتجعله أكثر سوءًا بالحديث عنها فيتم التعامل مع الغضب ببعض المهارات والوسائل التى سنتحدث عنها لاحقًا ولكن عليك ألا تنسي أن نكران مشاعرك قد يكون بداية الإضطراب.
*التشتيت ليس العلاج الأنسب
نتحدث الأن عن خطأ أخر يسمى "الإلهاء والتشتيت" ويختلف هذا عن النكران فى أننا نعترف بوجود مصدر الإزعاج أو المشكلة ولكننا نقرر عدم المواجهة ونُفَضِل الإلهاء للإنشغال بأمور أخرى وهذا يسمى بالتوجه السلبى، فقد يكون هذا هو الحل الأنسب لبعض الأمور البسيطة ولكنه ربما لن يكون الإختيار الأنسب لراحة نفسك حين يكون عليك المواجهة لحسم الأمر، وإستراتيجية الإلهاء تعتمد على تحول النظر عن الأمر دون علاجه ويظهر مؤشر الخطر هنا حين يجد الإنسان نفسه يبحث بإستمرار عن مصادر جديدة للإلهاء دون أن يجد فائدة لذلك ولكن كقاعدة عامة فإن الإلهاء هو خدعة لجلب راحة مؤقتة مثلها مثل محاولة تمنى زوال الأمر، والحل الأنسب لضبط مشاعرك بطريقة صحيحة يسمى "فلسفة التفكير المنظم" وفيه نتأمل فى أمرين الأول أن هناك بعض الأمور تتطلب أن يكون هناك رد فعل تجاهها والأخر أن بعض الأمور ليس لنا دخل فى علاجها، فنقوم بالتركيز على الأمور الهامة فقط التى يجب أن نصدر رد فعل تجاهها ثم نستخدم إستراتيجية العلاج المتمركز حول الحل وتعلم المواجهة ومراجعة صحة المعتقدات الشخصية، وهو ما يطلق عليه نظام المراقبة الذاتية والذى يمثل العلاج الأنسب لضبط المشاعر.
*التهويل ... طريق الهلاك النفسي
يقصد بالتهويل وضع الشيء فى غير حجمه الطبيعى والمبالغة فى رد الفعل، ولنضع لذلك مثالًا لشخص ذاهب لمقابلة عمل جديد فيشعر بتسارع فى ضربات قلبه وألم فى المعدة وأن عقله قد ذهب بعيدًا فلن يجد ما يقوله، وقد تتصل الأم بإبنتها للإطمئنان عليها فلم تجيبها فتبدأ الأم بصنع إفتراضات مأسوية وكارثية مبالغ فيها ولا وجود لها، ولذلك فإن التهويل وإضطراب القلق المرضى تجمعهم علاقة وثيقة الصلة، فالمبالغة فى التفكير تتغذى على طاقة الجسم إلى أن تؤدى فى مراحل متقدمة منها إلى الإصابة بالإكتئاب أو أيًا من الأمراض النفسية الجسمية "السيكوسوماتيك" وهى أمراض سببها يكون عوامل نفسية ولكن أعراضها تظهر فى صورة شكوى عضوية فى حين أن العضو نفسه يكون سليم تمامًا ولكنه لا يستطيع القيام بوظيفته الطبيعية ونطلق على هذا التهويل التشوه المعرفى، أما علاجه فيطلق عليه إعادة البناء الإدراكى وكأنك بذلك تعيد تأهيل فكرك ومعتقداتك الشخصية ولكن بأسس سليمة تضع فيها لكل شيء قدرة كما يجب وهذا الأمر يتطلب التدخل من أخصائى متخصص لمساعدتك على تشكيل وعى جديد مستنير مع ضرورة ممارسة تدريبات الإسترخاء الذهنى والتأمل بشكل يومى منتظم.