الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدام حسين في ذكرى رحيله الـ 13.. شهادات خطيرة وحكايات من دفتر اعتقاله وإعدامه

صدام حسين
صدام حسين

مضت سنوات على رحيل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في 2006 بإعدامه شنقًا في يوم عيد الأضحى المبارك، وهو ما أثار وقتها غضب الكثيرين حول العالم للوقت الذي تمت فيه عملية الإعدام وعدم مراعاة مشاعر المسلمين، لكن لا تزال أخبار الرجل والتحليلات حوله أو عن عائلته لا تتوقف، فخلال عام 2019 طالعتنا موضوعات، مثل قيام مجهولين بنقل جثته إلى مكان آخر، أو ما كشفه القاضي المسئول عن محاكمته بأنه لم يؤيد حكم الإعدام بحق صدام، هذا علاوة على خروج ابنة الرئيس الراحل في مناسبات عدة، وأخيرًا ما كشفه ضابط المخابرات العراقية السابق، شهاب العباسي، عن الرجل وعن الحكم الذي انتهى منذ 13 عامًا.

وتمر اليوم الذكرى الـ 13 لإعدام الرئيس العراقى صدام حسين، الذى تم تنفيذ الحكم عليه فى يوم 30 ديسمبر من عام 2006.

*ميلاده
ولد صدام حسين في قرية العوجة بمدينة تكريت، في محافظة صلاح الدين عام 1937، وقد ولد بعد وفاة والده فكفله خاله وتزوجت أمه وأنجبت لهُ ثلاثة إخوة، ثم انتقل لبغداد والتحق بالثانوية الوطنية، ثم بكلية الحقوق، وفى 1957 انضم لحزب البعث القومى، وعمل مدرسا في مدرسة ثانوية.

واسم الرجل كاملًا، صدام حسين المجيد التكريتي الذي ينتمي إلى عشيرة البيجات (28 أبريل 1937 – 30 ديسمبر 2006)، ويعد رابع رئيس لـجمهورية العراق والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية في الفترة ما بين عام 1979 وحتى 9 أبريل عام 2003.

*ظهوره السياسي

برز اسمه بعد الانقلاب الذي قام به حزب البعث العراقي في ثورة 17 يوليو 1968، والذي دعا لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية والعلمانية، كما لعب صدام حسين دورًا رئيسيًا في انقلاب حزب البعث عام 1968 والذي وضعه في هرم دولة البعث كنائب للرئيس البعثي اللواء أحمد حسن البكر.

أمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة.

وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينيات نتيجة سياسة تطوير ممنهجة للعراق بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت.

* رئيسًا للعراق
وصل صدام إلى رأس السلطة في دولة بعث العراق، حيث أصبح رئيسًا لجمهورية العراق وأمينا قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1979 بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث بدعوى خيانتهم للحزب.

* 8 سنوات حرب مع إيران
وفي عام 1980 دخل صدام حربًا مع إيران استمرت 8 سنوات من 22 سبتمبر عام 1980 حتى انتهت الحرب بتفاهم سياسي عراقي-إيراني في 8 أغسطس عام 1988.

وقام بعد انتهائها بإهداء إيران 120 طائرة حربية روسية الصنع.

*غزو الكويت
قبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت، وأصبح مصدر تهديد لأمن الخليج العربي في 2 أغسطس عام 1990، والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام 1991.

*حصار اقتصادي
ظل العراق بعدها محاصرًا دوليًا حتى عام 2003 حيث احتلت القوات المسلحة الأمريكية كامل أراضي العراق بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ووجود عناصر لتنظيم القاعدة تعمل من داخل العراق.

-أهم الأخبار عنه في 2019:

* رغد حسين ودعم المتظاهرين
خلال عام 2019، لم تختفِ أخبار الرجل كالعادة سواء عنه أو عن أحد ذويه، ففي ديسمبر الحالي في الـ21 منه، علقت رغد صدام حسين، على الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العراق في جميع أنحائه منذ مطلع أكتوبر الماضي، وقالت في تسجيل صوتي: "نحن لا نجتهد ولا نركب الموجة، نحن جزء مهم من تاريخ العراق، لنا ما لنا، وعلينا ما علينا، ونحن متأكدون من أننا سنبني عراقا أفضل، وأنظف، وستنتهي محنة العراق عاجلا بإذن الله، ولتبدأ مرحلة أخرى كما ينبغي لعراقنا العظيم"، وهو الأمر الذي لاقى تفاعلًا كبيرًا من المتظاهرين.

* القاضي محمد أمين
وفي 18 ديسمبر الجاري، خرج "رزكار محمد أمين"، وهو أول قاض تولى محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقال إنه لم يكن يؤيد إصدار حكم الإعدام بحقه، موضحًا إنه ضد قرار الإعدام بشكل عام، ونفى رزكار محمد أمين أي لقاء بينه وبين رئيس النظام العراقي السابق خارج المحكمة.

* مرشد إيران عن ذكرى إعدامه
ونشر في الـ30 من ديسمبر الجاري، المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، تغريدة على صفحته الرسمية في موقع تويتر تزامنا مع الذكرى الـ13 لإعدام حسين، وقال خامنئي "من يعتقد أن قوته أبدية فلينظر إلى صدام حسين ومحمد رضا بهلوي والاتحاد السوفياتي".

* حوار مع أحد ضباطه السابقين
وخلال الشهر كذلك، أجرت شبكة آر تي حوارًا مع الفريق شهاب العباسي الضابط السابق في المخابرات العراقية والذي كان مقرب من صدام حسين، ليكشف تفاصيل جديدة عن حياة الرئيس لأول مرة.

وقال العباسي، إن الحرب على العراق كانت أمرا لا بد منه، معللا ذلك لأسباب وقوف العراق وقيادته الوطنية مع الأمة العربية، وقضيتها المقدسة "قضية فلسطين"، وقال لولا مواقفنا الوطنية هذه، لما حصل ما حصل.

وأشاد العباسي بموقف الرئيس صدام حسين، في سجون الاحتلال الأمريكي، وقال إن الرئيس كان شامخا كشموخ الجبال، وكما عرفناه في رئاسة الدولة، بذات المبادئ والقيم والصلابة والوفاء.

وذكر الفريق شهاب العباسي، أن الأمريكان حاولوا عقد صفقة مع عدد من كوادر حزب البعث بإعادتهم إلى السلطة ولكن تلك المحاولات قوبلت بالفشل.

وأضاف: "هناك مفاوضات كان الأمريكان يجريها مع قيادات بحزب البعث المعتقلين، تحدث العباسي أن الرئيس صدام حسين، لم يكن يعلم بها، وهو من أوقفها عندما علم بذلك، مشيرا إلى إن طه ياسين رمضان نائب الرئيس كان من يتفاوض مع الأمريكان بهذا الشأن.

وتابع العباسي أن طارق عزيز كان معارضا بشدة إجراء أي مفاوضات مع الأمريكان، موضحا ـنه القيادي الوحيد الذي لم يتزحزح موقفه من حزب البعث والرئيس صدام حسين.

وأشار العباسي أن المفاوضات كانت على أساس أن يغير حزب البعث اسمه، وبرنامجه وتوجهه، على أن يتقدم كحزب سياسي، ويحوض الانتخابات مع الأحزاب الأخرى وأن تكون من نصيبه 7 حقائب وزارية من بينها الداخلية والخارجية.

وأضاف العباسي أن تلك المفاوضات توقفت، والذى أوقفها هو الرئيس صدام حسين عند علمه بها.

وأوضح العباسي أن العراق تعرض لحصار جائر، وهو السبب الرئيسي بالسقوط السريع، ولم يستطع مواجهة القوة الغاشمة التي تعرض لها في 2003، مشيرا إلى أن طارق عزيز كان يتلقى الدعم بالمعتقل من جلال الطلباني الرئيس العراقي آنذاك، وأوضح أن هناك علاقة قوية كانت تربط الرجلين، وكان يرسل الطلباني شنطة فيها جميع المأكولات والمستلزمات التي يحتاج إليها طارق عزيز، لافتًا إلبى أن القيادات العراقية كانت في سجون ومعابر متقاربة، ومسافات لا تتجاوز 15 مترا.

وأشار العباسي إلى أن تواصله مع الرئيس صدام حسين كان عبر جندي أمريكي مكسور الذراع، موضحا أنه كان يقوم بتسجيل رسائله فوق الجبس الملفوف، الذي يلف ذراع الجندي الأمريكي، ويعرضها على الرئيس ويقوم الرئيس بمسحها والرد عليه بنفس الأسلوب.

وأكد العباسي أن الرئيس صدام حسين لم يكن تصله كل المعلومات التي يريدها، وأنه تم تضليله من قبل بعض المقربين له، وخصوصا بعد حرب الكويت.

وأشار العباسي إلى أن الأمريكان مارسوا التعذيب النفسي، وتعرض كل القيادات العراقية للتعذيب الجسدي، باستثناء طارق عزيز الذي تعرض للتعذيب النفسي خلال التحقيقات، وعرضوا عليه مناصب في الدولة وتسليمه ملف الموصل فرفض ذلك.

وأكد العباسي أن الرئيس صدام حسين لم يزره أي أحد من عائلته خلال تواجده بالسجن، وكان هذا الأمر يعارضه ويرفضه صدام شخصيا، لأنه لا يريد أن تُهان عائلته في التفتيش وقوانين السجون.

* حياة صدام حسين في السجن
وحسب ما جاء في كتاب "صدام حسين وحراسه الأمريكيون، سجين قصره" للضابط في الجيش الأمريكي ويل باردنويربر، فقد سادت الألفة بين صدام وحراسه الاثنى عشر، الذين حرصوا على تطبيق سياسة واشنطن في الحفاظ على حياته لضمان محاكمته بما يظهرها أنها حريصة على تطبيق العدالة.

وفق ما نقله أحد الحراس عن صدام حسين، فإن الأخير بدا راضيًا في جلوسه في أحد الزنازين داخل قصره، كان يمارس الكتابة أحيانًا، ويمازح الحراس، ويدخن سيجار الكوهيبا الفاخر.

فضلًا عن ذلك فإن صدام حسين كان يهتم دومًا بالسؤال عن الحياة الخاصة للضباط المكلفين بحراسته، واهتمامه بأفراد أسرهم، وذكر أحد حراس الكتاب أن صدام كتب قصيدة لزوجة أحد الحراس.

كما كان يحب سماع الراديو، والبحث في محطاته على المطربة الأمريكية ماري بليج، إضافة إلى ممارسة ركوب الدراجة الهوائية، لدرجة أنه كان يمازح الحراس بأنه يقوي قدميه حتى يستطيع الهروب.

حسب الكتاب الذي نشرت "بي بي سي" أجزاء منه فإن صدام عانق الحراس الذين سلموه إلى القائمين على تنفيذ حكم الإعدام.

كما رثاه أحد الحراس المكلفين بحراسته وهو آدم روجرسون الضابط بالجيش الأمريكي، الذي قال بعد وفاة صدام "حقًا إنه كان يومًا حزينًا".

* تهريب جثته لمكان مجهول
وفي يوليو الماضي من العام الجاري، عادت التكهنات حول مصير جثة صدام حسين إلى الظهور مرة أخرى بتقارير جديدة تدعي أن سكان قرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت الشمالية، مسقط رأس الرجل وموقع دفنه، قد استخرجته من قبره ونقلته إلى مكان سري.

* القبض عليه وإعدامه
قبض عليه في 13 ديسمبر عام 2003 في عملية سميت بالفجر الأحمر، وجرت بعدها محاكمته بسبب الجرائم التي اتهم بها ونُفِّذ حكم الإعدام به في 30 ديسمبر عام 2006.