الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرض لمحاولة اغتيال منذ 3 أشهر.. لماذا لم تنتبه إيران لعملية قتل سليماني؟

قاسم سليماني - المرشد
قاسم سليماني - المرشد الايراني

في أكتوبر الماضي، كشفت إيران عن إحباط محاولة لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأقوى رجالها نفوذا عقب المرشد الأعلى علي خامنئي.

وقتها، أكد الحرس الثوري أن مخابرات إسرائيلية وعربية تقف وراء المحاولة الفاشلة، لكن يبدو أن طهران لم تأخذ في الحسبان احتمالية اغتياله خارج الحدود الإيرانية.

وأعلنت استخبارات الحرس الثوري الإيراني القبض على فريق الاغتيال الذي خطط "لسنوات" لعملية قتل سليماني في محافظة كرمان جنوب شرقي إيران.

وكشف رئيس استخبارات الحرس الثوري، حسين طائب عن أن فريقا "مأجورا" دخل إلى إيران في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء، وقام بشراء عقار في كرمان، موضحا أنهم جهزوا نصف طن من المتفجرات لتفجير سليماني في أيام تاسوعاء وعاشوراء، وأكدت إيران وقتها أن جميع المعدات العسكرية التي استخدمت لتنفيذ مخطط اغتيال سليماني، تم نقلها عبر إحدى حدود الدول المجاورة.

وأوضحت أن تلك الأسلحة كانت جاهزة للاستخدام، من قبل خلية إرهابية كانت تنظم أعمالها من داخل وخارج إيران.

لكن بعد أقل من 90 يوما، أعلن فيلق القدس الإيراني اليوم الجمعة، مقتل قاسم سليماني و 4 ضباط إيرانيين كبار كانوا برفقة سليماني عندما استهدفته الغارة الأميركية فجر اليوم في محيط مطار بغداد، كما أكد التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل 10 أشخاص في الغارة الأمريكية، خمسة منهم أعضاء في الحرس الثوري.

حيث أطلقت طائرة مسيرة أمريكية 3 صواريخ استهدفت قائد فيلق القدس عقب وصوله إلى مطار بغداد قادما من سوريا، حيث كان في استقباله أبو مهدي المهندس القيادي بهيئة الحشد الشعبي العراقي، وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه تم التأكد من جثة سليماني من خلال خاتم مميز كان يرتديه.

الضربة التي أسفرت عن مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أثارت ضجة حول العالم وتحذيرات من تصعيد إيراني يهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله. حيث توعد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي بانتقام عنيف، قائلًا: "ينتظر المجرمين قتلة سليماني انتقام عنيف".

من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الجيش الأمريكي اتخذ قرارا دفاعيا حاسما بقتل قاسم سليماني بتوجيه من الرئيس لحماية الأفراد الأمريكيين في الخارج بهدف " ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل".

وقبل تنفيذ الضربة بـ24 ساعة، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن هناك مؤشرات على أن إيران أو قوات تدعمها ربما تخطط لمزيد من الهجمات، محذرا من أن "اللعبة تغيرت" وأنه من المحتمل أن تتخذ الولايات المتحدة إجراء استباقيا لحماية حياة الأمريكيين.

يذكر أن سليماني قد نجا من محاولة اغتيال في العاصمة السورية دمشق عام 2008، لكن العملية أسفرت عن مقتل قائد دفاع حزب الله اللبنانية، عماد مغنية، الذي كان برفقة سليماني، لكن قيل أن الجنرال المسؤول عن العملية رفض إصدار أمرا باغتيال مغنية ، إلا بعد ابتعاد سليماني عنه، رغم اعتراض واشنطن.

وفي 2018، أيضا أكدت تقارير إعلامية نجاة سليماني من محاولة اغتيال بصواريخ إسرائيلية استهدفت موكبًا كان من المفترض أن يقل سليماني في سوريا، كما أنه نجا من محاولة أخرى بعدها بأشهر، في محافظة صلاح الدين، بواسطة سيارة مليئة بالمتفجرات على طريق كان من المقرر أن يمر فيه موكب المسؤول الإيراني البارز، وفقا لصحيفة "الديار" اللبنانية.

وذكرت أن السيارة المفخخة وأثناء مرور رتل سيارات قاسم سليماني انفجرت، إلا أنه نجا من الحادث دون أي إصابات، موضحة أنها كانت معبئة بنحو 1500 كيلوجرام من المتفجرات.

إلا أن المحاولة التي قالت إيران إنها أحبطتها مؤخرا، أثارت تكهنات حول حقيقتها في الأصل وتوقيت الإعلان عنها، خاصة أن سليماني يخضع للمراقبة الأمريكية والإسرائيلية شبه الدائمة، بينما رأى محللون أن سليماني ظل لوهلة أنه أقوى من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والموساد، خاصة أنه أصبح مصدر رعب بالنسبة لهم ومصدر قوة في المنطقة، إذ أنه المسؤول الأول عن الحروب التي تخوضها طهران في الشرق الأوسط.