أكد الدكتور أحمد أمين، خبير العلاقات الإنسانية، أن الكثير من الآباء يرتكبون أخطاء تربوية قد تبدو بسيطة أو عابرة، لكنها تترك آثارًا عميقة على الصحة العاطفية والنفسية للطفل.
أخطاء تربوية تترك آثار على الصحة العاطفية والنفسية للطفل
وأوضح أحمد أمين في تصريح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أنه يمكن لبعض الأخطاء التربوية أن تمتد تأثيراتها إلى حياة الاطفال العاطفية وعلاقاته المستقبلية، وتشمل:
- التقليل من مشاعر الطفل:
أوضح أمين أن عبارات مثل: "مافيش حاجة تخوف"، "كبرت على البكاء" تجعل الطفل يشعر بالذنب تجاه مشاعره، وتدفعه إلى كبتها بدلًا من التعبير عنها.
وأضاف أمين: "هذا يؤدي لاحقًا إلى صعوبة في فهم مشاعره، خوف من الرفض عند مشاركتها، والشعور بالضعف إذا احتاج دعمًا عاطفيًا".

- المقارنة المستمرة:
المقارنة بين الطفل وأقرانه من أبرز الأخطاء التربوية، حيث قال د. أمين: "المقارنة تضعف ثقة الطفل بنفسه، وتجعله يعيش في قلق مزمن من عدم الوصول لتوقعات الآخرين، مما يخلق شخصية تسعى دائمًا للإرضاء على حساب ذاتها".

- استخدام الحب كوسيلة للسيطرة:
ربط الحب بالطاعة، مثل قول: "لو مش هتسمع الكلام مش هاحبك"، يعد من أخطر أساليب التربية.
وأوضح الخبير: "هذا يُفقد الطفل الأمان العاطفي، ويجعله عرضة للتعلق المرضي في العلاقات المستقبلية، والخوف المستمر من الفقد".

- الإهمال العاطفي رغم تلبية الاحتياجات المادية:
أكد أخصائي العلاقات الإنسانية أن تلبية الاحتياجات المادية وحدها لا تكفي: "الإهمال العاطفي يجعل الطفل يشعر أنه غير مرئي، حتى وإن كان يعيش وسط أسرة. وهذا يخلق شعورًا بعدم الاستحقاق، ويدفعه لاحقًا للبحث المبالغ فيه عن الاهتمام، حتى لو في علاقات مؤذية".

- السخرية والاستهزاء من الطفل:
قال د. أحمد أمين إن الاستهزاء بمشاعر الطفل أو السخرية منه، مثل قول: "أنت بتعيط زي البنات؟"، تزرع بداخله الخجل وعدم القبول.
"هذا ينتج عنه شخصية مترددة، خائفة من التعبير، وتميل لإخفاء الضعف حتى لو تعاني من ألم شديد داخليًا".

التربية الواعية هي الحل
واختتم د. أحمد أمين تصريحه قائلًا: "التربية الواعية لا تعني المثالية، لكنها تبدأ من الاعتراف بأن الطفل كائن كامل الإنسانية، له الحق في الحب غير المشروط، والاحترام والتفهّم. فكل لمسة حنان ونظرة قبول تساعده على بناء شخصية سوية قادرة على الحب والعيش بسلام".
