الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. هلالي عبد الرحمن يكتب.. داء التوكسوبلازما

صدى البلد

Toxoplasmosis in Cats
داء التوكسوبلازما
داء المقوسات – داء القطط

من الأقوال الشائعة والدارجة عن تربية القطط ( أن تربيتها تسبب العقم للسيدات ) و لمنع اللغط و الجدل الذي كثر بهذا الصدد – سنتناول مرض هام جدا من إمراض القطط و الذي قد ينتقل من القطط إلى الإنسان و سنقوم بسرد كافة التفاصيل الخاصة بهذا المرض بطريقة سلسلة حتى يتثنى للقارئ معرفة كل تفاصيله و أشكاله و كيفية تجنبه و العلاج منه إن وجد ؟ 

1 – ما هو مرض التوكسوبلازما . أو داء القطط ؟
2 – توضيح دورة حياة التوكسوبلازما في القطط ؟
3 – توضيح دورة حياة التوكسوبلازما في الإنسان و الكلاب و حيوانات المزرعة ؟
4 – كيف ينتقل داء القطط إلى الإنسان ؟
5 – ما هي أعراض التوكسوبلازما في القطط ؟
6 – هل هناك تشخيص لمرض التوكسوبلازما عند القطط ؟
7 – هل يوجد علاج للتوكسوبلازما عند القطط ؟
8 – ما هي خطوات الوقاية من مرض التوكسوبلازما ؟

1 – ما هو مرض التوكسوبلازما ، أو داء القطط ؟
مرض التوكسوبلازما ، يطلق عليه عند العامة مرض القطط ، أو داء القطط ، واعتاد الأطباء البشريين استعمال هذا المسمي أحيانا.
هو مرض يحدث بسبب أحد أنواع الطفيليات أحادية الخلية تسمي Toxoplasma Gondii ، ويعد أحد أكثر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات انتشارا ، وأحد أشهرها أيضا. ويصيب التوكسوبلازما تقريبا جميع الحيوانات ذات الدم الحار ، بما فيهم الكلاب والقطط وحيوانات المزرعة ، و الإنسان .

أهمية القطط في هذا المرض بسبب كونها هي الجزء الإجباري في دورة حياة طفيل التوكسوبلازما ، وعلي الرغم من ذلك ، فقليلا ما يصاحب وجود المرض في القطط بظهور أعراض .

ازدادت حملات التوعية لمرض التوكسوبلازما في الفترات الأخيرة بسبب الانتشار الكبير في الإنسان ، يعتقد أن حالات الإصابة بالمرض في الولايات المتحدة تجاوزت ٦٠ مليون حالة ، ولذلك قام مركز مكافحة الأمراض الأمريكي CDC ، بتصنيف داء القطط كواحد من أكثر ٥ أنواع عدوي مهملة من بين الأمراض الطفيلية .

2 – توضيح دورة حياة التوكسوبلازما في القطط ؟
تعتبر دورة حياة طفيل التوكسوبلازما معقدة نوعا ما ، وتحتاج إلي وجود عائلين أو مضيفين لتكتمل : العائل الرئيسي وتحدث فيه عملية التناسل وإنتاج البيض ، والآخر هو العائل الوسيط ويقوم فيه الطفيل باستنساخ نفسه ويتجمع داخل حويصلات Cysts.
القطط المستأنسة والقطط البرية ، هي العائل النهائي أو الرئيسي الوحيد للتوكسوبلازما ، وتنتقل إليه العدوي عن طريق أكل الفريسة أو أكل اللحوم النية ، ويخرج الطفيل من الحويصلات في الجهاز الهضمي للقط ، حيث يقوم بالتكاثر وإنتاج البيض ، بعد ذلك تقوم القطط المصابة بإخراج الملايين من البيض في البراز.

القطط أيضا هي العائل الوحيد الذي يقوم بإخراج التوكسوبلازما عن طريق البراز ، ولكنه ليس العائل الوحيد المسبب للعدوى.

القطط المصابة حديثا تبدأ في إخراج البيض في البراز بعد مرور ٣ إلي ١٠ أيام من تناول الأنسجة المصابة بالمرض ، وتستمر في إخراج البيض في فضلاتها لمدة ١٠ إلي ١٤ يوم تقريبا. البيض الذي يخرج من القط يكون صلبا ، ويستطيع البقاء في التربة لمدة تتجاوز العام أحيانا.
بعض الطفيليات ( التكسوبلازما ) التي تصيب الجهاز الهضمي للقطط تأخذ طريقا مختلفا ، وتبدأ في الخروج من الحويصلات ثم تدخل إلي عمق جدار الأمعاء ، وتقوم بتكوين شكل آخر للطفيل يسمي Tachyzoite ، الذي يقوم بالانتشار إلي أجزاء أخري من الجسم. بعدها يقوم الجهاز المناعي للجسم بإجبار الطفيل للدخول في حالة كمون ، فيقوم بتكوين حويصلات في العضلات والمخ ، تلك الحويصلات يحدث بها تكاثر بطئ جدا للطفيل ، لينتج شكل آخر للطفيل يسمي Bradyzoite.



3 – توضيح دورة حياة التوكسوبلازما في الإنسان – الكلاب – حيوانات المزرعة ؟
ينتقل الطفيل إلي العائل الوسيط – مثل الإنسان والحيوانات الأخرى كالكلاب والبقر وغيرها – عن طريق تناول حويصلات الطفيل أو البيض بالفم .

البيض الذي ينزل مع براز القطط لا يكون معديا بمجرد نزوله ، ويدخل في مرحلة تجرثم حتي يقوم بتكوين الطور المعدي ، وتأخذ تلك العملية عادة من يوم إلي ٥ أيام ، حسب الظروف البيئية المحيطة. فهذه الخطوة هامة جدا في معرفة كيفية مكافحة المرض.

براز القطط المحتوي علي بيض التوكسوبلازما بعد مرحلة التجرثم يعتبر هو مصدر العدوي بالنسبة للعائل الوسيط ، سواء كانت تلك الفضلات في صندوق الرمل أو في أرض الحديقة أو في مكن آخر من الممكن أن يكون ملوثا بها .

بمجرد دخول العدوي إلي جسم العائل الوسيط يبدأ في تكوين الحويصلات في أنسجة الجسم المختلفة. وتظل تلك الحويصلات مدي الحياة وتكون معدية لأي عائل آخر سواء كان القطط أو عائل وسيط آخر مثل الإنسان عن طريق تناول لحم البقر المصاب بالطفيل .
التوكسوبلازما أيضا من الممكن أن تخرج مع اللبن ، في الحيوانات المنتجة للبن مثل الأبقار والماعز ، وتسبب العدوي عن طريق تناوله .

4 - كيف ينتقل داء القطط إلي الإنسان؟


ينتقل طفيل التوكسوبلازما إلي الإنسان عن طريق الفم ، بالتلوث من براز القط المصاب. نقل العدوي من براز القطط يحدث في كثير من الأحيان بشكل غير مباشر عن طريق الفاكهة والخضروات الملوثة والغير مغسولة ، أو عن طريق التعامل مع التربة الملوثة في الحدائق وعدم غسيل الأيدي.

أيضا تحدث العدوي عن طريق تناول الإنسان للطعام غير المطبوخ جيدا ، واللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة.
منتجات الألبان أيضا هي أحد مصادر العدوي من الحيوانات المنتجة للبن مثل الأبقار والماعز للإنسان .

فرص انتقال العدوي للإنسان من مصادر اللحوم أكبر من انتقالها من القطط لأسباب عديدة منها أن إخراج بيض التوكسوبلازما في براز القطط يستمر لمدة قليلة – أسبوعين تقريبا – علاوة علي أن فرص إصابة القطط المنزلية بالتوكسوبلازما محدودة بسبب اعتمادها علي الافتراس أو التغذي علي الطعام النئ .

5 - ما هي أعراض التوكسوبلازما في القطط ؟
معظم حالات الاصابة بالتوكسوبلازما في القطط لا تظهر عليها أي أعراض ، ولكن تحدث الحالة المرضية عندما يفشل الجهاز المناعي في ايقاف حركة الطفيل في جسم القط. لذلك فحدوث المرض مرتبط بشكل أكبر بالقطط المصابة بضعف في الجهاز المناعي ، مثل القطط الصغيرة نتيجة لعدم اكتمال نمو المناعة ، أو القطط المصابة بفيروس اللوكيميا FeLV ، وأيضا القطط المصابة بفيروس نقص المناعة FIV.
الأعراض الشائعة للمرض تشمل : الحمي ، وارتفاع درجة الحرارة ، والتي تأخذ منحني صعودا وهبوطا. أيضا فقدان الشهية والضعف العام و الإسهال ، و القئ أحيانا .

هناك أعراض أخري مرتبطة بكون الحالة حادة أو مزمنة ، ومرتبطة بمكان تواجد الطفيل في الجسم ، مثل:
الالتهاب الرئوي في حالة تواجد التوكسوبلازما في الرئة ، وينتج عنها صعوبة التنفس ، الذي يزداد سوءا مع تقدم المرض .
وجود الطفيل في الكبد يسبب أعراض الصفراء ، مثل اللون الأصفر للجلد والأغشية المخاطية .
في العين ، يسبب التهاب الطبقة الوسطي من العين ، وضعف الاستجابة للضوء ، والعمى مع تقدم الحالة .
الجهاز العصبي المركزي ، ينتج عن وجود التوكسوبلازما به أعراض مثل ، تغير سلوك القط ، وزيادة حساسيته للمس ، ونقص التوازن ، ودوران القط حول نفسه ، صعوبة المضغ والبلع ، التشنجات ، ودفن الرأس في الحائط أو الأرض ، وفقدان التحكم في عضلات التبول والمستقيم.


6 - هل هناك تشخيص مرض التوكسوبلازما في القطط ؟
- يبدأ التشخيص بالتاريخ المرضي للحالة والأعراض .

من الممكن أن يطلب الطبيب البيطري بعض التحاليل لاستبعاد أسباب أخري حسب الأعراض الموجودة ، مثل بعض أنواع الفيروسات.
التشخيص يتم عن طريق قياس الأجسام المضادة للتوكسوبلازما في الدم ، IgM و IgG.
- ارتفاع نسبة IgG بدون أعراض يدل علي وجود إصابة سابقة بالتوكسوبلازما ، وتتمتع بوجود مناعة ضد المرض ، ولا تقوم بإخراج البيض عن طريق فضلاتها. تلك القطط لا تكون مصدر عدوي لأي عائل آخر مستقبلا .
- ارتفاع نسبة IgM تدل علي وجود إصابة نشطة حالية بالتوكسوبلازما .
- عدم وجود ارتفاع بأي منهما ، يدل علي عدم وجود المرض ، مع وجود احتمالية للإصابة والتسبب بالعدوى في أي وقت .
- تشخيص طفيل التوكسوبلازما في عينات البراز ، لا يعتمد عليه حاليا ، بسبب تشابه الطفيل مع أنواع أخري ، وأيضا لأن مدة خروج الطفيل من الجسم محدودة ، علاوة علي أن القط المصاب بالمرض لا يخرج الطفيل في فترة ظهور الأعراض .
- التشخيص المؤكد للتوكسوبلازما عن طريق اكتشاف وجود الطفيل في الأنسجة المصابة تحت الميكروسكوب .


7 – هل يوجد علاج التوكسوبلازما عند القطط ؟
العلاج في الأغلب يكون باستخدام أحد أنواع المضادات الحيوية ، يسمي كلينداميسين Clindamycin ، بمفرده ، أو مصحوبا بالكورتيزون في حالة وجود التهابات في العين أو الجهاز العصبي المركزي ، وعادة يستمر العلاج لمدة أسبوعين علي الأقل ، ويجب أن يستمر بعد اختفاء الأعراض بأيام. في حالة عدم الاستجابة للعلاج في خلال أيام من بدايته ، يجب أن يعاد التشخيص.
فرص نجاح العلاج من التوكسوبلازما في القطط تعتمد علي الأعضاء والأجهزة المصابة في الجسم ، والمدة الزمنية بين بداية العدوي وبدء العلاج ، وأيضا يعتمد علي الاستجابة الأولية للعلاج. الاستجابة للعلاج بشكل عام تكون أبطأ في حالات الإصابة في العين والجهاز العصبي المركزي ، ولكن تظل الفرص موجودة في حالة ظهور استجابة في خلال ٣ أيام.
فرص العلاج في إصابات الرئة والكبد تكون ضعيفة للغاية .


8 – ما هي خطوات الوقاية من مرض التوكسوبلازما ؟
- لا يوجد أي تطعيمات أو لقاحات ضد مرض التوكسوبلازما في القطط أو الإنسان .
- تقليل فرص الإصابة بالتوكسوبلازما في القطط يعتمد علي تقليل التعرض للإصابة بالطفيل من الأساس عن طريق منع تناول القط للأطعمة النية بشكل نهائي ، وأيضا اللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة وغيرها ، يجب أن يكون طعام القط مطهي جيدا ، لان درجة الحرارة العالية تساهم في وقف نشاط الطفيل في حالة تواجده .
- أيضا القضاء على الفئران و منع وصولها إلي القطط باعتبارها أحد مصادر العدوي بالنسبة للقط .
- حدوث العدوي في القطط المنزلية التي لا تفترس الفئران ، ولا تتغذي علي الطعام النئ ، أمر غير شائع الحدوث .
- بسبب أن القطط تخرج الطفيل لمدة محدودة ( أسبوعين تقريبا ) لذلك فانتقال العدوي من القطط للإنسان في حالة وجودها محدود أيضا ، امتلاك القطط لا يعني الإصابة بالتوكسوبلازما أو بداء القطط كما يسمونه.

أيضا كما ذكرنا مسبقا ، البيض الذي يخرج من القطط المصابة يحتاج إلي فترة من يوم الي ٥ أيام للمرور بمرحلة التجرثم ، حتي يصبح قادرا علي نقل العدوي ، لذلك فالتخلص بشكل مستمر من فضلات القط وأنت ترتدي قفازات ، مع غسيل الأيدي بعدها ، يعمل علي تقليل فرص نقل العدوي بشكل كبير حتي وان كانت موجودة.

انتقال العدوي للإنسان عن طريق تلوث الأيدي بسبب لمس القطط أو اللعب معها أمر غير شائع ، كذلك الجروح بسبب الخدش أو العض .
انتقال عدوي التوكسوبلازما للإنسان عن طريق اللحوم المصنعة والغير مطبوخة جيدا ، أو عن طريق الخضروات والفاكهة الغير مغسولة يحدث بنسبة أكبر من العدوي بسبب براز القطط .

التعامل مع التربة في الحدائق أثناء رعايتها أيضا من الممكن أن يكون سببا للتلوث الذي يؤدي لنقل العدوي ، ويمكن تلافيه عن طريق ارتداء القفازات وغسيل الأيدي بعدها .

المرأة الحامل ، وأصحاب حالات ضعف المناعة ، هما الأكثر قابلية لحدوث مشاكل صحية بعد التعرض لطفيل التوكسوبلازما ، ويعتبر إصابة الرحم بالطفيل هي الإصابة التي تلقي الاهتمام الأكبر عند الإنسان .

تحدث الإصابة بالتوكسوبلازما في نسبة ثلث إلي نصف الأطفال الذين يولدون لأم تلقت العدوي في وقت الحمل. والغالبية العظمي من الأمهات التي تصاب بالطفيل في نهاية وقت الحمل لا تظهر أي أعراض ، أيضا غالبية الأطفال المصابة بالطفيل لا يظهر عليها أعراض في لحظة الولادة ، الكثير من تلك الحالات يظهر عليها أعراض الإصابة في وقت لاحق ، مثل فقدان النظر والسمع ، والتأخر العقلي ، والوفاة في الحالات الشديدة .

الإصابة بالعدوي في الفترات الأولي من الحمل هو الأكثر خطورة علي الحامل وعلي الجنين ، ومن الممكن أن يتسبب في حالات الإجهاض ، أو وفاة الطفل بعد الولادة مباشرة ، أو ولادة الطفل ببعض التشوهات مثل زيادة حجم الرأس .

في الناس الذين يعانون من مشاكل نقص المناعة ، سواء بسبب أمراض مثل الايدز ، أو أنواع علاج تؤدي إلي نقص المناعة مثل الكيماوي ، من الممكن أن تؤدي إصابات التوكسوبلازما بهم إلي تضخم العقد اللمفاوية ، ومشاكل العين ، واضطرابات الجهاز العصبي المركزي ، وأمراض التنفس ، وأمراض القلب. في ذلك النوع من المرضي فرص عودة المرض بعد العلاج تكون عالية ، خاصة في مرضي الايدز ، ومعدل الوفاة يكون عاليا.

مسبقا كانت كل النصائح للمرأة الحامل أو أصحاب مشاكل نقص المناعة كانت في تجاه تجنب التعامل مع القطط ، مؤخرا ، ذكر مركز مكافحة الأمراض CDC ، أن تجنبهم ليس ضروريا .

ما ذكرناه في تلك المقالة كان هاما بالأساس لطرح مرض التوكسوبلازما في القطط ، وأن تناول دورة حياة الطفيل في الإنسان ، وطرق الوقاية منه كان لإعطاء بعض المعلومات عن علاقة الإصابة بالمرض بتربية القطط ، وإزالة بعض المفاهيم الخاطئة عن المرض وفرص انتقاله ، قم باستشارة طبيبك البشري فيما يخص النصائح للوقاية من المرض خاصة في وقت الحمل .