الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء على تكتب: من المسئول؟

صدى البلد

سؤال يراود عقلى دائما عندما اسمع كل يوم عن حادث اغتصاب فتاة أو تحرش جنسى أو فساد أخلاقى واجتماعى فهل وصلنا إلى هذا الحد من التدنى الخلقى ومن المسئول وما السبب فيما وصل اليه مجتمعنا من انحدار فى القيم والمبادئ هل هى الأسر المفككة والتى نتج عنها شباب ليس لديه ثقافة الحفاظ على الفتاه ولن اقصد جميع الشباب بل اقصد فئة بعينها فما يدريه أنه فى يوم من الايام قد تكون أخته أو ابنته فى هذا الموقف وما الذى أعطاه الأمان إلى هذه الدرجة من اللا مبالاة والخسة والوضاعة فى التصرفات غير المسئولة.

وهل يمكنني القول أن الوالدين هما السبب فأصبحنا نلهث وراء لقمة العيش كى نجارى الغلاء الفاحش الذى أصبحنا فيه فأصبح ليس لديهم القدرة والوقت لرعاية وتربية الأبناء بالقدر الكافى الذى يضمن سلامة وأمن المجتمع فالأسرة هى نواة المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الشأن) (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ(

أم أنه المجتمع الذى أعطى الحق للرجل أن يعيث فسادا فى الأرض كما يشاء وأن يتعدى على الحرمات كيفما يشاء وفى نهاية الأمر يقال إن الحق كل الحق على الفتاة التى تهاونت فى جسدها عندما خرجت من بيتها عارية وهذا ليس دفاعا منى عن أى فتاة تخرج عارية فهناك قواعد وأصول لكل دولة فى ارتداء الملابس ولكل مجتمع عاداته التى يجب أن تحترم ولكن أيضا لن أعطى الحق لشاب أن يتعدى عليها لمجرد أن ملابسها فاضحة وكاشفة.

أم السينما التى يعتقد البعض أنها انعكاس للواقع فالحقيقة انها اكبر العوامل المؤثرة فى الواقع؛ فإحدى نظريات علم النفس المثيرة للاهتمام هي نظرية التهيئة السلوكية، فهو نفسه الأسلوب الذى يتم به ضخ الماء من المضخة (طلمبة الماء) عدة مرات قبل البدء فعليًا في استخراج الماء، فإن الأشخاص الذين يتعرضون لأفلام العنف بصورة مستمرة تتشكل لديهم بعض النماذج السلوكية التي تظل كامنة ومكبوتة في الداخل، إلى أن يطرأ موقف مماثل لما شاهده بالفيلم أو المسلسل، وتبدأ تلك النماذج السلوكية في التحرر.

فعندما ينشب شجار بين إحدى الشباب مع آخر، يبدأ الشاب بإخراج أداة حادة ويضرب بها الشخص المقابل؛ لأن ذلك النموذج كان محفورًا في عقله بعد مشاهدته فيلم بعينه عدة مرات، فقام بتهيئة عقله بالخطوات التي سيقوم بها عندما ينشب شجار وذلك لأن عقله قد هيأ له أن النتيجة حاسمة وأن الآخرين الذين يحاولون التعرض له سيخافون ويبتعدون في الحال، هذه هي الطريقة التي يعمل بها العقل عند التعرض المستمر للسينما والدراما وإن كان البعض يظل يكرر أن الدراما ما هى إلا صورة للواقع لكن ما خفي عنك أيضًا أنه هو من أكبر العوامل المؤثرة في تشكيل الواقع ذاته وكذلك الأفلام ذات المحتوى الجنسى والتى يشاهدها الشباب تظل محفورة بأذهانهم إلى أن تأتيهم الفرصة لتنفيذها وهذا مانشاهده فى الواقع للأسف مثل التحرش الجنسي والذى انتشر بشكل كبير ولا يليق ذلك بمجتمعنا ذات الطابع المتدين المتمسك بالعادات والتقاليد والدين الذى لا اختلاف عليه.

فغياب القدوة بجانب تلك العوامل التى ذكرتها سابقا هو ما ادى بنا الى ما نحن فيه من جرائم قتل وسرقة وتحرش وتعاطى للمخدرات فهناك من يقول إن البطالة وقلة فرص العمل هى من تسبب فى ذلك؛ لكن بوجهة نظرى انه لا يوجد مبرر لارتكاب أى جريمة إلا المرض النفسى فالمريض نفسيا أو عقليا يكون غائب عن الوعى أغلب الوقت ولا يقع تحت طائلة القانون لأنه ببساطة غير مدرك لما يفعل؛ أما الإنسان العاقل المدرك لأفعاله وتصرفاته ليس لديه اى مبرر لذلك ولأنه مهما كانت ظروف الإنسان قاسية فلا تدفعه لارتكاب جريمة.