الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف عرفت الملائكة أن آدم يفسد في الأرض؟

كيف عرفت الملائكة
كيف عرفت الملائكة أن آدم يفسد في الأرض

ورد سؤال للشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول: من أين عرف الملائكة أن آدم سيفسد في الأرض في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

أجاب أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار أن المفسرين قالوا إن الملائكة اطلع بعضهم على اللوح المحفوظ فرأوا فيه ذلك، وقيل أطلعهم الله على بعض من اللوح المحفوظ فعلموا ذلك، لأنهم لا يفعلون شيئًا إلا بأمر الله، فالملائكة لا تفعل شيئا إلا بعد أن يأمر به الله وذلك وفقًا لقوله تعالى: "لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أخبرهم أنه يعلم ما لا يعلمون، "فهذا المخلوق سيسبح ويصلي ويعمر الكون وسوف يحج إلى بيتي ويؤمن برسلي" مضيفا أن هناك فعلا من لا يفعل ذلك ويفسد في الأرض وهناك من كفر بالله ولكن مع ذلك هناك من عبد وهناك من أطاع وهناك من أقام بواجب الله.

وأكد عويضة أن خلق الإنسان أمر أراده الله في الكون، والله حين يجعل شيئا في الكون يفعله لحكمة، ومعنى اسمه سبحانه وتعالى "الحكيم"، فالحكيم هو من يضع كل شيء في مكانه.

ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن خلق الملائكة كان سابقًا على خلق آدم عليه السلام، وقد أخبرنا الله تعالى في أكثر من موضع من كتابه العزيز أنه أعلم الملائكة بأنه سيخلق بشرا من طين، ثم أمرهم بالسجود له حين يتم خلقه، وذلك دليل ظاهر على أن الملائكة كانوا موجودين قبل خلق البشر.
واستشهد «عاشور» في فتوى له، بقول الله تعالى: «إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ» (ص 71-72).
وأشار إلى أن الله تعالى أخبر في سورة البقرة عن حواره مع الملائكة قبل خلق آدم، وذلك دليل ظاهر أيضا على وجودهم قبل آدم عليه السلام، كما ورد في قوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ» (البقرة 30).

وعن كيف عرفت الملائكة أن الخليفة الجديد في الأرض سيفسد فيها ويسفك الدماء؟ أوضح: أنهم قاسوه على أحوال من سلف قبل آدم على الأرض، وهم الجن أو مخلوقات غير آدمية، فقد سبقوا الإنسان في الأرض وكانوا يفسدون فيها ويسفكون الدماء، فعلمت الملائكة أن البشر سيكونون على حال من سبقهم.