EN
في خطوة تاريخية، صوت مجلس النواب الأمريكي، اليوم الخميس، على توجيه اتهامات للرئيس دونالد ترامب بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل المجلس، ليبدأ مجلس الشيوخ، ذو الأغلبية الجمهورية، رسميًا في النظر بملف التحقيق مع ترامب تمهيدًا لعزله.
ووافق المجلس لصالح توجيه تهمة إساءة استخدام السلطة للرئيس دونالد ترامب بـ 230 صوتًا مقابل اعتراض 197 صوتًا، بينما صوت لصالح توجيه تهمة عرقلة عمل المجلس بـ 229 صوتًا مقابل اعتراض 198 صوتًا.
وينص الفصل الإضافي 25 من الدستور الأمريكي على أن الرئيس ونائب الرئيس وجميع الموظفين المدنيين يصبحون عرضة للعزل إذا رُفعت ضدهم تهمة الخيانة والرشوة أو جرائم أخرى وثبتت في حقهم تلك التهم، فيما يتطلب تنفيذ الإجراء موافقة غالبية الأعضاء في كل من مجلسي النواب والشيوخ.
ويواجه ترامب اتهاما باستغلال سلطته من جراء مطالبته لأوكرانيا بالتحقيق مع بايدن الساعي لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، كما أنه متهم بعرقلة تحقيق الكونجرس في هذا الأمر، فيما ينفي الرئيس الأمريكي ارتكاب مخالفات، وندد بالتحقيق ووصفه بأنه خدعة.
ومن المرجح أن يواجه ترامب محاكمة في مجلس الشيوخ لتحديد ما إذا كان يتعين إدانته وعزله، بينما يتوقع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أن تبدأ المحاكمة في أوائل يناير.
وعلى مدار التاريخ الأمريكي، لم يحدث هذا الأمر قط سوى 3 مرات، وتصويت الليلة هو المرة الرابعة؛ ذلك أن كلًا من بيل كلينتون وريتشارد نيكسون، وأندرو جونسون تعرضوا لنفس الموقف.
وفي التقرير التالي يستعرض لكم "صدى البلد" تاريخ محاولات عزل رؤساء الولايات المتحدة:
أندرو جونسون
كان عام 1868 أول مرة يشهد الشعب الأمريكي محاولة لعزل رئيسه من جانب مجلس الشيوخ، إذ اتُهم جونسون بخرق قانون اتحادي ينظم إعفاء الوزراء من مهامهم في الحكومة.
وقبلها بشهور حاول جونسون إبعاد وزير الحرب الأسبق إدفين ستانتون بسبب اختلافات سياسية عن منصبه، وعين بدون موافقة مجلس الشيوخ لورينتسو توماس كوزير حرب.
والتهمة التي وجهها له خصومه هي أن هذا التحرك يشكل خرقا لحقوق البرلمان الذي صوت بغالبية ساحقة للبدء في إجراءات العزل ضد الرئيس. لكن العزل لم يحصل، لأن عدد الأصوات الضرورية لتحقيق غالبية الثلثين لم تتحقق.
ريتشارد نيكسون
في 1974 تم إدراج إجراءات العزل ضد الرئيس ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة وترجيت الشهيرة، والتي تمثلت في اقتحام مكاتب للحزب الديمقراطي في منطقة وتيرجيت في يونيو 1972.
وخلال هذا الاقتحام اعتقلت الشرطة خمسة رجال حاولوا تثبيت عدسات تنصت وتصوير وثائق، وتبين بعد ذلك أن وهؤلاء الرجال تم تكليفهم من اللجنة الانتخابية التابعة لريتشارد نيكسون. فبات الضغط قويًا على الرئيس الذي أعيد لتوه انتخابه. حينذاك تبلورت داخل البرلمان الغالبية الضرورية لتوجيه التهمة.
بيل كلينتون
المرة الثالثة كانت من نصيب الرئيس الأسبق بيل كلينتون على خلفية فضحيته الشهيرة مع المتدربة السابقة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكي، حيث واجه اتهامات الحنث باليمين وتعطيل العدالة في خضم القضية، حيث أقسم اليمين الدستورية بأنه لم تكن له علاقة بها، لكنه عاد واعترف بوجود علاقة.
ولاحقا تم رفض اتهام الحنث باليمين بـ 55 مقابل 45 صوتا واتهام تعطيل العدالة بـ 50 مقابل 50 صوتا. وجميع النواب من الحزب الديمقراطي دعموا الرئيس من حزبهم، فلم يتم عزل الرئيس.
