الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفرق بين التسبيح والتقديس .. خالد الجندي يوضح معلومات لا تعرفها

الفرق بين التسبيح
الفرق بين التسبيح والتقديس

التسبيح والتقديس وردا في قول الله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ» (البقرة، 2/30).

الفرق بين التسبيح والتقديس
ولا يكاد علماء اللغة والتفسير يفرقون بين التسبيح، والتقديس، لأنهما يرجعان، في الأصل، إلى معنى واحد، وهو تبعيد الله جل وعلا عمًا لا يليق بجلاله وكماله، والتبعيد معناه: التنزيه.

وفرق البعض بينهما بأن التقديس أعم من التسبيح إذ كل مقدس مسبح، وليس كل مسبح مقدس؛ وذلك لأن التسبيح من سبح في الماء، والتقديس من قدس في الأرض، إذا ذهب فيهما، وأبعد والذهاب والإبعاد في الأرض أكثر من الذهاب والإبعاد في الماء.

ورأى بعض العلماء، أن التسبيح عبارة عن تنزيه الله تعالى عما لا ينبغي، وهو إشارة إلى كونه تعالى كاملًا في ذاته. والتقديس عبارة عن تنزيه أفعاله تعالى عن صفة الذم، ونعت السفه.

وذكر بعض العلماء، أن من الفروق بينهما أن التسبيح لا يستعمل إلا في حق الله تعالى، بخلاف التقديس، فإنه يستعمل في حق الآدميين، فيقال: فلان رجل مقدس: إذا أريد تبعيده عن مسقطات العدالة، ووصفه بالخير.

الفرق بين التسبيح والتقديس
ولا يقال: رجل مسبح. وقد يستعمل التقديس في غير ذوي العقول أيضًا، فيقال: قدس الله روح فلان، ولا يقال: سبح الله روحه. ومن ذلك قوله تعالى: «ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ» المائدة: 21. والمقدسة: قيل: المطهرة. وقيل: المباركة، وهي دمشق، وفلسطين، وبعض الأردن. ومن ذلك: بيت المقدس.

وقال الجرجاني: «التسبيح تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث.. والتقديس عبارة عن تبعيد الرب عما لا يليق بالألوهية، وفي اللغة التطهير، وفي الاصطلاح: تنزيه الحق عن كل ما لا يليق بجنابه، وعن النقائص الكونية مطلقًا، وعن جميع ما يعد كمالًا بالنسبة إلى غيره من الموجودات، مجردة كانت، أو غير مجردة. وهو أخص من التسبيح كيفية، وكمية. أي: أشد تنزيها منه، وأكثر، والتقديس: تنزيه بحسب الجمع، والتفصيل، فيكون أكثر كمية».

وقوله تعالى: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» (الحديد: 1).أي: لأجله، وقوله تعالى: «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ» (الحجر: 98). أي: نزه ربك بقولك الحمد لله. وقوله تعالى: «كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا» (طه: 33). أي: ننزهك بقول: سبحان الله. وقوله تعالى: «سبحانك»، أي: تنزيه لك. وقيل: هو السرعة إليه، والخفة في طاعته. وأصله في قولهم: سبح في الماء سبحًا، وسبحانًا، وأصله: المر السريع في عبادة الله تعالى.

ويقال: قدس الله، وقدس لله، أي لأجله. قال تعالى: «وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ» (البقرة: 30). وقوله تعالى: «وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» (البقرة: 87)، المراد به: جبريل عليه السلام، ومعناه: روح الطهارة. أي: خلق من طهارة، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف.

الفرق بين التسبيح والتقديس
وأكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه عند الحديث عن الذات الإلهية، فإنه يجب لله كل صفات الكمال والجلال والجمال، ولا يجوز أن نصف الله جل جلالة بأي صفة من صفات النقص على الإطلاق.

وأضاف "الجندي" خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية " dmc"، أن المولى عز وجل لا تحيط به الفهوم ولا تدركه العلوم ولا يُعرف بالحواس ولا يُدرك بالقياس ولا يُقاس بالناس، وكل ما خطر ببالك، فالله أكبر من ذلك.

وأوضح أن المولى سبحانه وتعالى أكبر من كل المعاني والأفكار التي تنتاب الإنسان البشري من نقص أو خلافه لأن الله سبحانه وتعالى أول بلا ابتداء، آخر بلا انتهاء، لا شيء قبله ولا شيء بعده، فهو قبل القبل وبعد البعد، سبحانه وتعالى جل وعلا.

وتابع: "عندما نتحدث عن الصفات الإلهية ونُثبت لله الكمال، فإن ذلك يسمى تقديس، أما إذا نفيت عن الله أي صفة من صفات النقص فإن ذلك يسمى تسبيح".